بدون عنوان

تبدأ الأحد المقبل 27تشرين الثّاني/نوفمبر المقبل، فعاليات مؤتمر "العرب والقرن الأفريقيّ - جدلية الجوار والانتماء" الذي ينظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات على مدى ثلاثة أيام بحضور واسع لخبراء ومهتمين بالموضوع.

وتأتي أهمّية المؤتمر في كونه الأوّل من نوعه عربيًّا والذي سيبحث في إشكاليّات العلاقات العربيّة مع منطقة القرن الأفريقيّ وآفاقها المستقبلية وتأثيرات التّغلغل الإسرائيليّ في تلك المنطقة على حساب الأمن الإستراتيجيّ العربيّ. كما تأتي أهمية المؤتمر كونه يُعقد في ظلّ موجة الربيع العربيّ والتي من المؤمّل أن تعيد ترتيب أولويّات السياسة العربيّة الخارجيّة جنبًا إلى جنب مع مسيرة التحوّل الدّيمقراطيّ الداخليّة المنشودة.

وسيبحث المؤتمر والذي سيُعقد في أحد الفنادق في العاصمة القطريّة الدّوحة، في جدليّة العلاقة بين الوطن العربيّ ومنطقة القرن الأفريقيّ من زوايا متعدّدة عبر خمسة محاور سيركّز كلّ واحدٍ منها على  بحث موضوع أساسيّ في هذه العلاقة ورسم خطوط دقيقة للإشكاليّات القائمة والفرص الممكنة مستقبلا  لتوثيق عرى العلاقات بين الطّرفين على قواعد تقوم على المساواة واحترام ثقافة الآخر وخصوصيّته  وتؤسّس الاعتماد المتبادل في الاقتصاد والتّربية  وفي مختلف الجوانب الإنسانيّة والسّياسيّة.      

 ويهتمّ المحور الأوّل  بالجانب التاريخيّ في العلاقة بين العرب ومنطقة القرن الأفريقيّ، وتطوّر هذه العلاقة عبر مراحل زمنيّة مختلفة، والنّقاط المضيئة وتلك المظلمة، التي نجمت عن الانتشار العربيّ في منطقة حوض النّيل والقرن الأفريقيّ. أمّا المحور الثاني، فسيتناول الموضوع السّياسيّ والاقتصاديّ، وسيركّز على تقاطع المصالح العربيّة مع دول القرن الأفريقيّ والتّحدّيات التي فرضتها السّياسة الدّوليّة على طبيعة هذه العلاقة، كما سيبحث في أسباب التّغلغل الإسرائيليّ في تلك المنطقة في ظلّ التّراجع العربيّ رغم انتماء دولتي جيبوتي والصّومال إلى جامعة الدّول العربيّة.

ويهتمّ المحور الثّالث  بالإطار الإستراتيجيّ والأمنيّ، و يركّز على أهمية منطقة القرن الأفريقيّ إستراتيجيّا بالنّسبة إلى الدّول الكبرى وما يفرضه ذلك على العرب من تنبّهٍ لتحدّيات الهيمنة الأجنبيّة ومساعيها عبر إنشاء قواعدَ عسكريّة غربيّة أو وجود عسكريّ دائم للقوى الغربيّة والإقليمية غير العربيّة في منطقة خليج عدن وباب المندب. وفي المحور الرّابع، سيتمّ الكشف عن الموروثات الثقافيّة لشعوب منطقة القرن الأفريقيّ التي لم تلق اهتماما عربيًّا كافيًا للتعرّف على الثّراء الثقافيّ واللغويّ والحضور العربيّ والإسلاميّ في منطقةٍ ظلّ  العديد من العرب لا يعلمون مدى حضور الثّقافة العربيّة وتأثيرها فيها وبالذّات في أثيوبيا وكينيا وإريتريا.

وفي اليوم الثّالث والأخير للمؤتمر ستُعقد جلستان خاصّتان، واحدة عن تعاطي الإعلام العربيّ مع قضايا القرن الأفريقيّ وإشكاليّة تلقِّي المعلومات والتّواصل مع تلك المنطقة عبر وكالات الإعلام الأجنبيّة، والثانية ستكون حلقة نقاش موسّعة للخروج بأجندة مستقبليّة لرسم علاقاتٍ جديدة على أسس مستدامة لتوثيق الرّوابط بين العرب والأفارقة.

وسيشارك في المؤتمر نخبة من الأكاديميّين والمتخصّصين العرب والأفارقة.  كما سيقدّم الخبير في الشّؤون الأفريقيّة بيتر ودورد محاضرة عامّة في اليوم الأوّل للمؤتمر في تمام السّاعة السّادسة مساءً، تتناول بشكل دقيق الإشكاليّات التي تعانيها منطقة القرن الأفريقيّ وتصوّرها في منظار الدّول الغربيّة. 

- للاطلاع على الورقة المرجعية ومحاور المؤتمر انقر هنا