Author Search
أستاذة تاريخ الشرق الأوسط في جامعة جورج واشنطن الأميركية منذ عام 1991
"حاكمية الحرب في زمن البعث" موضوعًا لسيمنار المركز العربي
الدكتور حيدر سعيد رئيسًا الدكتورة دينا خوري محاضرةً في جلسة السيمنار
الدكتورة دينا خوري
الدكتور حيدر سعيد
الدكتورة خوري أثناء تقديمها العرض
الحضور المشارك في السيمنار
الدكتورة خوري تجيب عن تساؤلات الجمهور

استضاف سيمنار المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، يوم الإثنين 9 آذار/ مارس 2020، الدكتورة دينا رزق خوري، أستاذة تاريخ الشرق الأوسط في جامعة جورج واشنطن الأميركية، التي قدّمت محاضرة بعنوان "حاكمية الحرب في زمن البعث".

أبرزت خوري في بداية عرضها أنّ معظم دراسات الحرب الإيرانية - العراقية تعالج الوجهات السياسية أو الاستراتيجية أو العسكرية للحرب؛ فهي نادرًا ما تتطرّق إلى كيفية تطبيع الحرب في الحياة الاجتماعية اليومية للعراقيين.

وقد تناولت الباحثة كيفية هذا التطبيع من خلال الممارسات البيروقراطية للدولة والحزب، مبرزةً أنّ الحرب كان لها تبعات عميقة على طبيعة الممارسات البيروقراطية للدولة العراقية؛ فقد باتت الأجهزة البيروقراطية الإدارية للدولة، والحزب، والجيش، تركّز على إدارة الأمن القومي، وعلى الشواغل المتعلقة بمكافحة حركات التمرد. ولكن بما أنّ شنّ الحرب يتضمن إدارة السكان والمناطق الجغرافية، بقدر ما يتضمّن تخصيص الموارد وتوزيعها، فقد أصبح أحد الشواغل الأساسية هو تجنيد رجال والاحتفاظ بهم في سلك المؤسسة العسكرية، والسيطرة على مناطق حركات التمرد في الأجزاء الشمالية والجنوبية من البلاد.

ثمّ نقلت الباحثة عرضها إلى النظر في كيفية تطور "أساليب الحكم" التي مارستها الأجهزة البيروقراطية للدولة والحزب أثناء فترة الحرب؛ وذلك من أجل فهم كيفية تأثّر حياة العراقيين العاديين بهذا التحول من سياسات التنمية وتكريس سلطة الجماعات المهيمنة إلى سياسات المحافظة على الأمن الوطني ومكافحة التمرد. وكان من الركائز الأساسية لهذا التحوّل توسيع حزب البعث، وإضفاء السمة البيروقراطية عليه، وتحويله إلى ذراع أمنية.

ومن بين التحولات المهمة بالقدر نفسه، ركّزت الباحثة على التحول في فئات الناس الذين استهدفتهم السياسات الاجتماعية والأمنية للدولة؛ على اعتبار أنّ الجنود، والفارّين من الجيش، والمتمرّدين، وعائلات الشهداء، باتوا هم المستهدفين الرئيسين بسياسات الدولة.

وأعقب المحاضرة نقاش عامّ، شارك فيه الباحثون في المركز العربي، وأساتذة معهد الدوحة للدراسات العليا وطلبته، وجمهور الحضور.