العنوان هنا
تقييم حالة 25 يوليو ، 2018

قمة هلسنكي الروسية-الأميركية: رهانات ترامب ومأزق المؤسسة الأميركية الحاكمة

وحدة الدراسات السياسية

هي الوحدة المكلفة في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بدراسة القضايا الراهنة في المنطقة العربية وتحليلها. تقوم الوحدة بإصدار منشورات تلتزم معايير علميةً رصينةً ضمن ثلاث سلسلات هي؛ تقدير موقف، وتحليل سياسات، وتقييم حالة. تهدف الوحدة إلى إنجاز تحليلات تلبي حاجة القراء من أكاديميين، وصنّاع قرار، ومن الجمهور العامّ في البلاد العربية وغيرها. يساهم في رفد الإنتاج العلمي لهذه الوحدة باحثون متخصصون من داخل المركز العربي وخارجه، وفقًا للقضية المطروحة للنقاش..

على وقع خلافات حادة بين البلدين، وحملة تصعيد أميركية داخلية ضد روسيا، عُقد في 16 تموز/ يوليو 2018 لقاء قمة جمع بين الرئيسين، الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، في العاصمة الفنلندية هلسنكي. ورغم الأجواء الإيجابية التي سادت وقائع المؤتمر الصحفي بين الزعيمين، فإن هذا المؤتمر كان سببًا لعاصفة سياسية في الولايات المتحدة الأميركية، ضاعفت الضغوط على البيت الأبيض لكبح جماح ترامب المتهم بـ "محاباة" روسيا، وهو الأمر الذي انتقده ترامب قبل لقاء القمة، مُلقيًا اللوم على مراكز قوى في واشنطن لا تريد تحسنًا في العلاقات الأميركية - الروسية المشتركة.

وقد أدى وقوف ترامب إلى جانب روسيا في رفضها اتهامات الأجهزة الاستخباراتية الأميركية المتعلقة بتدخلها في الانتخابات الرئاسية الأميركية، عام 2016، إلى تجدد الحديث عن ارتهان ترامب الغامض لبوتين، وخصوصًا أن القمة بينهما جاءت بعد قمة لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في العاصمة البلجيكية بروكسيل، وأنها كانت متوترة جدًا بسبب هجوم ترامب على دول هذا الحلف الحليفة لبلاده، وتلميحه إلى احتمال الانسحاب منه. تبع ذلك شنّ ترامب حملةً أخرى على الاتحاد الأوروبي الذي وصفه بأنه "خصم" اقتصادي لبلاده. وجاء عَقد القمة، أيضًا، بعد مرور أيام قليلة على توجيه المحقق الأميركي الخاص، روبرت مولر، بشأن التدخل الروسي المفترض المتعلق بالانتخابات الأميركية، اتهامًا لاثني عشر ضابط مخابراتٍ عسكريًا روسيًا باختراق البريد الإلكتروني للحزب الديمقراطي وحملة المرشحة الديمقراطية الخاسرة هيلاري كلينتون.

وبسبب العاصفة السياسية التي أثارها سلوك ترامب خلال المؤتمر الصحفي وظهوره ضعيفًا أمام بوتين، وهو التقييم الذي يبدو أنّ عليه إجماعًا بين خصوم ترامب وحلفائه، خصوصًا في موضوع الاختراق الروسي المزعوم للعملية الانتخابية الأميركية، وتحميل ترامب مسؤولية تردّي العلاقات بين البلدين بالنسبة إلى الطرفين بالتساوي، مع ترافق ذلك بتصعيده ضد الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة، غاب التركيز على القضايا الأساسية التي من المفترض أن يناقشها الطرفان خلال قمتهما. وقد عقد ترامب وبوتين، بدايةً، قمةً تجاوزت ساعتين من دون أي مساعد من مساعديهما، باستثناء مترجمين خاصين، وهو ما أثار مزيدًا من الشكوك أميركيًا فيما دار بينهما، مع وجود تخوفات حقيقية من أن ترامب ربما يكون قدّم تنازلات ترفضها مؤسسة الحكم الأميركية. وقد تبع ذلك اللقاءَ الخاص بينهما لقاءٌ آخر مُوسَّع حضره مساعدو الطرفين.