Author Search
أستاذ الفلسفة بمعهد الدوحة للدراسات العليا،
من قاعة السيمنار
من قاعة السيمنار
رجا بهلول
رجا بهلول
من تعقيب المولدي عزديني
من تعقيب المولدي عزديني
هاني عواد مترئسا جلسة السيمنار
هاني عواد مترئسا جلسة السيمنار
المولدي عزديني
المولدي عزديني

استضاف سيمنار المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة، يوم الأربعاء 19 نيسان/ أبريل 2023، الدكتور رجا بهلول، أستاذ ورئيس برنامج الفلسفة في معهد الدوحة، وقد قدّم محاضرةً عنوانها "حول نظرية المؤامرة"، ناقش فيها مشروعه البحثي الذي ركّز فيه على الجوانب المنهجية والإبستيمولوجية والمنطقية في نظريات المؤامرة، وفي علاقتها بالواقع التجريبي.

بيّن الباحث أنّ مشروعه البحثيّ يهدف إلى إلقاء الضوء على ما بات يُعرف بـ "نظرية المؤامرة"، وهي طريقة في التفكير تنتشر على نحو واسعٍ بين عامّة الناس وكثير من المتعلمين في العالم العربي، بل في مختلف بقاع العالم، موضحًا أنّ المنادين بنظرية المؤامرة يزعمون أنّ الأسباب المؤدية إلى حصول ظاهرة معيّنة ليست هي الأسباب المعلن عنها، التي تتناقلها وسائل الإعلام المعروفة، بل إنّها من تدبير جهاتٍ خفيّة تعمل سرًّا من أجل أغراضٍ معيّنة. فعلى سبيل المثال، جرى تفسير ظاهرة انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، بوصفها مؤامرةً قامت بها الصين، أو المخابرات الأميركية، أو شركات الأدوية، أو عددٌ من هذه الجهات بالتعاون مع بعضها.

وأوضح الباحث أنّ أبرز خصائص النظرية هو أنها تزداد تعقيدًا إنْ حاول النقّاد نقاشها، وأنّ نطاقها يتوسع ليشمل أعدادًا أكبر من المتآمرين، مثلما حصل حينما جرى توريط الأطباء في "مؤامرة جائحة كورونا"، ثمّ جرى توسيع نطاق المؤامرة أكثر فأكثر، بحيث وصل الأمر إلى وسائل الإعلام؛ وذلك كما راجَ فعلًا في الولايات المتحدة الأميركية إبان الجائحة، حينما شكّك عددٌ كبيرٌ من الناس في صدقية وسائل الإعلام الرسمية والخاصة، مستنتجًا أنّ طريقة التفكير المؤامراتية يمكنها أن تدفعنا إلى الشكّ في المؤسسات العامة والخاصة التي ترفدنا بالمعلومات (مؤسسات الأبحاث، والصحافة ... إلخ)، إضافة إلى الجماعات العلمية المنظمة (الجامعات والجمعيات العلمية مثلًا).

وقال الباحث إن نظريات المؤامرة تجد "حبل نجاتها" في حقيقة أن النظريات غير قابلة للتكذيب، مؤكدًا أننا يجب أن نكون معنيين بشأن نظرية المؤامرة، لأنها قد تؤثر في طريقة تفكيرنا، وتعلّمنا الكسل الفكري، وتكسبنا عادةَ تجاهلِ البيّنات التي تناقض معتقداتنا.

وقد قدّم الدكتور المولدي عزديني، الأستاذ في جامعة صفاقس في تونس، مداخلةً تعقيبية شدد فيها على أهمية دراسة نظرية المؤامرة، وضرورة ربطها بالسياقات الاجتماعية التي تبرز فيها، والتي تنافس فيها النظريات الأخرى في التفسير. وقد أعقب السيمنار نقاشٌ ثريّ شارك فيه باحثون وأساتذة في المركز العربي ومعهد الدوحة للدراسات العليا وطلبته.