Author Search
​المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية
عز الدين البوشيخي
عز الدين البوشيخي
مراد دياني مترأسًا جلسة السيمنار
مراد دياني مترأسًا جلسة السيمنار
عبد الحميد زاهيد
عبد الحميد زاهيد
صورة عامة للسيمنار عبر تطبيق زووم
صورة عامة للسيمنار عبر تطبيق زووم
صورة عامة للحضور في قاعة السيمنار
صورة عامة للحضور في قاعة السيمنار

استضاف سيمنار المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة، يوم الأربعاء 15 كانون الأول/ ديسمبر 2021، الدكتور عز الدين البوشيخي، أستاذ اللسانيات والمدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، الذي قدّم محاضرةً بعنوان "كيف نتواصل باللّغة؟ مقاربة لسانيّة قالبيّة".

استهلّ الباحث عرضه بطرح سؤال "كيف نتواصل باللغة؟"، وأبرز أنّ هذا السؤال وإن كان يبدو بسيطًا، ومطروقًا على نحوٍ واسع، على اعتبار أنّ علومًا كثيرة انشغلت به، وأصبح في العصر الحديث محطّ اهتمام فلاسفة اللغة واللسانيين على حدٍّ سواء، ودارت حوله مناظرات ومناقشات علمية عديدة، فإنّ للإجابات المختلفة عنه آثارًا عميقة في توجيه مشروعات وبرامج ونماذج لسانية متعدّدة.

ثم بسط أسس الإطار اللساني بمقاربة "قالبية" Modularity، منطلقًا من الإسهام الرائد للّساني المغربي أحمد المتوكل، في فهم الملكة اللسانية وفي تفسير الظواهر اللغوية والتواصلية، ومُغنيًا هذه المقاربة ومطورًا لها.

وفي مرحلة ثانية، انتقل الباحث إلى استعراض المقاربة اللسانية من خلال إعادة صياغة أسئلتها الرئيسة على النحو التالي: ما بنية نموذج مستعمل اللغة الطبيعية؟ وما القوالب التي يتكون منها؟ وما طبيعة الدور الذي يقوم به كل قالب؟ وكيف يتمّ تمثيل المعلومات داخل كل قالب؟ وما أنماط التفاعل القائم بين هذه القوالب؟



وبيّن بالدرس والتحليل أنّ صياغة الأسئلة بصورة علمية تمكّننا من فحص الافتراضات، والمقارنة بينها بأدوات الاستدلال المعتمدة، وتقديم افتراضات بديلة مدعومة بالمعطيات والتحليلات. وعلى أساس ذلك، فحص الافتراضات التي قدّمها هنخفلد ومكنزي في إطار نظرية النحو الوظيفي الخطابي، مستدلًا على قصور المكونات المفترضة، ومقدّمًا بنية جديدة لنموذج القدرة التواصلية وقوالبه وأنماط تفاعلها في توليد العبارات اللغوية وتحليلها، مقترحًا بذلك تفسيرًا لسانيًّا للكيفية التي ينشأ بها التواصل بين المخلوقات البشرية في صورة افتراضات أساسية ونمذجة صورية للبنية الذهنية المسؤولة عن ذلك، ومكوّناتها.

وفي الأخير، ذكّر الباحث أنه ينبغي مراعاة ثلاثة معايير للكفاية في كل إجابة علمية: كفاية نمطية، وكفاية نفسية، وكفاية حاسوبية.

وقد أعقب المحاضرة نقاش ثري، أسهم فيه الدكتور عبد الحميد زاهيد أستاذ اللسانيات في جامعة قطر، والدكتور عبد الرحمن البارقي أستاذ اللسانيات بجامعة الملك خالد في السعودية، والدكتور عبد المنعم حرفان أستاذ اللسانيات بجامعة سيدي محمد بن عبد الله في المغرب، إضافة إلى باحثي المركز العربي وخبراء معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، وأساتذة معهد الدوحة للدراسات العليا وطلبته، وأساتذة باحثين من ربوع الوطن العربي وخارجه، وشارك فيه جمهور المتابعين عبر وسائط التواصل الاجتماعي.