بدون عنوان

تضمّن العدد التاسع والأربعون من دورية سياسات عربية التي تصدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد الدوحة للدراسات العليا، في باب "دراسات"، ملفًّا خاصًّا بعنوان "في الهجرة والتهجير القسريين"، ودراستين ناقشتا موضوعَي الفكر السياسي الإسلامي في شبه القارة الهندية والعلاقات الإيرانية – الأميركية في عهد الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب.

Siyasat-Arabiya-Issue49-pt.jpgففي دراسة بعنوان "عودة اللاجئين السوريين من دول الجوار المستضيفة: دروس وعبر من تجارب عالمية مماثلة"، بحث سلطان بركات وغسان كحلوت الدروس والعبر المستفادة من تجارب عالمية لعودة اللاجئين، سواء أكانت طوعية أم قسرية، لتوضيح أهم العوامل المشجعة على ضمان عودة مستدامة للاجئين السوريين. ولتحقيق ذلك، اعتمدت الدراسة في جمع البيانات والمعلومات على العديد من التقارير الصادرة عن عدّة منظمات دولية ووكالات صحافية عاملة في المنطقة، وعلى عددٍ من المقابلات مع صانعي القرار في منظمات الأمم المتحدة والمجتمع المدني والأطراف السورية المختلفة. وعرض الباحثان العوامل المشجعة لعودة اللاجئين التي يجب أن تكون حاضرةً في المشهد، لاستدامة العودة، شاملةً لسيادة القانون، وملائمةً للظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وحلّ مشكلات ملكية الأراضي وتوفير التمويل الكافي وإشراك المجتمعات، على نحوٍ فعّال، والتنسيق مع حكومات دول الجوار المستضيفة.

وركز ماجد حسن علي في دراسة له بعنوان "الهجرة القسرية للأقليات الإثنية والدينية في المناطق المتنازع عليها في العراق: دراسة حالة الأقلية الإيزيدية بعد عام 2014"، على هجرة الأقليات الإثنية والدينية في المناطق التي تسمى "المتنازع عليها" في العراق، والتي جرى استهداف سكانها من التنظيمات "الجهادية" والجماعات المسلحة. كذلك، عرضت الدراسة العوامل التي تعرقل عودة هؤلاء النازحين، وناقشت التطورات وأنواع النزاعات والتقسيمات الداخلية للأقليات، باعتبارها من عوامل عرقلة هذه العودة وإمكان إعادة التصالح وتحقيق السلم الاجتماعي بين مكوّنات هذه المناطق. وقد قدّمت الدراسة مراجعة تاريخية للتطورات الداخلية في العراق وانعكاساتها على الأقلية الإيزيدية، ثم ناقشت مستجدات وتداعيات النزوح القسري وسيطرة الأحزاب والفصائل المسلحة بعد غزو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" مناطق في العراق عام 2014.

أما خلود العجارمة وإيهاب محارمة، في دراسة لهما عنوانها "التهجير القسري في المنطقة ’ج‘ والأغوار الفلسطينية في سياق الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي"، فناقشا السياسة الاستعمارية في هذه المنطقة، مع التركيز على أنماط التهجير القسري في قرى "بردلة"، و"الفارسية"، و"الساكوت"، و"خربة حمصة"، و"المالح"، و"خربة الحمة"، وقامَا بتحليل تلك السياسة استنادًا إلى مكانة المنطقة نفسها في هذا المشروع الاستعماري. كما بيّنَا تأثير أنماط هذا التهجير في المنطقة في الواقع الجغرافي والديموغرافي، وناقشَا العلاقة بين استعمال التهجير القسري في المنطقة التي جرى فيها البحث، وكيفية توظيفها بهدف السيطرة على الأرض واستغلال الفلسطينيين وطردهم وإزالتهم والتخلّص منهم. وخلص الباحثان إلى أنّ التهجير القسري في سياق الاستعمار الاستيطاني يحظى بمركزية أعمق مما هو خارج هذا السياق الاستعماري؛ فالاستعمار الإسرائيلي، مثلًا، لا يتوقف عند استغلال السكان الأصليين اقتصاديًا فحسب، بل هو استعمارٌ مخصص لطرد السكان الأصليين من أرضهم، مع ميلٍ مستمر إلى إحلال مستوطنين يهود بدلًا منهم.

وركز عمير أنس في دراسة "تحول الفكر الإسلامي عن الدول الوطنية في شبه القارة الهندية" على تحديد ملامح السياق السياسي للفكر السياسي الإسلامي، وكيفية التصدّي لصعود الدولة الوطنية بوساطة الواقعية السياسية على نحوٍ كبير، مع استبعاد دار الإسلام، ودار الحرب، من المفردات الإسلامية. ولتحقيق ذلك، ناقش الباحث مسار الفكر السياسي للمسلمين في شبه القارة الهندية، ثم حدد الأزمة التي أشار إليها العلماء المسلمون مرارًا. وتعمق الباحث في تفكيك حجة الدراسة من خلال تقسيم سياسة شبه القارة الهندية إلى ثلاث مراحل؛ الأولى: نشوء دار الإسلام، والثانية: أزمة دار الإسلام أو اندثارها، والثالثة: استحواذ الهويات الإسلامية على الهويات الوطنية في كل بلد.

أمّا محجوب الزويري وميسر سليمان، فقد شرحا في دراسة، بعنوان "العلاقات الأميركية - الإيرانية في ظل إدارة دونالد ترامب: التفاعلات والتبعات"، الأزمة الأميركية - الإيرانية في أحدث فصولها، عبر تحليل السلوك السياسي والخطاب الإعلامي خلال فترة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ورأى الباحثان أنّ الخطاب الإعلامي العدائي تجاه طهران بدأ منذ ترشح ترامب للرئاسة؛ إذ كانت إيران تشكّل أحد عناصر حملته الانتخابية ووعودها، حيث انتقد ترامب الاتفاق النووي الإيراني الذي وافقت عليه إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، ضمن مجموعة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا (5+1)، في صيف 2015. ورأى الباحثان أن الانتقال السياسي الذي شهده البيت الأبيض بفوز الرئيس الأميركي، جو بايدن بالانتخابات الرئاسية، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، وإنْ أدى إلى تغيّر في ديناميات العلاقة بين واشنطن وطهران، فإنّ التركة الثقيلة التي خلّفها ترامب، قد تؤثر في طبيعة العلاقة بين البلدين، ولا سيما أن هذه التركة غير مرتبطة بتعقيدات الملف النووي فحسب، بل بسياسة إيران الإقليمية وقدراتها الصاروخية أيضًا.

أما في باب "دراسة مترجمة"، فقدّم عبده موسى البرماوي ترجمة لدراسةٍ بعنوان "الرأسمالية والتنمية والديمقراطية"، لآدم شيفورسكي، ناقش فيها الشروط التاريخية التي جمعت الرأسمالية والديمقراطية، وخلص من خلالها إلى أن الديمقراطية - بغضّ النظر عن أسباب نشوئها - تتمتع بالديمومة عند مستويات دخلٍ بعينها، وأثبت ذلك استنادًا إلى قاعدة بيانات تخص تحولات النظم في 199 دولة في السنوات 1946-1999 ومستويات الدخول فيها عند كل تحوّل.

وفي باب "المؤشر العربي"، أعدّت وحدة استطلاع الرأي العام تقريرًا بعنوان "تقييم الرأي العام العربي تجاه القضية الفلسطينية"، ركزت فيه على تقييم عَدّ القضية الفلسطينية قضية جميع العرب أو قضية الفلسطينيين وحدهم. وكذلك على تقييم اتجاهات الرأي العام في المنطقة العربية نحو الاعتراف بإسرائيل، وعلى تقييم المواقف والسياسات التي تتّبعها بعض القوى الدولية أو الإقليمية نحو القضية الفلسطينية. وقد أظهر التقرير أنّ اتجاهات الرأي العامّ تنحاز إلى التعامل مع القضية الفلسطينية من منطلق أنّها قضية عربية، وليست خاصّة بالشعب الفلسطيني وحده. وأظهر التقرير كذلك أنّ الرأي العامّ في المنطقة شبه مُجمعٍ على رفض اعتراف بلدانه بإسرائيل، بنسبة 88 في المئة، وأن تقييم الرأي العام العربي للقوى الإقليمية أو الدولية في المنطقة محدد بواقع تقييم سياساتها تجاه القضية الفلسطينية.

أما باب "التوثيق"، فتناول توثيقًا لأهمّ "محطات التحوّل الديمقراطي في الوطن العربي"، و"الوقائع الفلسطينية"، في المدة 1/1-28/2/2021، في حين تناولت "وثائق التحول الديمقراطي في الوطن العربي" الحراك الاحتجاجي بلبنان في كانون الأول/ ديسمبر 2019-كانون الثاني/ يناير 2020.

وفي باب "مراجعات وعروض كتب"، أعدّ أحمد محسن مراجعة لكتاب رجال الأعمال في الجيوش: كيف تحقق الجيوش والجماعات المسلحة أرباحًا في منطقة الشرق الأوسط، وهو من تحرير إليك غراورت وزينب أبو المجد، وأعدّت رنا باروت مراجعة لكتاب اللاهوت السياسي لكارل شميت.


** تجدون في موقع دورية "سياسات عربية"  خلال الفترة الحالية من جائحة كورونا جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.