ينظم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الدورة الثانية من برنامج "المدرسة الشتوية"، حول موضوع "الدولة وتحولاتها"، في الفترة 3-11 كانون الثاني/ يناير 2021. ويهدف البرنامج إلى توفير نظرة نقدية وعميقة لموضوعات مختارة في دراسة الشرق الأوسط. وهو مفتوح لطلبة المراحل العليا والباحثين الشبان في اختصاصات العلوم الاجتماعية والإنسانية في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وكندا وأوروبا. وتوفر المدرسة للباحثين المشاركين فرصةً لتوطيد العلاقات مع باحثين من المنطقة، ولاكتساب معرفة مهمة غير متوافرة في مؤسساتهم وبلدانهم، كما يوفر البرنامج للمشاركين تعقيبات دقيقة من باحثين مختصين.
تقترح المدرسة الشتوية "الدولة وتحولاتها" موضوعًا لها، وقد اختير هذا الموضوع بالتوازي مع الأسئلة البحثية الصاعدة في اختصاصات العلوم الاجتماعية التي تفتح المجال بدورها لباحثين من اختصاصات مختلفة. كما يعكس هذا الموضوع الإشكالات الراهنة التي تواجه الدول بسبب جائحة "كوفيد - 19" التي تمثل تحدّيًا مهمًّا لفعاليتها، إضافة إلى نتائج ذلك على شرعية تلك الإشكالات وسيادتها. أخيرًا، سيُعَالَج هذا الموضوع من منظور متعدد الاختصاصات، وهو ما سيثري المدرسة الشتوية ومنظورات المشاركين فيها.
أخذ التدخل الأجنبي في الوطن العربي في الفترة الأخيرة شكلًا أكثر مباشرةً؛ على غرار حالة سورية (التدخلان الإيراني والروسي)، وحالات عدد من البلدان الأخرى في المنطقة التي تقع تحت سلطة خارجية (عسكرية/ أو واقتصادية). فأجهزة القمع، بالنسبة إلى العديد من البلدان، لن تعمل من دون دعمٍ أجنبي (في شكل أسلحة، وانتشار أجهزة المراقبة ... إلخ). ويمكن إضافة مثال آخر متمثّل بالسلطة الفلسطينية التي تواصل سعيها الحثيث، عبر القنوات الدولية، لأجل الاعتراف بها دولةً، في حين تواصل خسارة أراض وموارد لمصلحة الاحتلال الإسرائيلي. وبناءً عليه، تطرح المدرسة الشتوية عددًا من الأسئلة، من بينها: ماذا يعني أن تكون دولة ذات سيادة في زمن تصاعد التدخل الأجنبي المباشر؟ أيتعلق تعريف السيادة بالحدود الجغرافية فقط أم يجب أن يعني شيئًا آخر أكبر؟ وهل يمكن أن تكون الدول الضعيفة ذات سيادة حقيقية؟ وما المتغيرات الأهم في تفسير مسارات تشكل الدول في الوطن العربي وخارجه؟ وكيف يفسر ذلك التطور السياسي لهذه الدول وسيادتها اليوم أو غياب هذه السيادة؟