Author Search

باحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، مدير تحرير دورية سياسات عربية، ومدير تحرير الكتاب السنوي استشراف للدراسات المستقبلية. عمل مدرسًا مساعدًا في كلية العلوم السياسية بجامعة دمشق. حاصل على الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة فلورنسا - إيطاليا. له عدد من الأبحاث والدراسات العلمية المنشورة في مجال العلاقات الدولية. تتركز اهتماماته البحثية في نظريات العلاقات الدولية. صدر له كتاب الاتحاد الأوروبي والمنطقة العربية: القضايا الإشكالية من منظور واقعي (2021)، وحرّر كتاب استراتيجية المقاطعة في النضال ضد الاحتلال ونظام الأبارتهايد الإسرائيلي: الواقع والطموح (2018)؛ وحرب حزيران/ يونيو 1967: مسارات الحرب وتداعياتها (2019)؛ وليبيا تحديات الانتقال الديمقراطي وأزمة بناء الدولة (2022)، التي صدرت عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.

من قاعة السيمنار
من قاعة السيمنار
محمد حمشي مترئسًا جلسة السيمنار
محمد حمشي مترئسًا جلسة السيمنار
أحمد حسين محاضرًا في السيمنار
أحمد حسين محاضرًا في السيمنار
عبد النور بن عنتر معقبًا على السيمنار
عبد النور بن عنتر معقبًا على السيمنار

استضاف سيمنار المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة، يوم الأربعاء 31 أيار/ مايو 2023، الباحث في المركز العربي الدكتور أحمد قاسم حسين، الذي قدّم محاضرةً بعنوان "حقل العلاقات الدولية عربيًا: أسبقية المفهوم على المصطلح"، تناول فيها تطور تاريخ الحقل في المنطقة العربية.

وقد أشار في بداية البحث إلى أنه محاولة لتأريخ حقل العلاقات الدولية عربيًا، منذ مطلع القرن العشرين، من خلال إبراز الإسهام المعرفي للنخبة الفكرية في هذا المجال، وذلك عبر الإجابة عن سؤال: كيف تعاملت تلك النخبة مع التحولات والتغيرات التي عرفتها المنطقة العربية في مطلع القرن العشرين؟ وهل كان لدى تلك النخبة القدرة على التحليل والتنظير في فهم الظواهر الدولية؟

وقد جادل المحاضر بأن دارسي العلوم السياسية وحقل العلاقات الدولية لم يحفروا في تاريخ تطور الحقل معرفيًا، وذلك نظرًا إلى أهميته في استنباط مصطلحات جديدة وتوليدها تماشيًا مع المفاهيم المستحدثة في تلك العلوم، بل اقتصر الأمر على الترجمة التقنية للمصطلحات والمفاهيم التي عرفها حقل العلاقات الدولية، ما أثر بشكل رئيس في عملية التنظير في الحقل عربيًا. كما جادل بأن النخبة الفكرية عرفت مفهوم العلاقات الدولية قبل الاصطلاح عليه بوصفه حقلًا معرفيًا جرى التأسيس له في بريطانيا بعد الحرب العالمية الأولى، وقد بنت تصورًا عن "حقل العلاقات الدولية"، قبل أن يصبح مفهومًا يدرك بالمعنى الدلالي ضمن مجموعة من الخصائص المفهومية العلائقية التي تمكننا من ضبط محتوى المفهوم. وأشار إلى أن التغييرات الإقليمية والدولية ساهمت بشكل رئيس في طريقة تصور النخبة للعلاقات الدولية، حيث ربطت تنظيراتها وإسهاماتها المعرفية في تحليل المشهد السياسي والإقليمي والدولي بطموحاتها القومية وأحلامها بالاستقلال وبناء الدولة.

وقد توصل الباحث عبر استعراضه الأدبيات السياسية (كتب، وأبحاث، ومقالات) في الفترة 1900-1948 إلى أن النخبة الفكرية في المنطقة العربية قد عرفت مفهوم العلاقات الدولية قبل الاصطلاح عليه كحقل معرفي أكاديمي ضمن العلوم السياسية، إلا أن القارئ يلحظ هيمنة البعد القانوني على تلك الأدبيات في معالجة الظواهر الدولية وانعكاساتها على المنطقة العربية التي شكلت مختبرًا للصراع والتنافس بين القوى الدولية. ومرد ذلك الجدل القانوني الذي ساد أثناء توقيع المعاهدات والاتفاقيات الدولية بعد الحرب العالمية الأولى. ويمكن تلمّس اختلاف كتّاب تلك الحقبة الزمنية في عملية التنظير للظواهر الدولية من خلال الأساليب التي استخدموها، وتحليلاتهم ونوعها، والقيم التي تبنّوها، ولم يكن تركيزهم منصبًّا على نظريات محددة في علم السياسة والعلاقات الدولية، ولم يكن الكتّاب الأوائل في العلاقات الدولية في المنطقة العربية معتادين على نوع من الممارسة الحديثة لتقسيم المعرفة في العلوم السياسية إلى علاقات دولية وقانون دولي وفكر سياسي، إلا أنهم لم يروا بأسًا في دمج رؤى من التاريخ والأحداث الجارية بمناقشات تتعلق بقضايا ذات طابع دولي مثل: ما أفضل أشكال الحكومات؟ وما أسباب اندلاع الحروب؟ وما تأثير التغيرات في النظام الدولي في المنطقة العربية؟ مع الإشارة في هذا السياق إلى أن أولئك الكتّاب لم يكونوا يميلون إلى أن يصبحوا محاضرين في الجامعات، ما يفرض عليهم أن يكون لهم مصالح وقائمة من المقالات التي تنشر في المجلات المهنية أو الدراسات التي تنشرها دور نشر أكاديمية رصينة؛ فهم يميلون إلى تبنّي مفهوم واسع لدورهم قبل نشوء الأكاديميا في المنطقة العربية. لذا، رأى الباحث أن كتاباتهم فيها بُعد فلسفي يحاولون عبره اكتشاف الأفكار وتاريخها، وبُعد تاريخي يسعون من خلاله لتأريخ حقب من الزمن ومناطق جغرافية محددة، وكذلك بُعد سياسي يركزون فيه على دراسة المؤسسات السياسية وهو ما جعل منظورهم للعلاقات الدولية واسعًا، وعاد عليهم بالفائدة وكسب الجمهور غير الأكاديمي في تلك الفترة، على عكس ما ظهر في المرحلة التي بدأت فيها العلوم السياسية والعلاقات الدولية تندرج ضمن مناهج التدريس في الجامعات في المنطقة العربية في النصف الثاني من القرن العشرين. كما أن جلّ اهتمامهم انصبّ في النهضة اعتمادًا على نقل المعارف إلى اللغة العربية، فهم وضعوا نصب أعينهم أهمية إتقان اللغات الأخرى وخاصة الإنكليزية والفرنسية، وقد أدركوا حينها أنه لا يمكن التفكير في النهضة من دون اللغة العربية، خاصة في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية عمومًا، وعلم السياسة والعلاقات الدولية خصوصًا، فإن لم تتقن لغة المجتمع والإنسان الذي تدرسه، وكانت غير قادرة على صياغة نفسها بها، تفقد جزءًا كبيرًا من أدواتها البحثية.