بدون عنوان

استضاف برنامج السيمنار الأسبوعي الذي عقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات يوم الأربعاء 26 نيسان/ أبريل 2017 بالمجمع الثقافي لمعهد الدوحة للدراسات العليا، الأستاذ آلان غريش مدير موقع "مشرق 21"، ورئيس التحرير السابق لمجلة "لوموند دبلوماتيك"، والذي صدرت له الكثير من الدراسات والأبحاث المتعلقة بقضايا الشرق الأوسط عمومًا، وبفلسطين والقضية الفلسطينية خصوصًا.

تناول الأستاذ آلان غريش في هذا السيمنار النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية الفرنسية وآثارها في النظام الفرنسي، ولا سيما في أفق الانتخابات التشريعية أيضًا في حزيران/ يونيو المقبل. وتُعدّ كلّ من فرنسا وألمانيا الركيزتين الرئيستين للاتحاد الأوروبي الذي يشهد ترنّحًا بسبب الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، وعدم الثقة العميقة في الأحزاب التقليدية، والتأثير القوي لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ومخاطر الإرهاب، والصعود الملموس ليمينٍ متطرفٍ معادٍ للمهاجرين، موسومٍ بالكراهية والخوف تجاه الإسلام.

جرت يوم الأحد 23 نيسان/ أبريل 2017 الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي تُعدّ أكثر الانتخابات أهميةً في هذا البلد؛ لأنّ الرئيس هو من يحدّد التوجهات السياسية الرئيسة في البلاد. وقد شهدت هذه الدورة مفاجأةً كبرى و"زلزالًا" في المشهد الفرنسي والأوروبي، تمثّل بإزاحة الحزبين الرئيسين اللذين ظلَّا يتداولان السلطة في فرنسا منذ أكثر من نصف قرن؛ أي منذ إرساء الجنرال شارل ديغول الجمهوريةَ الخامسة في عام 1958، وهما: حزبَا اليسار (الحزب الاشتراكي)، واليمين (حزب الجمهوريين).

وإذا كان إيمانويل ماكرون، أوّل المتأهلين للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بنسبة 23.9 في المئة، قد خطَا فورَ إعلان النتائج خطوةً كبيرةً نحو الفوز برئاسة فرنسا في الجولة الثانية المقرّرة في 7 أيار/ مايو المقبل - وذلك بسبب التأييد الواسع الذي حظيَ به من المنهزمين في الجولة الأولى وإجماعهم على بناء سدٍّ في وجه وصول "الجبهة الوطنية" العنصرية إلى الرئاسة، ووسط دعمٍ محليٍّ كبير – فإنّ ذلك لا يمنع أن تكون زعيمة اليمين المتطرّف مارين لوبين التي ستكون منافسته في الجولة الثانية، بعد أن حصلت على المرتبة الثانية بنسبة 21.4 في المئة، قد حققت نصرًا أكيدًا يعزّز مكانة اليمين المتطرّف في فرنسا في السنوات المقبلة، على غرار باقي البلدان الأوروبية؛ بالنظر إلى أنّ هذا التيار القومي المعادي للأجانب، يشهد دفعًا قويًا.

في الختام، دار نقاش ثريّ بين المحاضر والحضور حول تداعيات هذه الانتخابات وآثارها؛ خصوصًا في وقتٍ نشهد فيه عودة كبيرة لليمين المتطرف الذي يكنّ عداوةً للعرب والمسلمين، إضافةً إلى تأثير تنظيم الدولة "داعش" وتنامي ظاهرة الإرهاب العالمي.