Author Search

​أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس، جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس. مختص في سوسيولوجيا التربية والتعليم وتكوين النخب والسياسات العمومية.

محمد فاوبار
هاني عواد مترئسا جلسة اليمنار
من السيمنار

استضاف سيمنار المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة، يوم الأربعاء 26 أيار/ مايو 2021، الدكتور محمد فاوبار، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس، جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، الذي قدّم محاضرةً عنوانها "من الفعالية الرمزية إلى نظرية العنف الرمزي: أسئلة الأبعاد والحدود".

أبرز الباحث، في بداية عرضه، أنّ استدعاء النظريات الرمزية والبنى الرمزية يحضر في علم الاجتماع العربي على نحوٍ محدود في الأعمال البحثية والمعرفية؛ إذ يكاد الاهتمام يقتصر على الترجمات المختصة وبعض الأبحاث الجادة. وأوضح، تبعًا لذلك، أنه يتوخّى المساهمة بمناقشة الأبحاث المعنية في السوسيولوجيا الغربية، والتقدم برؤية نقدية؛ لأجل تسليط الضوء على الأطروحات الواردة في هذا الميدان المعرفي.

انطلق الباحث في عرض مشروعه البحثي من تشخيص الفعالية الرمزية المتجلية في ميادين عديدة فرعية وشاملة، منها التربية، والدين، والعلاقات بين الزوجين، والروابط الاجتماعية؛ ففيها تتحقق الرموز والكيانات الرمزية المؤثرة والفاعلة في الأفراد والجماعات، وضمن هذه الميادين تتجلى الرموز والوظيفة الرمزية عبر اللغة، إضافة إلى أنها تنفلت من اللغة والثقافة لكي تستقر في معالم الطبيعة والكون.

ومن ثمّ، طرح السوسيولوجي المغربي تساؤلاته البحثية: ما مدى فعالية النظرية الرمزية التي تتصف بالعمومية قياسًا على المقاربات السابقة (محدودة الانطباق على مجال محدد) لتحليل بنى المجتمع الحديث ودينامياته؟ وما حدودها؟ وكيف يمكن تطوير المقاربة التحليلية للظاهرة الرمزية بهدف كشف الآليات الخفية المؤثرة في سيرورة المجتمع؟ وما علاقة العنف بالرمز؟ ليخلص إلى اعتراضات على نظرية العنف الرمزي وخاصّة مفهوم "الهابيتوس" ونظرية الثقافة، ومسألة جهل الوكلاء بحقيقة العنف الرمزي، وتوحيد النظر إلى حقول المجتمع باعتماد المفاهيم الرمزية نفسها، والحاجة إلى مزيد من التحليل واستقصاء للخطاطات الذهنية، وتاريخ التحولات في البنى الرمزية داخل مجتمع محدد، وغموض مسألة التوافق بين البنى الذهنية والبنى الموضوعية؛ هذا علاوة على تقادم الأبحاث الميدانية التي بنيت عليها تنظيرات الهيمنة المتعلقة بالعنف الرمزي.

وفي خلاصة عرضه، أوضح الباحث أنّ فعالية النظر إلى الثقافة من منظور تعددي وتاريخي، غير منحصر في طبقية ثقافية، تتجلّى إذا أخذنا المجتمع العربي ميدانًا للدراسة والبحث؛ فهذه الثقافة يستخدمها الفاعلون والوكلاء بوساطة الرموز، بطريقة صراعية وتنافسية ضمن سياق اجتماعي خاص. وأوصى الباحث باعتماد خطة معرفية وميدانية؛ لأجل كشف سيرورات هذه الميادين الرمزية، مع العمل على دراسة طرائق توليف أشكال العنف الرمزي والعنف المادي لترسيخ استراتيجيات رمزية دينية وسياسية في سياقات البنى الاجتماعية للمجتمع العربي.

وقد أعقب المحاضرة نقاش ثريّ، شارك فيه الباحثون في المركز العربي، وأساتذة معهد الدوحة للدراسات العليا وطلبته، وأساتذة باحثون من ربوع الوطن العربي وخارجه، كما شارك فيه جمهور المتابعين عبر وسائط التواصل الاجتماعي.