العنوان هنا
تقييم حالة 21 نوفمبر ، 2012

العلاقات الإسرائيليّة-التركيّة في ضوء رفض إسرائيل الاعتذار

الكلمات المفتاحية

محمود محارب

باحث مشارك في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أستاذ جامعي فلسطيني له العديد من الكتب والأبحاث المتعلّقة بالصهيونية وإسرائيل، والقضية الفلسطينية، والصراع العربي الإسرائيلي. حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من "الجامعة العبرية" في القدس. وفي عام 1986 حصل على الدكتوراه في العلوم السياسية من قسم العلوم السياسية في جامعة ريدينغ في إنكلترا. ومنذ عام 1987 حتى عام 1990، عمل مديرًا لمركز الأبحاث التابع لجمعية الدراسات العربية في القدس المحتلة. 

منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى سدّة الحكم في تركيا في عام 2002، شهدت العلاقات التركيّة - الإسرائيليّة تآكلًا تدريجيًّا ومستمرًّا ازداد عامًا بعد آخر. وبعد مرور عدّة سنوات، ما لبثت أن تغيّرت طبيعة هذه العلاقات بين الدولتين من علاقات ودٍّ وتحالف، كانت سائدة لعقدٍ كامل قبل وصول حزب العدالة والتنمية للسّلطة، إلى علاقات جفاءٍ وتباعد على المستوى السياسيّ على الأقلّ، لا سيّما بعد العدوان الإسرائيليّ على قطاع غزّة في نهاية عام 2008 وبداية عام 2009. فقد أدخل هذا العدوان العلاقات بين الدولتين في مرحلةٍ جديدة، اتّسمت بالتوتّر السياسيّ وبازدياد حدّة انتقادات تركيا للسّياسة الإسرائيليّة تجاه الشعب الفلسطينيّ وأراضيه المحتلّة، وتضاعف وتيرتها، إذ ما انفكّ قادة تركيا - وخاصّةً رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان - يهاجمون السياسة الإسرائيليّة وينتقدونها بشدّة.

شهد عام 2010 مزيدًا من التّدهور في العلاقات السياسيّة بين الدولتين بعد اعتداء الجيش الإسرائيليّ على أسطول الحرّية المتّجه إلى غزّة في المياه الدوليّة في أيار / مايو سنة 2010، وقتْله تسعة مواطنين أتراك كانوا على متن سفينة مرمرة التركيّة. لقد هزّ هذا الاعتداء العلاقات الإسرائيليّة - التركيّة بشدّة، وأدخلها في طورٍ جديد من التوتّر السياسيّ. وطالبت تركيا إسرائيل بُعيد الاعتداء الإسرائيليّ، بثلاثة مطالبَ محدّدة وواضحة، وهي: تقديم اعتذارٍ رسميّ لتركيا، ودفع تعويضات لعائلات الضّحايا الأتراك، وفكّ الحصار عن قطاع غزّة. وربطت تركيا بين استجابة إسرائيل لهذه المطالب الثلاثة ومستقبل العلاقات بين الدّولتين. وأكّدت أنّه إذا لم تستجب إسرائيل لهذه المطالب فإنّ تركيا ستتّخذ جملةً من الخطوات ضدّها لمعاقبتها على جريمة قتل مواطنيها التّسعة واعتدائها على أسطول الحرّية في المياه الدوليّة. تحاول هذه الورقة تقديم قراءة تحليليّة لطبيعة العلاقات بين إسرائيل وتركيا في ضوء المطالب التركيّة الثلاثة، والوقوف على الاتّجاهات الإسرائيليّة المتعدّدة تجاه مطلب الاعتذار، وتحليل العوامل التي كانت وراء رفض إسرائيل الاعتذار، والوقوف على الاحتمالات المتعدّدة لمستقبل العلاقات الإسرائيليّة - التركيّة.