بدون عنوان

الأستاذ عبد الله الفكي البشير متحدثا عن كتابه

عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات يوم الأربعاء 08 كانون الثاني / يناير 2014 السمنار الأسبوعي، بحضور الأستاذ عبد الله الفكي البشير الذي قدّم كتابه الأخير: "صاحب الفهم الجديد للإسلام: محمود محمد طه والمثقفون، قراءة في المواقف وتزوير التاريخ". ومن خلال عرض فصول الكتاب ومضامينه، أضاء الضيف جانبًا مهمًّا من حياة المفكّر السوداني محمود محمد طه وفكره، ومواقف المثقفين والفقهاء منه؛ وهو الشخصية التي أثارت جدلًا كبيرًا انتهى باتّهامه بالردّة عن الإسلام، وإعدامه شنقًا في صبيحة يوم الجمعة 18 كانون الثاني / يناير 1985 في الخرطوم.

تناول المُحاضر مضمون الكتاب الذي جاء في خمسة أبواب وثمانية عشر فصلًا، بالعرض والتحليل. وأوضح أنّ الدراسة التي أنجزها سعت إلى البحث والتقصّي والتنقيب في أبعاد مواقف المثقفين السودانيين من الأستاذ محمود محمد طه (1909- 1985)، ومشروعه (الفهم الجديد للإسلام)، وسيرته وتاريخه، ومن الحكم عليه بالردّة وإعدامه. وتزعم الدراسة أنّ الحكم بالإعدام على الأستاذ محمود جرى بشراكةٍ واسعة، وعبر تحالفٍ عريض كان قوامه المؤسسات السياسية والأكاديمية والدينية التقليدية داخل السودان وخارجه، والتي هاجمته ورفضت مشروعه، وأفتت بردّته عن الإسلام. وقادت الحملة ضدّه داخل السودان، القيادات الحزبية والفكرية الإسلامية التقليدية، وهيئة علماء السودان، والمعهد العلمي في أم درمان (أزهر السودان). أمّا إقليميًّا، فقد هاجمه الأزهر وبعض مشايخه في مصر؛ ورابطة العالم الإسلامي في المملكة العربية السعودية، وغيرها من أطراف الحلف التي لم تكن حملاتها وتحرّكاتها ضدّه بعيدة عن إيعاز سياسي.

عبد الله الفكي البشير

صدر حكم بالردّة عن الإسلام ضدّ الأستاذ محمود مرّتين؛ الأولى عام 1968، والثانية عام 1985. وقد استخدمت المحكمة سنة 1985 الحكم الصادر عام 1968 سندًا من أسانيد الحكم الثاني. نُفّذ الاغتيال في يوم 18 كانون الثاني / يناير 1985 علنًا، وبحضور رجالات الدولة وأجهزة الأمن والاستخبارات في السودان.

دار نقاش طويل وشيّق بين المحاضر الضيف والحضور حول الرسالة الفكرية للأستاذ محمود محمد طه الذي يعدّ مجددًا للفكر والخطاب الإسلاميَّين. وبَدا جليًّا من خلال النقاش، أنّ العالم العربي الإسلامي في أمسّ الحاجة إلى فكرٍ تجديدي مبنيّ على حرية الفكر، ليكون فاعلًا رئيسًا في الساحة الدولية فكريًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا.