بدون عنوان

صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات العدد العاشر (خريف 2014) من الدورية الفصلية المحكّمة "عمران" للعلوم الاجتماعية والإنسانية.

يشتمل العدد على دراسة الباحثة مها شعيب "دلالات تأثير تهميش التماسك الاجتماعي في المدارس الثانوية في اتجاهات التلامذة السياسية والاجتماعية والمدنية في لبنان". وتعالج هذه الدراسة المقاربات المتّبعة حاليًّا في المدارس الثانوية في لبنان لتعزيز التماسك الاجتماعي، وانعكاسات هذه الممارسات على توجهات التلامذة السياسية والطائفية والاجتماعية. وقد شملت عيّنة البحث 24 ثانويةً، عشرٌ منها حكومية و 14 خاصة، بما في ذلك ثانويات علمانية وأخرى دينية.

كما يضم العدد دراسةً بعنوان "الثابت والمتحول في مواقف الإسلاميين المغاربة من الدولة المدنية: نموذج العدل والإحسان والعدالة والتنمية" للباحث هشام خباش. وتهدف هذه الدراسة الميدانية إلى الكشف عن أوجه الاختلاف والتماثل بين مواقف أعضاء "حركة العدل والإحسان" ومواقف "حزب العدالة والتنمية" من الدولة المدنية، وتهدف أيضًا إلى إيضاح مدى استعداد أعضاء كلتا الحركتين لتغيير مواقفهما من الدولة المدنية، إن هما واجهتا وضعيات إحراج معرفي تتضمن مواقف مضادة.

ويشتمل العدد على دراسة بعنوان "محاولة لقراءة المجتمع السوري ثلاثون سنة بعد ميشيل سورا نقد وتحليل الخطاب الطائفي" للباحثين جيروم موكورنت وأكرم كشي. وتحاول هذه الدراسة نقد جانب من القراءات الاستشراقية التي أيقظتها التحولات التي شهدتها الثورة السورية، وخصوصًا في عقب الجنوح المتزايد نحو العنف، وهي قراءات تجد صعوبةً بالغةً في الذهاب إلى أنّ العالم العربي يمكن أن يشهد ثورات حقيقيةً مشابهة للثورات التي شهدها الغرب. كما أنّ المقالة تقارب الثورة من وجهة نظرٍ سوسيولوجية تعمل على استظهار الجوانب الثورية التي تحاول الدراسات الاستشراقية طمسها؛ وذلك بالتركيز على عمل ميشيل سورا الذي غالبًا ما يُستخدم مرجعًا ودليلاً في مثل هذه القراءات.

 ويضم العدد دراسةً للباحث محمد المريمي "خطاب الأقليات الدينية الشفوي والعيش المشترك في الإيالة التونسية العثمانية". وفي هذه الدراسة تتبُّع لموضوع التاريخ المحلّي لجزيرة جربة، في الجنوب الشرقي للقطر التونسي، ولا سيما حالات مخصوصة كان التاريخ الشفوي محملها، وهي تتمثلّ في حالة رواية الأصل عند المجموعات المحلية التي يتكوّن منها أهل جربة (إباضية، وبربر، وغرباء، وعرب، ومالكية، ويهود.. إلخ)، وحالة عقود ملْكية الأوقاف لدى مجموعات الإسلام الإباضي، وأخيرًا حالة ملْكية اليهود العقارية الجماعية. وتسعى الدراسة للإجابة عن عدّة أسئلة، متعلقة بالحقوق التي يهدف المحمل الشفوي ضمانها لمصلحة المجموعات المحلّية هنا وهناك، وبحقيقة العلاقات الاجتماعية التي تتوارى وراء الرواية الشفوية التي تخص هذا المجال المجتمعي أو ذاك، وبسؤال هو: متى يتوقّف العمل بمحمل الشفوي، ليتحول إلى محمل المكتوب في الحالة التي تفرضها الرابطة الاجتماعية التي يقوم عليها العيش المشترك في جزيرة جربة خلال العصر الحديث؟

 وفي دراسة "المنظومات التربوية العربية بين مظاهر الأزمة وتحديات المستقبل"، ينطلق الباحث رشيد جرموني من فرضية أساسية تفيد أنّ فشل منظومات التربية والتكوين في المنطقة العربية لا يعود إلى ضعف الإمكانات المالية واللوجستية والموارد البشرية اللازمة، بقدر ما يعود إلى غياب رؤية تنموية واضحة المعالم والآفاق، مع تأكيد أنّ الأزمة في العمق هي تخلُّف المؤسسات التربوية عن أداء مهماتها الريادية والحضارية. ويسعى البحث لمناقشة هذه الفرضية من خلال تحليل ثلاثة عناصر أساسية؛ هي التشخيص، والتداعيات، والأسباب، مبيّنًا الطابع المركّب لأزمات المنظومات التربوية في البلاد العربية، وهي الأزمات التي نحددها في ثلاثة عناصر؛ هي أزمة انطلاقٍ، وأزمة اشتغالٍ، وأزمة مآلٍ وسيرورةٍ.

ويبحث صقر النور "سياسات التنمية الريفية والزراعية في مصر: مساراتها التاريخية وآثارها في الفلاحين" معتمدًا على دراسة تحليلية للمسارات التاريخية التي اتخذتها سياسات التنمية الزراعية والريفية في مصر، وآثارها في الفلاحين والريف المصري. وهو يهدف إلى الحصول على فهم أعمق للجذور التاريخية من خلال نموذج التنمية الريفية والزراعية؛ وذلك بتحليل البنية المرجعية والتطبيقات العملية لبرامج التنمية الزراعية والريفية التي اتُّبعت في مصر منذ بدايات الخمسينيات.

 ونقرأ في باب الترجمة "الدول الاستعمارية بوصفها دولًا استخباريةً: حفظ الأمن وحدود الحكم الاستعماري في الأراضي الإسلامية الخاضعة لفرنسا بين سنتي 1920 و1940" لمارتن توماس. ويشير هذا البحث إلى أنّ رؤيةً أكثر شموليةً لمعايير جمع الدولة المعلومات الاستخبارية ولغايتها من ذلك، قد تساعد على فهمنا الكيفية التي أمَّنت بها هذه الدول الاستعمارية استمراريتها.

وفي المناقشات، ضمّ العدد "من الدولة ما بعد الاستعمارية إلى دولة الرعاية الاجتماعية المستقلة الديمقراطية العادلة؟ المفاوضة التاريخية الاجتماعية لمآلات التغيير في تونس" للباحث مراد دياني. وفي باب المراجعات، كتَب كلّ من أنس حنفي وساري حنفي مراجعةً لكتاب "الحياة كسياسة، كيف يغير أناس عاديون الشرق الأوسط" للكاتب آصف بيات، وكتبت إنعام شرف مراجعةً لكتاب "حلب وأراضيها: صناعة المدينة وسياستها (1868 - 2011). ويضم العدد كذلك قراءةً نقديةً قدَّمها أحمد محمد سالم لكتاب "حفريات في الخطاب الخلدوني: الأصول السلفية ووهم الحداثة العربية" للكاتبة ناجية الوريمي.

وفي عروض الكتب، يقدّم زياد منى الكتب: "تاريخ إيران الحديث" لأروند إبراهيميان، و"السيطرة على الغذاء، السيطرة على الشعب: الكفاح من أجل الأمن الغذائي في غزة" للمؤلفين: رامي زريق وآن غوف، و"مصر الثورة وشعارات شبابها: دراسة لسانية في عفوية التعبير" لنادر سراج، و"الحرب العالمية الأولى في الشرق الأوسط" لكرستين كوتس إولريكسن.

للحصول على أعداد المجلة (نسخ ورقية أو إلكترونية) أو مقالات مفردة منها، أو الاشتراك السنوي فيها، زرّ المكتبة الإلكترونية للمركز.