بدون عنوان

 

 صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات العدد العاشر (خريف 2014) من مجلة "تبيّن" الفصليّة التي تُعنى بالدراسات الفكرية والثقافية، ويرأس تحريرها الدكتور عزمي بشارة. وقد تضمّن هذا العدد جملةً من الدراسات والبحوث والمقالات المحكّمة.

يضمّ العدد بحثًا لحسام الدين درويش بعنوان: "جان جاك روسو و"الاعتراف": تمهيد في مشروعية دراسته فلسفيًا وعربيًا". وهو بحث في مشروعية دراسة فلسفة جان جاك روسو ونظريّة الاعتراف، على الصعيد الفلسفي وعلى الصعيد العربي. فهو من جهة، بحث في مشروعية دراسة نظريّة الاعتراف وارتباطها بنظريّة العدالة، في تلك الفلسفة؛ وهو من جهة أخرى، بحث في مشروعية دراستها عربيًا. وتعني المشروعية، في هذا السياق، وجود مسوّغات فكرية أو واقعيّة، نظريّة أو عمليّة، معقولة ومقبولة، جزئيًّا ونسبيًّا على الأقل، تُظهر إمكان القيام بدراسة ما وضرورة القيام بها.

ويضمّ العدد كذلك دراسة حسن المودن "قراءة نفسانيّة في قصّة النّبي يوسف عقدة الإخوة أولى من عقدة أوديب" وتطرح هذه الدراسة أسئلة من قبيل: ألا يمكن للنقد النفساني أن يستمدّ مفاهيم نفسانيّة جديدة من نصوص أخرى، غير تلك التي اعتمد عليها مؤسّسو التحليل النفسي وخصوصًا فرويد؟ ألا يمكن أن يستوحي عُقدًا أخرى من نصوص قد تكون قديمة أو حديثة؟ ما الأكثر فائدةً بالنسبة إلى الأدب كما بالنسبة إلى التحليل النفسي: أهو العمل على تطبيق مركّبات عُقديّة جاهزة على كل النصوص، قديمة كانت أو حديثة، أم السعي إلى استيلاد مركّبات عُقديّة أخرى من هذه النّصوص، بما يزيد من عمق فهمنا أو تفسيرنا للإنسان ولغته وأدبه؟

وفي دراسة "مفهوم الحريّة في الفكر الإسلامي المعاصر" لمحمد المساوي يعرض المؤلّف المكانة المركزيّة التي حظي بها مفهوم الحريّة في العالم الإسلامي، ضمن النقاش الفكري والسياسي والأيديولوجي وكذلك على مستوى النصوص الدينيّة، وبخاصّة أنّ لفظة الحريّة هي أكثر كلمات القاموس السياسي استعمالًا، وتختلف معانيها بحسب المغزى والدافع من استعمالها.

ويتضمّن العدد دراسة "إشكالية الحتميّة والحريّة في التاريخ من منظور إرنست كاسيرر" لفؤاد مخوخ، وفيها يعرض الكاتب الأسئلة التي أثيرت لدى الفيلسوف الألماني إرنست كاسيرر، خلال دراسته للمفارقة المتعلّقة بدرجة علميّة التاريخ ومدى حضور الحتميّة والحريّة فيه؛ إذ كيف يمكن الجمع بين حريّة الإنسان والطموح إلى التوصّل إلى الدقّة في مجال التاريخ؟ وهل إنّ إقرار الحريّة وإثباتها في التاريخ، يحولان فعلًا دون بلوغ المعرفة التاريخية مرتبة العلم؟

ويحلّل الباحث عبد المجيد نوسي في دراسته "الخطاب السياسي: من الممكن إلى الفعل - مقاربة سيميائية" متن إعلان الجزائر (15 تشرين الثاني/ نوفمبر 1988) والذي يؤسّس لاستقلال دولة فلسطين، متوقفًا عند الذّوات الفاعلة داخل الخطاب، ومنها: الذّوات التي لها سلطة إنتاج الخطاب؛ الأفعال التي تحدّد مجموعة من الواجبات (واجب الفعل) تُلزم بها الذّوات الأخرى؛ السياسي الذي يساهم في تشكيل أفق انتظار لدى الذّوات المتلقية.

وفي باب "من المكتبة" احتوى العدد ترجمة وائل علي لنص فلسفي لإمبرتو إيكو بعنوان "منغّصات الموت وفوائده". وحوى باب المناقشات والمراجعات "نظرية الإعراب بين فاعليّة العامل وتضافر القرائن قراءة في البديل الجديد لتمام حسّان" لعبد النّبي هماني. ومقالة "الجابري: الدولة في الإسلام بين المفهوم والتاريخ" لشمس الدين الكيلاني، إضافةً إلى مقالة "تدويل الأدب العربي الحديث من جائزة نوبل لنجيب محفوظ إلى رواية عمارة يعقوبيان" لريشار جاكمون. إلى جانب قراءة امحمد الملاخ "المقاربة الإبستِمولوجية في الكتابة اللسانية العربية الحديثة"، وعرض النور حمد لطروحات الفيلسوف جون غراي في "جون غراي والتفلسف برؤية مختلفة: سياحة موجزة في فكره".


للحصول على أعداد المجلة (نسخ ورقية أو إلكترونية) أو مقالات مفردة منها، أو الاشتراك السنوي فيها، زرّ المكتبة الإلكترونية للمركز.