العنوان هنا
تحليل سياسات 11 يونيو ، 2014

سياسة إدارة أوباما الخارجية: محاولة تحقيق التوازن بين الميول الانعزالية وضغوط التدخّل الخارجي

الكلمات المفتاحية

أسامة أبو ارشيد

يعمل أسامة أبو ارشيد باحثًا غير مقيم مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. وهو حاصل على الدكتوراه في العلوم السياسيّة والفلسفة من جامعة لفبرة / بريطانيا، ويقيم حاليا في واشنطن في الولايات المتحدة. نشر العشرات من المقالات والدارسات باللغتين العربية والإنكليزية، كما شارك في تأليف كتابين باللغة العربية عن حركة حماس والمعاهدة الأردنية الإسرائيلية. شارك في العديد من المؤتمرات الأكاديمية، وله كتاب باللغة الإنجليزية في مرحلة الإعداد للطباعة عنوانه: "جدلية الديني والسياسي في فكر وممارسة حركة حماس" وسيصدر عن Cambridge Scholars Publishing.

مقدمة


ألقى الرئيس الأميركي باراك أوباما خطابًا يوم 28 أيار / مايو 2014، في أكاديمية ويست بوينتWEST POINT العسكرية في نيويورك، حاول من خلاله إعادة تعريف سياسة بلاده الخارجية بعد أكثر من عقدٍ من الحروب التي استنزفتها؛ وذلك عبر طرح رؤيةٍ شاملة لما ستكون عليه هذه السياسة في العامين والنصف المقبلين؛ أي خلال ما تبقّى من عمر إدارته الثانية زمانيًّا.

ولعلّ ما يعطي الخطاب أهميةً خاصة في هذا السياق هو الإطار الموضوعي الذي جاء فيه، والذي تحوم حوله انتقادات متزايدة وقاسية للسياسة الخارجية الأميركية تحت إدارة أوباما الثانية؛ فناقدو الإدارة الداخليون يتّهمونها باتّباع سياسات انكفائية وانعزالية، كما يتّهمونها بإضعاف الولايات المتحدة وموقعها على الساحة الدولية وإفقادها الهيبة والزعامة القيادية[1]، في حين يتزايد قلق الحلفاء من سياسات هذه الإدارة في السياسة الخارجية، والتي أدّت إلى اهتزاز ثقتهم بها وتراجع تعويلهم على قيادتها؛ فمن سورية إلى أوكرانيا، ومن نيجيريا إلى النزاع في بحر الصين الجنوبي، تبدو إدارة أوباما مرهَقة وعاجزة عن اتّخاذ مواقفَ حاسمة تطمْئن حلفاءَها القلقين، أو هكذا يبدو لهم، مخطئين، بحسب منطق الرئيس أوباما. أضف إلى ذلك أنّ هذا الخطاب جاء بعد يومٍ واحد من إعلان أوباما خطة إدارته لسحب الجزء الأكبر من القوّات الأميركية من أفغانستان أواخر العام الجاري، مع إبقاء قوّة صغيرة قوامها 9800 جندي، سيكون دورها استشاريًّا إلى حدٍّ كبير، وستقوم بتدريب الجنود الأفغان والمساعدة في توجيه المهامّ لهزيمة تنظيم القاعدة[2]. وسيكون أيّ وجود عسكري أميركي بعد عام 2014 مشروطًا بأن توقّع الحكومة الأفغانية اتّفاقًا أمنيًّا ثنائيًّا مع الولايات المتحدة. وبحسب هذه الخطّة، ستنسحب القوّات الأميركية نهائيًّا من أفغانستان أواخر عام 2016؛ أي مع نهاية رئاسة أوباما، الأمر الذي أثار انتقادات خصومه الحادّة لأنّه يضع تواريخَ تعسفية، لعواملَ سياسية وليست إستراتيجية، ما يعطي إشارة ضعف، وهو أيضًا أحد أوجه تراجع القوّة الأميركية تحت قيادة أوباما[3].



[1] Julie Pace & Jim Kuhnhenn, “Obama seeks ground between intervention, isolation”, the Associated Press, ABC News, 28/5/2014, at:

http://www.abcnews4.com/story/25626318/obama-seeks-ground-between-intervention-isolation

[2] “Obama announces plan to keep 9,800 US troops in Afghanistan after 2014”, FoxNews.com, 27/5/2014, at:

http://www.foxnews.com/politics/2014/05/27/obama-plans-to-keep-800-us-troops-in-afghanistan-after-2014-official-says/; Steve Holland, “Obama plans to end U.S. troop presence in Afghanistan by 2016”, Reuters, 27/5/2014, at:

http://www.reuters.com/article/2014/05/27/us-usa-afghanistan-obama-idUSKBN0E71WQ20140527

[3] “Obama announces plan to keep 9,800 US …”, Ibid.