بدون عنوان

سيعلن المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات يوم الاثنين الموافق 2 حزيران/ يونيو 2014 نتائج اتجاهات الرأي العام للاجئين السوريين نحو الانتخابات الرئاسية التي دعا إليها النظام السوري في 3 حزيران/ يونيو، وما إن كان المواطنون السوريون في مناطق اللجوء يعتبرون هذه الانتخابات شرعية أو لا، فضلًا عن آرائهم حول انعكاسات إصرار النظام على إجرائها. كما تتضمن النتائج اتجاهات الرأي عند السوريين حول الحل الأمثل للأزمة في سورية ومدى تأييدهم أو معارضتهم لتنحي بشار الأسد، ومدى ثقة اللاجئين السوريين في مؤسسات الحكم للنظام السوري. وبذلك، فإنّ هذه النتائج التي تمثل أول استطلاع رأي ينفَّذ على مواطنين سوريين، وإن كانوا في الخارج، من شأنها أن تعكس جزءًا مهمًا من الرأي العام السوري نحو هذه الانتخابات من ناحية، ونحو نظام بشار الأسد من ناحية أخرى.

إنّ هذه النتائج هي جزء من استطلاع واسع نفذه المركز العربي للوقوف على آراء اللاجئين السوريين في كل من لبنان وتركيا والأردن، وكذلك في المخيمات داخل الأراضي السورية بمحاذاة الحدود السورية - التركية؛ وذلك للوقوف على اتجاهات الرأي العام بين اللاجئين السوريين حيال مجموعة من الموضوعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وبلغ حجم العينة التي نفذ استطلاع الرأي عليها أكثر من 4000 مستجيب.

وقال الدكتور محمد المصري رئيس برنامج الرأي العام في المركز العربي: على الرغم من أنّ المركز نفّذ خلال ثلاثة أعوام أكثر من أربعين استطلاع رأي عام في العديد من البلدان العربية، وأحيانًا في ظروف سياسية وأمنية غير مستقرة في بعض البلدان، فإنّ تنفيذ هذا الاستطلاع كان يمثل تحديًا كبيرًا من الناحية المنهجية والعملية. ويعود ذلك للعديد من العوامل، منها: انتشار اللاجئين السوريين في تجمعات متباعدة ومتفرقة، والظروف المتباينة التي يعيش هؤلاء اللاجئون في ظلها، واختلاف القيود القانونية المفروضة على اللاجئين من بلد مضيف إلى آخر، وبخاصة في المخيمات.

وفي إطار تنفيذ هذا الاستطلاع، قام المركز باختيار أكثر من 400 باحث ميداني بناء على امتلاكهم الكفاءات اللازمة والمهارات الأساسية لإجراء مسوحات، وعقد لهم أكثر من عشر ورش عملٍ تدريبية ليكونوا قادرين على تنفيذ هذا المسح. وصرح الدكتور المصري بأنّ نتائج هذا الاستطلاع سوف تنشر تباعًا خلال حزيران/ يونيو 2014.

ويعد هذا الاستطلاع هو الأول من نوعه الذي ينفّذ بين اللاجئين السوريين، سواء أكان ذلك على صعيد حجم العينة أم على صعيد مدى تغطية اللاجئين السوريين في البلدان المضيفة وعلى الأراضي السورية. وبيّن الدكتور المصري أنّ باحثي المركز استطاعوا تغطية الأغلبية العظمى من تجمعات اللاجئين السوريين في البلدان الثلاثة المضيفة حتى تكون لهذه العينة قيمة تمثيلية للاجئين من ناحية، وقيمة تمثيلية للمجتمع السوري بصفة عامة. وقد سئل اللاجئون عن أماكن سكنهم الأصلية في سورية كي يتاح تحليل النتائج على صعيد محافظات سورية ومدنها وقراها.

كما يعد هذا الاستطلاع الأول من نوعه أيضًا من حيث المواضيع التي تطرق لها؛ فقد تضمن أسئلة متعلقة بالظروف الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية للاجئين السوريين في البلدان المضيفة، إضافة إلى أولوياتهم والإجراءات التي يمكن أن تساعد على تحسين أوضاعهم. كما تضمّن أسئلة حول العوامل والأسباب التي دفعت اللاجئين إلى مغادرة بلدهم، ومواقفهم تجاه الثورة السورية وكل من النظام السوري والمعارضة السورية وسياساتهما.

واعتمد المركز العربي منهجية العينة العنقودية الاحتمالية متعددة المراحل، والتي تضمن فرصة متساوية لكل فرد من اللاجئين للظهور في العينة. ووزعت العينة في كل بلد من بلدان اللجوء الثلاثة على أساس نسبة اللاجئين السوريين في كل تجمع إلى العدد الكلي للاجئين السوريين في البلد نفسه، بحيث يكون حجم عينة المستجيبين في كل مخيم أو تجمع متناسبًا مع نسبتها قياسًا للعدد الكلي للاجئين السوريين في البلد المضيف. وقد تم اختيار الأسر في العناقيد بشكل عشوائي منتظم كما تم اختيار المستجيب في الأسرة بشكل عشوائي.

ومن الجدير بالذكر أن الاستطلاع تفرّد بمجموعة من الأسئلة المتعلقة بمواقف المستجيبين السوريين من بعض القضايا المتعلقة بالديمقراطية وطبيعة الدولة المرجوة مستقبلًا في سورية، وأولويات السوريين بعد النهاية المرتقبة للأزمة. وسئل المستجيبون السوريون كذلك حول آرائهم تجاه الأدوار التي تؤديها مجموعة من القوى الإقليمية والدولية وسياساتها نحو الأحداث في سورية. كما تفرّد الاستطلاع بتضمنه أسئلة حول الانتخابات الرئاسية التي دعا النظام السوري إلى إجرائها في 3 حزيران/ يونيو 2014؛ إذ سئل المستجيبون عن مواقفهم من هذه الانتخابات، وإن كانوا يعتبرونها انتخابات شرعية أو لا، وحول انعكاسات إصرار النظام على إجرائها. كما سئلوا أيضًا حول الحل الأمثل للأزمة في سورية.