بدون عنوان

تشهد العديد من البلدان الغربية في أوروبا وأميركا الشمالية صعودًا متزايدًا لتيارات اليمين المتشدد، التي كانت حتى وقت قريب تقبع في الهامش السياسي. وقد برزت هذه الظاهرة، على نحو خاص، مع فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، وتعززت بعودته إلى السلطة عام 2024 وتبنّيه أجندة اليمين المتطرف. كما أظهرت نتائج الانتخابات في عدة دول أوروبية تحوّلًا في المزاج الشعبي يعزز حضور التيارات اليمينية المتشددة في المشهد السياسي، في مؤشر ينذر بتسلل أجندة اليمين المتطرف إلى قلب السياسات المركزية في كبريات الدول الغربية؛ ما يخلق واقعًا سياسيًا جديدًا يتجاوز الأطر الوطنية وله تداعيات ذات أثر عالمي واسع.

تعددت المقاربات التي فسّرت أسباب صعود اليمين المتطرف، والتي يمكن تصنيفها على نحو عامّ في ثلاثة اتجاهات رئيسة: البعد الاقتصادي، الذي يرى أن الأزمات الاقتصادية والتفاوت الاجتماعي أدّيا دورًا حاسمًا في تعزيز هذا الصعود. والبعد الثقافي، الذي يركّز على قضايا الهوية والهجرة والاندماج. والبعد الإعلامي، الذي يشير إلى تأثيرات انتشار الإنترنت ووسائط التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية. ومع ذلك، يمكن القول إن استمرار صعود هذه التيارات من الهامش إلى المركز، وتفكك أنماط السياسات التقليدية، وانتقال اليمين المتطرف من الشعبوية غير المؤسسية إلى تقديم نفسه بديلًا منظّمًا ليسار الوسط ويمينه، هذه كلها عوامل تؤكد أننا أمام تحوّل بنيوي عميق يتطلب مقاربة/ ات نقدية جديدة تتجاوز التفسيرات السائدة، لا سيما أنه بات يتجلى في مواقف معادية للديمقراطية الليبرالية.

تُعِدّ دورية "سياسات عربية" عددًا خاصًا لدراسة إشكالية صعود اليمين المتطرف في أميركا الشمالية وأوروبا، وتداعياته، وأثره، وردّات الأفعال عليه في العالم غير الغربي، بعنوان "من الهامش إلى المركز: صعود اليمين المتطرف وتداعياته على السياسات الداخلية والدولية".

يسعى العدد، على نحو خاص، إلى البحث فيما يعنيه صعود اليمين المتطرف بالنسبة إلى مستقبل الديمقراطية الليبرالية، ويتناول سؤال التعددية في المجتمعات الغربية، واستقرار النظام الدولي، ومستقبل العلاقات الدولية، والقانون الدولي، وحقوق الإنسان، ويناقش انعكاسات هذا الصعود على أداء الحكومات الغربية، وشراكاتها المتزايدة مع أنظمة سلطوية في العالم غير الغربي، وتماهيها مع نزعات عدوانية وعنصرية وكولونيالية، كما يتجلى في دعم معظم تيارات اليمين الغربي لإسرائيل وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. ويفتح العدد المجال لفهم الظاهرة في سياقات غير غربية، كما في حالتَي الهند والأرجنتين.

نواظم المشاركة

ترحّب دورية "سياسات عربية" بالمساهمة في تقديم أوراق بحثية في المجالات المذكورة، ويشمل ذلك أوراقًا تتناول أبعادًا نظرية أو تطبيقية أو دراسات حالات (لتفصيلٍ أكبر، يرجى الاطلاع على الورقة المرجعية). وتستقبل مقترحاتٍ بحثيةً، في نحو 250 كلمة، في موعد أقصاه يوم السبت 30 آب/ أغسطس 2025. وتلتزم هيئة تحرير الدورية بالردّ على أصحاب المقترحات، قبولًا أو رفضًا، في موعد أقصاه يوم الخميس 9 تشرين الأول/ أكتوبر 2025.

وسيكون لأصحاب المقترحات المقبولة متّسعٌ من الوقت ليرسلوا النسخة النهائية من الدراسة، في موعد أقصاه يوم السبت 25 نيسان/ أبريل 2026، مع الالتزام بمواصفات البحث الشكلية والموضوعية التي يعتمدها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. وتخضع جميع الأوراق المرسَلة للتحكيم، وليست الموافقة على المقترح البحثي موافقةً تلقائية على قبول نشره؛ إذ إنه لا يُنشر إلّا ما يقرّه التحكيم العلمي من أوراق بحثية كاملة بعد إنجازها.

  • تُرسَل المقترحات البحثية عبر نظام الباحثين.
  • في حال وجود استفسارات إضافية، يمكنكم التواصل مع بريد الدورية:

siyasat.arabia@dohainstitute.edu.qa

المرفقات

الورقة المرجعية للعدد الخاص.