عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في مقره، في الدوحة - قطر، يوم الأحد 19 آذار/ مارس 2023، ندوة لإطلاق كتاب "أوراق سعدون حمادي"، الذي صدر الجزء الأول منه مؤخرًا، بعنوان فرعي "مذكرات وتأملات"، يتضمن النصوص التي كتبها السياسي العراقي الراحل سعدون حمادي بوصفها نصوصًا سيرية، تتأمل في مسيرته السياسية والثقافية. وسيصدر، لاحقًا، الجزء الثاني من الكتاب، بعنوان فرعي أيضًا "وثائق ويوميات"، يتضمن تفاصيل عمل حمادي في الدولة العراقية (1969-2003) وزيرًا للنفط، ثم وزيرًا للخارجية، ورئيسًا للوزراء، ثم رئيسًا للمجلس الوطني.

صدر الكتاب ضمن سلسلة "مذكرات وشهادات"، التي يُصدر فيها المركز العربي مجموعة من المذكرات واليوميات والسير الذاتية لعددٍ من السياسيين العرب.

شارك في الندوة ثلاث شخصيات، رافقت حمادي بقدر ما، فضلًا عن موقعها في العمل السياسي والقومي وإدارة الدولة: الدكتور طاهر كنعان، والدكتور ناجي صبري، والدكتور محمد المسفر، وحضر الندوة جمهور من الأكاديميين والسياسيين البارزين. 

رأى الدكتور كنعان، رئيس مجلس إدارة المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ونائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق، في كتاب حمادي شهادةً له بأنه أحد الآباء المؤسسين لحزب البعث العربي الاشتراكي، وأحد أبرز شخصياته الفكرية، وأن كتابه هذا هو تأريخٌ فكري لهذا الحزب، يتماهى التأريخ له في أحايين كثيرة مع التأريخ لفكرة القومية العربية الحديثة. وقد أشاد بالجهود التي بذلها في جمع كتابات ميشيل عفلق، إضافةً إلى إشرافه وتحريره سلسلة "قراءات في الفكر القومي"، التي صدرت عن مركز دراسات الوحدة العربية في خمسة أجزاء. وأشار كنعان إلى أنه يتضح من الكتاب أن فكرة "الوحدة العربية" تمثّل الأولوية لدى حمادي.

وتحدَّث الدكتور صبري، وزير الخارجية العراقي الأسبق، عن العلاقة الشخصية التي جمعته بحمادي، ساردًا عددًا من الشواهد التي استدل من خلالها على يقظة الروح القومية والانتماء الوطني لدى حمادي حتى آخر أيامه. وأشار صبري إلى أن حمادي كان شخصًا "مُتعدد القبعات"، لما له من باع في العمل الأكاديمي والدبلوماسي والسياسي والاقتصادي والثقافي؛ ما يجعل الحديث عن سيرته حديثًا عن تاريخ الدولة العراقية.

وأعقب ذلك حديث للدكتور المسفر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر، أشاد فيه بجهود المركز العربي في العمل على مذكرات السياسيين العرب لتوثيق تاريخ تشكل الدول العربية، وما لذلك من إثراء للثقافة العربية. وتحدث المسفر، أيضًا، عن جوانب من السيرة الشخصية لحمادي من خلال بعض الحوارات التي دارت بينهما. وقد دار عقب المُداخلات الثلاث، حوار ثري بين الحاضرين والمتدخلين الأساسيين.