بدون عنوان

ينظم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات - فرع لبنان المؤتمر السنوي الأول للتاريخ، في فندق ريفييرا  في بيروت في الفترة من 21 إلى 23 شباط / فبراير 2014. ويتناول المؤتمر في دورته الأولى هذا العام موضوع "التاريخ الشفوي: المفهوم والمنهج وحقول البحث في المجال العربي".

يشارك في المؤتمر باحثون مختصون من العرب والأجانب، وتشهد جلسات المؤتمر الست عشرة تقديم خمسين ورقة بحثية محكّمة جرى اختيارها بناءً على تحكيم علمي متخصص من بين ما يقارب 100 مقترح بحثي وصلت إلى اللجنة العلمية للمؤتمر.

وتغطي الأوراق جوانب متشعبة مرتبطة بموضوع التاريخ الشفوي، متوزعة على المحاور التالية: المفاهيم ونقاط القوة والضعف في التاريخ الشفوي؛ تجارب وخبرات؛ شهادات في الحراك السياسي الاجتماعي؛ سير ناس عاديين ومناضلين؛ ذاكرة الثورات العربية؛ المهمشون والإقصاء والسجن والهجرة؛ طقوس الموت والتخليد؛ في التعبير الديني والفني شفويًّا.

وانطلاقًا من الاهتمام الذي يوليه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات للدراسات التاريخية والتاريخ عمومًا، ارتأى عقد مؤتمر سنوي يتناول قضايا علم التاريخ بمقاربات جديدة تتخطّى التركيز البحت على التواريخ السياسية إلى التاريخ الاجتماعي، بمعانيه الشاملة والنوعية الجزئية، بما في ذلك تواريخ المجتمعات المحلية والمهمّشة المكتوبة والشفوية والافتراضية، وعلاقات التاريخ بالبيئة والنوع الاجتماعي، والمجتمعات المحلية، والتاريخ المصغّر.

ويعدّ "التاريخ الشفوي" الذي اختير محورًا للدورة الأولى من المؤتمر السنوي للتاريخ، موضوعًا ذا أهمية كبيرة في الوطن العربي، إذ تظل الذاكرة الشفوية الصورة التسجيلية الأبرز لتحولات المجتمعات العربية في مختلف المجالات.

وعلى الرغم من ذلك، لا يزال التاريخ الشفوي، قليل الحضور في الأوساط العلمية الجامعية والثقافية العربية عمومًا، وإن كان له بعض الحضور في بعض الكتابات الدعوية وفي بعض البلدان العربية، مثل ليبيا وتونس والسودان. وقد تكون حالة فلسطين عربيًا، حالة خاصة أو استثناءً؛ فأشكال التاريخ الشفوي في فلسطين تبرز كتجليات "هوية ممانعة" تأبى أن تذوب أو تقتلع في مواجهة مشروع "تهويد فلسطين".

ويكتسب التاريخ الشفوي أهمية راهنة مع الثورات العربية؛ فعلى الرغم من التغطية الإعلامية الحديثة، ودور تكنولوجيا الاتصال والتواصل التي ظهّرت الكثير من الصور والأخبار والحوارات، تبقى قطاعات من المشاركين في الثورات، بل ربما من صانعي الحدث والفاعلين فيه، على هامش الإعلام وأدوات الاتصال الحديثة، أي من "المجهولين"، الذين لم يظهر "صوتهم". و"صوت" هؤلاء قد يعني "شيئًا آخر"، أو "شيئًا مضافًا" إلى ما كتب وإلى ما بثه الإعلام وأدوات الاتصال الأخرى.

 

للاطلاع على الخلفية النظرية للمؤتمر وبرنامج جلساته وسيّر المشاركين، انقر هنا، أو على الصورة في الأسفل.