بدون عنوان

العدد الثالث عشر من مجلة تبين المحكمة متاح عبر المتجر الإلكتروني (الرابط من خلال الصورة)

 

صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات العدد الثالث عشر (صيف 2015) من مجلة "تبيّن" الفصليّة التي تُعنى بالدراسات الفكرية والثقافية، ويرأس تحريرها الدكتور عزمي بشارة. وقد تضمّن هذا العدد جملةً من الدراسات والبحوث والمقالات المحكّمة.

ويفتتح العدد أوراقه بمقال للدكتور عزمي بشارة بعنوان "مقاربات نقدية للرائج حول المثقف"، وفي هذا المقال يعود الكاتب إلى التصورات الرائجة حول المثقف، مميزًا إيّاه عن الخبير، وقد سبق للكاتب أن تحدّث باستفاضة عن المثقف في دراسته للمثقف والثورة، ويُعدّ هذا المقال تلخيصًا لتلك الأفكار، مع بعض الإضافات.

وفي باب الدراسات والأبحاث نقرأ دراسة بنسالم حمّيش، وزير الثقافة المغربي السابق، "عن المثقفين وتحولات الهيجمونيا" وفيها يعرّف الكاتب "المثقف" معتمدًا تعريفات سابقة، ومن خلال هذا التعريف يناقش أدوار المثقفين العرب في الأزمات المتتالية التي يتعرض لها العالم العربي، وهذه الدراسة في الأصل محاضرة ألقيت في المؤتمر السنوي الرابع للعلوم الاجتماعية والإنسانية الذي عقد في مراكش – المغرب، من 19 إلى 21 آذار/ مارس 2015.

ونقرأ كذلك دراسة خالد زيادة، الباحث والأستاذ الجامعي اللبناني، "المثقف والعسكري"، وفيها يستعرض الكاتب العلاقة بين المثقف والعسكري، بين العالم ورجل الدولة، في مدينتين شهدتا بواكير التحديث في العالم العربي والإسلامي، وهما القاهرة وتركيا، كما يتحدث عن محاولات السلاطين المتتالية السيطرة على العلماء والمثقفين، بالترغيب حينًا، وبالترهيب حينًا آخر.

ضمّ العدد، كذلك، بحث فريدريك معتوق، العميد السابق لمعهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية، "مثقفو الإنسيكلوبيديا الفرنسية ومثقف دائرة المعارف العربية"، يهدف البحث إلى تقديم مقارنة منهجية للطريقة التي اعتُمدت في إنتاج الإنسيكلوبيديا الفرنسية المعروفة على يد كوكبة من المثقفين الغربيين الملتزمين أفكار التنوير في النصف الثاني من القرن الثامن عشر (1751 - 1772)، وتلك التي اعتُمدت في إنتاج دائرة المعارف العربية العتيدة على يد المعلم بطرس البستاني الملتزم أفكار النهضة العربية في الربع الأخير من القرن التاسع عشر (1876 - 1900).

ونقرأ بحث علي الصالح مولى، "هل من حاجة اليوم إلى مثقَّف هُوَوِي؟" الذي انطلق من مفهوم وتساؤل (المثقَّف الهُوَوِي وتراجع الأداء)، واختار مقاربتهما من مدخلين متضافرين: مدخل تاريخي وظيفي، وآخَر تاريخي نقدي. وأقام طموحَه على إشكالية مركزية هي النظر في موجبات انتهاء زمن المثقَّف الهُوَوي وبروز زمن الـ  "ثينك تانكس" Think Tanks.

وضم العدد بحث عبد العلي حامي الدين، أستاذ العلوم السياسية في جامعة محمد الخامس في الرباط، "المثقَّف في السياق العربي الإسلامي، سؤال الإصلاح السياسي في المغرب في بداية القرن العشرين"، وفي هذا البحث استعراض لنماذج من المثقَّفين في السياق العربي الإسلامي، وتحديدًا من النخبة المغربية، في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

وتتناول دراسة فؤاد مخوخ، الباحث الحائز على الدكتوراه في الفلسفة، "كانط والكانطيون الجدد"، موضوع الفلسفة الكانطية وتطورها في تاريخ الأفكار، فتكشف عن مجموعة من التصورات الفلسفية التي ظهرت بعد الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط، واهتمت بتأويل نصوصه واستلهام مبادئه، رافعة شعار ضرورة "العودة إلى كانط" من أجل فهم ظواهر العصر الراهن، وهو ما أثار إشكالية بخصوص معنى هذا الشعار ودلالته لدى المدافعين عنه.

فيما يختتم الباب مقال محمد الخراط، أستاذ الفكر الحديث والحضارة الإسلامية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة صفاقس – تونس، "من أجل فهم مضاف للخطاب النبوي"، وفي هذا المقال محاولة لتطبيق بعض المناهج الحديثة على الخطاب النبوي وتدبّر أبعاده الدينية، ولا سيما عبر المنهج الأنثروبولوجي والمقاربة التداولية.

أمّا في باب "من المكتبة"، فاحتوى العدد على ترجمة لمقال للفيلسوف الألماني فالتر بنيامين "فلفشة مكتبتي، كلام على جمع الكتب"، والمقال من ترجمة ثائر ديب.

وفي باب مناقشات ومراجعات يحضر مقال عبد الدائم السلامي، "المقدّس معينا لبلاغة الأدب"، وهو يروم النظر في طبيعة العلاقة بين النصّ المقدّس والنصّ الأدبي، وذلك بالوقوف على مدى استفادة كلٍّ منهما من مُنجَز الآخر. ونقرا كذلك مقال طيرشي كمال، "الفلسفة الروحانية عند هنري برغسون"، وتحاول هذه المساهمة معالجة فلسفة هنري برغسون الروحانية، باعتبارها شعورًا حدسانيًا باطنيًا معيشًا، تعبّر بحق عن ديمومة روحانية بوصفها نسقًا أنطولوجيًا يحاول أن يثبت ذاته بواسطة فكرة الكمال والتمامية.

ويَختتم العدد باب "تقارير"، وفيه نقرأ تقرير إبراهيم القادري بوتشيش حول المؤتمر السنوي الرابع للعلوم الاجتماعية والإنسانية، "أدوار المثقفين في ظل التحولات التاريخية"، والذي عقد في مراكش - المغرب، من  19 إلى 21  آذار / مارس 2015.