Author Search
أستاذة التاريخ وعميدة كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بمعهد الدوحة للدراسات العليا. عملت أستاذة للتاريخ ومديرة لمركز الدراسات المقارنة لمجتمعات وثقافات المسلمين في جامعة سايمون فريزر في فانكوفر بكندا.
صورة من السيمنار
جمال باروت
أمل غزال
مراد دياني

استضاف سيمنار المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة، يوم الأربعاء 13 كانون الثاني/ يناير 2021، الدكتورة أمل غزال، أستاذة التاريخ وعميدة كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بمعهد الدوحة للدراسات العليا، التي قدّمت محاضرةً بعنوان "الفكر الليبرالي في عصر النهضة".

ناقشت الباحثة الفكر المعادي للنهضة وللأفكار الليبرالية التي برزت في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وانتقدت التركيز في تأريخ الفكر العربي خلال تلك الحقبة على رواد الحداثة، وإهمال الفكر المعارض لها.

وسلطت الضوء أولًا على فكر العالم الصوفي يوسف النبهاني وهجومه على رواد الحركة الدينية الإصلاحية؛ مثل محمد عبده، وجمال الدين الأفغاني، ورشيد رضا. ثم نظرت إلى الجدل الدائر حينها بين النبهاني والوهابية، والذي هو في جوهره صراع بين الصوفية والسلفية، ولكنه يبرز عوامل مشتركة بين النبهاني وخصومه من الوهابية؛ على اعتبار أنّ هجوم الوهابية عليه لا يرتكز فقط على صوفيته، بل أيضًا على "عثمانيته" التي يرى فيها الوهابية تلوثًا فكريًا وتأثيرًا أوروبيًا وابتعادًا عن الإسلام. وبشكل أكثر تحديدًا، بيّنت الباحثة أنّ الوهابية انتقدت النبهاني بوصفه منتميًا إلى منطقة يُمارَس فيها مبدأ المواطَنة والتساوي بين المسلمين وغيرهم، ولديها برلمان وانتخابات. ومن ثمّ يبرز صراع إقليمي فكري بين نجد وحوض المتوسط بهويته العثمانية.

كذلك، أبرزت الباحثة نشأةً وتبلورًا لفكرٍ معادٍ للنهضة والحداثة تلتقي فيه الصوفية والسلفية، منطلِقةً من كتاب ألبرت حوراني الفكر العربي في العصر الليبرالي الذي تُرجم إلى اللغة العربية بعنوان الفكر العربي في عصر النهضة، والذي بنى، بحسب الباحثة، خريطة هيستوريوغرافية للفكر العربي النهضوي في الجامعات الغربية. وبيّنت الباحثة أنّ هذه الخريطة تنطوي على إشكالات عديدة من المهم المساهمة في درئها ومعالجتها. ومن ثمّ يأتي مشروعها البحثي الذي يصبّ في هذا الاتجاه "التصحيحي"، والذي يطرح أسئلة بشأن مركزية الليبرالية في عملية تأريخ الفكر العربي، وعلاقة الإسلام والليبرالية، والاتجاهات المناوئة لليبرالية، التي تجد لها امتدادات في العصور الحديثة، وغيرها من الأسئلة البحثية التي تتناولها درسًا وتحليلًا.

وقد أعقب المحاضرة نقاش ثريّ، شارك فيه الباحثون في المركز العربي، وأساتذة معهد الدوحة للدراسات العليا وطلبته، وأساتذة باحثون من الوطن العربي وخارجه، كما شارك فيه جمهور المتابعين عبر وسائط التواصل الاجتماعي.