العنوان هنا
مقالات 03 أغسطس ، 2011

الوحدة الفلسطينية وسيف المساعدات الأميركية

علاء بيومي

كاتب وباحث مهتمّ بالشّؤون الأميركيّة، حاصل على شهادة الماجستير في السّياسة العامّة ودراسات السّلام من جامعة دوكين الأميركيّة، صدر له كتابان عن السّياسة الخارجيّة الأميركيّة تجاه الشّرق الأوسط، له العديد من المقالات المنشورة في الدوريّات والصّحف والمواقع العربيّة.

جوبهت التطورات الأخيرة على الساحة الفلسطينية ومساعي تشكيل حكومة وحدة وطنية -والتي زاد التفاؤل بشأن نتائجها في أيار/مايو الماضي قبل أن تتراجع حالياً- باعتراضات كبيرة من قبل أعضاء في الكونجرس الأميركي. وأصدر مركز "خدمة أبحاث الكونجرس" في أواخر شهر أيار/ مايو دراسة بعنوان "مساعدات أميركا الخارجية للفلسطينيين"[*]. وتوضح الدراسة الشروط الأميركية في تمويل السلطة والموقف من "حماس".

جاءت الدراسة في 23 صفحة، ورصدت تاريخ المساعدات الأميركية للفلسطينيين وحجمها وأهدافها، ومستقبلها من وجهة النظر الأميركية.

وقبل التعليق على مغزى الدراسة الهامة ومعانيها، والتي يجب أخذها في الاعتبار عند الحديث عن موقف أميركا من التقارب الفلسطيني الداخلي بين حركتي "فتح" و"حماس"، رأينا أن نبدأ أولاً برصد أهم مضامينها.

تقول الدراسة إن أميركا تساعد الفلسطينيين على مستويين، أولهما مساعدات إنسانية تقدمها للاجئين الفلسطينيين منذ خمسينيات القرن الماضي، وثانيهما مساعدات اقتصادية وسياسية وأمنية تقدمها أميركا للسلطة الوطنية الفلسطينية منذ منتصف التسعينيات.

على المستوى الإنساني، تقول الدراسة إن أميركا أكبر دولة متبرعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة، وذلك منذ تأسيس الوكالة في عام 1950، وأن أميركا قدمت منذ ذلك الحين حوالي 4 مليارات دولار كمساعدات إنسانية للفلسطينيين.

ولكي نعرف أهمية المساعدات الأميركية للأونروا مقارنة بمساعدات الدول الأخرى، تقول الدراسة إن ميزانية الأنشطة الأساسية في الوكالة الدولية الخاصة بالفلسطينيين في عام 2009 بلغت 545 مليون دولار، من بينها 268 مليون دولار مساعدات مقدمة من أميركا وحدها.

ويوضح التقرير أن الدول العربية "تجنبت" التبرع للأونروا حتى تسعينيات القرن الماضي، لأنها أرادت "الحفاظ على قضية اللاجئين الفلسطينيين على الأجندة الدولية والضغط على إسرائيل للقبول بمسؤوليتها عن معاناتهم". ويقول التقرير أيضا إن الدول العربية "قدمت مساهمات سنوية ضئيلة نسبياً" للأونروا منذ التسعينيات.

والملاحظ هنا أن قيمة التبرعات الأميركية للأونروا منذ 1950 - والتي تبلغ 4 مليارات دولار - لا تتخطى كثيراً المساعدات التي تقدمها أميركا لإسرائيل سنويا (3 مليارات دولار). ويلاحظ أيضاً أن أميركا وضعت شروطاً لتلك المساعدات بشكل يضمن عدم وصولها لأي لاجئي فلسطيني يقاتل إسرائيل، كما سنوضح فيما بعد.


[*] للاطلاع على النص الكامل للدراسة، اتبع الرابط:http://www.fas.org/sgp/crs/mideast/RS22967.pdf