مقدمة
عام وبضعة شهور تنقضي على ما تعارف عليه أهل السّياسة والإعلام وقبلهم من قاموا بالفعل نفسه "بالرّبيع العربي"[1]. وعلى الرّغم من أنّ المصطلح لم يكن في الأصل عربيًّا، لكنّه وجد له مكانةً في الذّهنيّة العربيّة، ربّما لما تحمله كلمة ربيع من معانٍ جميلة في النّفس والمشاعر العربيّة. وبغضّ النّظر عمّ إذا كان ربيعًا عربيًّا أم صحوةً عربيّة، فهو بلا شكّ علامة بارزة، ومحطّة يصعب القفز عليها عند قراءة تاريخ العرب الحديث، وربّما تاريخ العالم الحديث. ولأنّه محطّة بارزة، فإنّ الأسئلة المطروحة عن الرّبيع العربي أو الصّحوة العربيّة هي أكثر بكثير من الإجابات. فإضافةً إلى الأسئلة المتراكمة عن فهم التّوقيت والأسباب، تبرز الأسئلة المتعلّقة بردود الفعل والمواقف ممّا جرى ويجري، سواء في الدّاخل العربي أو المحيط الإقليمي. من هنا يأتي الحديث عن إيران، الدّولة المجاورة للعرب. لكن الجوار الجغرافي ليس السّبب الوحيد الذي يدفع للكتابة عن الموقف الإيراني من ثورات العرب في القرن الحادي والعشرين، فإيران هي الدّولة الإقليميّة الّتي وسمت القرن العشرين بثورةٍ أنهت نظامًا ملكيًّا كان يوصف بالأكثر استبدادًا وخدمة لمصالح الولايات المتّحدة في منطقة الشّرق الأوسط.
[1] استخدم مصطلح "الربيع العربي" أوّل مرة في القرن الحادي والعشرين في عام 2005، في مقالة نشرها أحد المحافظين الأميركيّين الجدد في جريدة سياتل تايمز يوم 27/3/2005. غير أنّ استخدام مفهوم "الربيع" لوصف الهبّات المطالبة بالتّغيير يمكن أن يعود إلى عام 1848 حيث حصل ما يسمّى ربيع الشعوب في أوروبا، حيث بدأ في بولونيا في عام 1846، لكن زخْمه الحقيقي لم يحدث إلا في عام 1848. وقد قامت تلك الثورات بدورٍ بارز في نشر الفكر الليبرالي المنادي بمزيدٍ من الحرّيات.
http://seattletimes.nwsource.com/html/opinion/2002214060_krauthammer21.html
للمزيد انظر :
Mike Rapport, 1848: Year of Revolution, (New York: Basic Books, 2009), p. 201.
Jonathan Sperber, The European Revolutions: 1848-1851, (Cambridge: Cambridge University Press, 2005), pp.109-156.
http://www.age-of-the-sage.org/history/1848/revolution_of_1848.html