/ACRPSAlbumAssetList/Images/imageb675ede6-fa43-4359-99ff-6b7aa57bf546.jpg
تقييم حالة 11 يوليو ، 2013

مخطط برافر ومصادرة أراضي عرب النقب

الكلمات المفتاحية

ثابت أبو راس

محاضر في جامعة بئر السبع ومدير مركز "عدالة" في النقب.

في 25 حزيران/ يونيو 2013 أقرّ الكنيست الإسرائيلي القراءة الأولى لمشروع "قانون تنظيم إسكان البدو في النقب" الذي اقترحته الحكومة الإسرائيلية[1]. وسيجري بموجب هذا القانون، الذي يُطلق عليه "مخطط برافر"[2]، هَدْم أكثر من عشرين قرية عربية في النقب، وترحيل أكثر من 50 ألف مواطن عربي من بيوتهم، ومصادرة أكثر من نصف مليون دونم من أراضيهم، وتجميع عرب النقب وحصرهم في أماكن محدودة فيها، ومنعهم من امتلاك أراضٍ أو العيش في مناطق واسعة منها، ولا سيما تلك الأراضي الزراعية الخصبة الواقعة بين مدينة بئر السبع وقطاع غزة. وسنعالج في هذه الورقة خلفية "مخطط برافر" وأهدافه ونتائجه الخطِرة بشأن عرب النقب وأراضيهم إنْ تمكنت الحكومة الإسرائيلية من تنفيذ هذا المخطط على أرض الواقع بعد أن يكمل الكنيست تشريع هذا القانون.


عرب النقب قبل النكبة

 بلغ مجموع عدد السكان في النقب قبل النكبة في عام 1948 نحو 80 ألف نسمة، كلهم من العرب الفلسطينيين الذين ينتمون إلى العشائر البدوية. وتشير المصادر المختلفة إلى أنّ العرب البدو في النقب بدؤوا، منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، في الاستقرار والثبات، واعتمدوا في معيشتهم الزراعة، إذ عاش في ثلاثينيات القرن الماضي نحو 90% منهم على الزراعة أساسًا، و10% على تربية المواشي والرعي[3].

وفي تشرين الأول/ أكتوبر 1948 احتل الجيش الإسرائيلي النقب، وباشر طردَ معظم سكانها العرب، وارتكب في هذا السياق العديد من المجازر في حقهم، وفرض على من تبقى منهم الحكم العسكري الذي استمر حتى عام 1966. وقد تواصلت عمليات طرد العرب والتنكيل بهم  سنوات طويلة، ولا سيما في الفترة 1948-1953. ولم تمنح السلطات الإسرائيلية العرب في النقب بطاقات الهوية الإسرائيلية إلا في منتصف عام 1952؛ وذلك لتسهيل طردهم[4]. ونتيجة لعمليات الطرد، بقي في عام 1953 في النقب 11 ألف عربي فقط، إذ طردت أغلبيتهم العظمى إلى الأردن ومصر وقطاع غزة. وفي سياق سعيها لتجريد العرب من أراضيهم ومصادرتها، قامت السلطات الإسرائيلية في بداية الخمسينيات بترحيل معظم مَن تبقى مِنهم من مختلف مناطق النقب وتجميعهم في داخل منطقة جديدة تقع شرْقَ مدينة بئر السبع، وقد أطلق عليها "المنطقة المغلقة" أو "منطقة السياج"، ومنعتهم من مغادرة هذه المنطقة طَوال 15 عامًا. فقد رحّلت السلطات الإسرائيلية جميع العرب من أراضيهم الخصبة الواقعة غرْبَ النقب بين مدينة بئر السبع وقطاع غزة، الممتدة إلى منطقة "السياج". وأقامت على أراضيهم عشرات المستوطنات للمستوطنين اليهود[5].

 


[1] يمرّ تشريع القوانين في الكنيست بثلاث مراحل أساسية هي القراءات الأولى والثانية والثالثة، وبعد إقرار الكنيست القانون في القراءة الأولى يجري تحويله إلى اللجنة المختصة لمناقشته وإجراء تعديلات عليه، إن رأت ضرورة في ذلك، ثمّ يعرض مجددًا على الكنيست لتمريره في القراءتين الثانية والثالثة، بعد إجراء المداولات والتعديلات بشأنه.

[2] نسبة إلى الجنرال إيهود برافر، رئيس اللجنة الحكومية التي بلورت مشروع القانون.

[3] غازي فلاح، الفلسطينيون المنسيون: عرب النقب 1906-1986 (الطيبة: مركز إحياء التراث العربي، 1989)، ص 78-79. للمزيد عن أوضاع عرب النقب ومختلف مظاهر معيشتهم قبل النكبة، انظر إلى كتابيّ عارف العارف، تاريخ بئر السبع وقبائلها (القدس: مطبعة بيت المقدس، 1934)؛ والقضاء عند البدو (القدس: مطبعة بيت المقدس، 1933).

[4] للمزيد انظر صبري جريس، العرب في إسرائيل (بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1973).

[5] فلاح، الفلسطينيون المنسيون.