ملخص
استنادًا إلى النّتائج التي وصلنا إليها خلال هذا العمل البحثيّ، الذي تناول السّنوات الثماني من حكم الرّئيس جورج دبليو بوش(2000- 2008)؛ يمكننا في البداية أن نؤكّد على أنّه في كلّ مرّة تدخل فيها مصالح ماديّة بقوّة في صراع مع الأيديولوجية الأخلاقيّة التي يدّعيها فريق بوش، فإنّ الغلبة تكون للمصالح الماديّة. بل أكثر من ذلك، فهذه المصالح الماديّة نفسها هي التي تشكّل المداخل والمخارج في السّياسة العامّة لإدارة الرّئيس جورج بوش؛ التي تبيّن أنّها أكثر الإدارات ارتباطًا بعالم الأعمال والمال في التاريخ الأميركيّ منذ عام 1945. إذن، فالحافز الحقيقيّ الموجِّه لسياساتها إنّما هو الرّؤية المنفعيّة للمصالح الماديّة، لا الرّؤية الأخلاقيّة أو الرساليّة (حاملة الرّسالة)؛ تلك هي النّتيجة التي سنحاول إثباتها في هذا البحث.
نخصِّص هذا الفصل التمهيديّ لبحث إشكاليّات المقاربة المنهجيّة للسياسة الخارجيّة الأميركيّة في الشّرق الأوسط. وسنبيّن في ما يلي كيف نستعمل أدوات علم اجتماع الدّقائق، وعلم اجتماع الكلّيّات، وتفاعليّة غوفمان، ووظائفيّة بارسونز... وغيرها من الأدوات المنهجيّة لتحليل الفعل السياسيّ في علاقته بالسّياسة الخارجيّة عامّة، وبإدارة بوش خاصّة.