استضاف برنامج السيمنار الأسبوعي الذي عقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، يوم الأربعاء 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، الدكتور محمد يونس علي، الخبير الزائر بمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، والذي قدّم محاضرةً بعنوان "نماذج من تصنيفات المعنى في تراث العربية واللسانيات".

تطرّق الدكتور يونس في عرضه إلى أهمية تصنيف المعنى، وقدّم نبذة تاريخية عن مقترحات علماء التراث والفلاسفة واللسانيين الغربيين في تقسيم المعنى إلى أنواع مختلفة، مناقشًا على وجه الخصوص تصنيف المعنى القائم على الحد بوصفه الأدق بين تلك التصنيفات، ومبيّنًا منزلته بينها، مع ربط هذا التصنيف بصوغ التعريف المنطقي والمعجمي. وأكّد الباحث في عرضه أنّ للتمييز بين أنواع المعنى أغراضًا مختلفة، من أهمها اكتشاف مدى شرعيّة المعنى وصحة استنباطه، واكتشاف درجة الظهور والخفاء والقطع والاحتمال في كل نوع، والتمييز بين طرائق (ومرجعيات) استنباط كل نوع.

ثم عرض تصنيفات المعنى في التراث، مبرزًا أنّ التراث الإنساني يحفل بالمعنى ونظرياته وأنواعه، فكان أشغولة من أشغولات الشعوب المختلفة، ومنها العرب والمسلمون الذين تميزوا في هذا المجال؛ مُحفَّزين بما ينالونه من أجر وثواب في اجتهادهم في كيفية فهم النصوص الدينية. وقد آل الأمر، وفقًا للباحث اللغوي، إلى بلوغ عدد من النظريات في كيفية تصوّره وشرح طبيعته ابتداء من النظرية التصورية الذهنية والنظرية المرجعية الواقعية وانتهاء بالنظرية السياقية. كما كان لهم قصب السبق في تصنيف المعنى إلى أنواع متميزة، قدّم نفر من علماء أصول الفقه مقترحاتهم في هذا المجال، ذكر الدكتور يونس من أبرزهم إمام الحرمين الجويني، وأبو حامد الغزالي، وسيف الدين الآمدي، وجمال الدين بن الحاجب.

ثم ناقش المحاضر ثنائية المفهوم والماصدق وتصنيف المعنى المبنيّ على مكوّنات الحدّ (دلالة المطابقة، ودلالة التضمن، ودلالة الالتزام)، وتصنيف جمهور الأصوليين، والأحناف، وتصنيف بول غرايس Paul Grice لمعنى القولة (المعنى المقول، المعنى المستلزَم).

وأعقب المحاضرة نقاشٌ عام، شارك فيه الباحثون في المركز العربي، وأساتذة معهد الدوحة للدراسات العليا وطلبته، وجمهور الحضور.