بدون عنوان

افتتح مدير عام المركز العربي  للأبحاث و دراسة السياسات الدكتور عزمي بشارة اليوم في الدوحة مؤتمر "العرب وتركيا: تحدّيات الحاضر ورهانات المستقبل"، وهو مؤتمر علمي ينظّمه
 المركز ويبحث على مدى يومين العلاقات الاستراتيجية بين العرب وتركيا وأُسسها التّاريخية وآفاقها المستقبليّة.

وأكّد مدير عام المركز الدكتور عزمي بشارة خلال افتتاحه المؤتمر على أهميّة دراسة العلاقات التركية العربية، معتبراً أنّ اقتصار المؤتمر على متدخّلين عرب هو فرصة لمعرفة ذاتنا وتقييم علاقاتنا مع الدّول الإقليمية ودراستها . ومن ثَمّ يتحوّل في مراحل لاحقة إلى تفكير مشترك مع الأتراك.

واعتبر بشارة أنّنا في هذه المرحلة في حاجة ماسّة إلى تحديد من "نحن كعرب" بما يتيح دراسة أنفسنا من خلال دراسة علاقتنا مع الآخرين، وفي هذا الإطار تندرج سلسلة المؤتمرات العلمية التي باشر المركز العربي للأبحاث ودراسة السّياسات تنظيمها حول العرب والغير بدايةً بمؤتمر "العرب وإيران" الذي عُقد قبل أشهر. لذلك يهدف المركز من خلال هذه السلسلة من المؤتمرات إلى تجاوز التّناقض بين مصالح الدّول العربية والدّول الإقليمية من خلال إتاحة الفرصة للمختصّين والباحثين العرب  للقيام بدورهم في بناء الأمم ومرافقة التحوّلات التي يشهدها الوطن العربي.

 و عبّر بشارة عن سعادته بمشاركة المختصّين في الشّأن التركي مشاركةً واسعة في المؤتمر ، داعياً إيّاهم إلى تكثيف تعاونهم مع المركز بما يساهم في إنتاج دراسات علميّة وأكاديميّة عن تركيا والعرب وآفاق العلاقات المستقبلية.

واعتبر بشارة أنّ وصول حزب العدالة والتّنمية إلى تركيا شكّل نقطة تحوّلٍ في تاريخ تركيا الحديثة، لجهة التحوّل في استراتيجيّة السّياسة الخارجيّة خصوصًا مع تراجع التوجّه المتمسّك بالانضمام إلى الاتّحاد الأوروبي منذ بداية الفترة الثانية لحكم حزب العدالة والتنمية. ورأى بشارة أنّ إسرائيل لم تفهم جيّدا التغيرّ الحاصل في تركيا، لذلك استمرّت في التعاطي معها في الأطر السّابقة، ومن منطلق تقديم النّصائح وما شابه ذلك.

 ورأى بشارة أنّ مشاهدَ مرئيّة سابقة، سواء في مؤتمر دافوس أو مع أسطول الحريّة، أوضحت أنّ إسرائيل لم تستوعب مدى التحوّل في تركيا لذلك لم تفهم دور تركيا الجديد  ومدى أهميّته. وهو ما يشكّل فرصةً للدّول العربية لإنتاج واقعٍ مشترك في العلاقات مع تركيا مختلفٍ عن المرحلة السّابقة.

وشدّد بشارة، مجازفًا بالتنبّؤ، على أنه في السّنوات السّبع القادمة ستكون الشّعوب العربية هي اللاّعب الرّئيس في الحالة السياسيّة العربيّة، وسيشكِّلون اتّحاداتهم السّياسية وكياناتهم الإقليميّة الخاصّة بهم. وبالتالي ستكون  هذه الشّعوب هي المحدّد للعلاقات مع الدّول الإقليمية ومن بينها تركيا.

بعد ذلك تمنّى بشارة لأعمال المؤتمر النّجاح، وركّز على ضرورة تواصل المثقّفين والباحثين العرب كي يواكبوا التطوّرات القائمة في العالم العربي، بما يساهم في تعريف ذاتنا كعرب وفهْم أنفسنا ودراستها لتحديد مستقبل علاقتنا مع الآخرين.

وكان منسّق المؤتمر الدكتور عبد الوهاب القصّاب أعلن عن بداية أعمال المؤتمر بالتركيز على أهميّة دراسة الجامع بين العرب وتركيا في ظلّ التحوّلات التي يشهدها العالم العربي. وأكّد على ضرورة الوقوف على المراحل التاريخيّة التي مرّت بها هذه العلاقات على اعتبار  أنّ التاريخ هو الرّكيزة الأساسيّة للانطلاق في بحث واقع هذه العلاقات . كما اعتبر القصاب أنّ المؤتمر سيتيح فرصة للأكاديميّين العرب لإنتاج رؤية علميّة وأكاديمية عن المحدّدات الرّئيسة التي تحكم العلاقات العربية - التركية بما يساهم في إعادة تعريفنا لذاتنا مع الآخرين.

وقد بدأ المؤتمر أولى جلساته بالمحور التّاريخي والمستقبلي، على اعتبار أهميّة دراسة التاريخ للانطلاق إلى واقع العلاقات المشتركة بين الجانبيْن.