العنوان هنا
دراسات 27 فبراير ، 2012

إدارة كبار موظّفي الخدمة المدنيّة في البلدان العربيّة في عالم متغيّر

الكلمات المفتاحية

رشا مصطفى عوض

تعمل خبيرًا اقتصاديّا في مركز المعلومات ودعم اتّخاذ القرار التّابع لمجلس الوزراء المصريّ الذي التحقت للعمل به منذ كانون الأول / ديسمبر 1996، وتدرّجت في مسؤوليّاتها الإداريّة حتّى شغلت منصب مدير إدارة متابعة وتقييم السّياسات خلال الفترة (2005-2009)، والمدير التنفيذيّ للمركز ومدير محور دعم القرار خلال الفترة (2003-2007). شاركت في الكثير من المشروعات البحثيّة التي قام بها مركز المعلومات ودعم اتّخاذ القرار، وأشرفت على إنجاز بعضها، ومنها: مشروع متابعة تنفيذ البرامج الحكوميّة (2005-2011)، ومشروع متابعة وتقييم السّياسات الحكوميّة. نالت درجة دكتوراه الفلسفة في الاقتصاد من جامعة القاهرة (كلّية الاقتصاد والعلوم السياسيّة) عام 2006، وكان موضوع أطروحتها: "تحليل العلاقة بين الاقتصاد العينيّ والاقتصاد الماليّ، مع التّطبيق على حالة الاقتصاد المصريّ". وحصلت قبلها على درجة الماجستير في الاقتصاد من جامعة القاهرة عام 1998. حصلت على الجائزة الأولى لأفضل البحوث التطبيقيّة في مسابقة وقف المستشار الدّكتور محمد الفجري لعام 2008 التي نظّمها قطاع خدمة البيئة والمجتمع في جامعة القاهرة، وكان موضوعها "الطّاقة في مصر.. المشكلة والحلول". لها العديد من الإسهامات البحثيّة المنشورة، منها: "الاستهلاك المستدام"، "تعزيز قدرات الإدارة الحكوميّة باستخدام أدوات التّغيير الإستراتيجيّ"، "نحو تأصيل منظومة ثقافيّة داعمة لجهود التّنمية: بالتّركيز على ثقافة الاستهلاك والإنتاج والعمل"، "اتّفاقية أغادير.. نحو بيئةٍ أفضل لأداء الأعمال"، "الابتكار في الإدارة الحكوميّة"، "نحو إطار متوازن للنّهوض الاقتصاديّ والاجتماعيّ: حالة مصر".

في ظلّ ربيع الثّورات العربيّة، أصبحت الحاجة ماسّة للارتقاء بالمنظومة الإداريّة الحاكمة لمجموعة الوظائف القياديّة في الخدمة المدنيّة، باعتبار أنّ ذلك هو جوهر عمليّات إصلاح الجهاز الإداريّ للحكومات العربيّة. ويطرح هذا البحث إشكاليّة "كيفيّة تحقيق ميزة تنافسيّة مستدامة للوظائف القياديّة التنفيذيّة، بهدف الإسراع في دفع جهد إصلاح الخدمة المدنيّة في البلدان العربيّة -على ضوء الممارسات الدّوليّة الرّائدة- وتعزيز الثّقة في الإدارة الحكوميّة". وقد طرحت الورقة ثلاثة تساؤلات عن التوجّهات الدّوليّة، ومبادرات إصلاح الخدمة المدنيّة، واستشراف مستقبل الخدمة المدنيّة في البلدان العربيّة وقياداتها التنفيذيّة؛ فضلًا عن تحديد ملامح الإطار العامّ لتأسيس منظومة إداريّة رائدة لكبرى الوظائف التنفيذيّة.

وتبنّت الورقة حزمة من منهجيّات العمل التي اعتمدت على التّحليل الكيفيّ والمقارن لبعض الممارسات النموذجيّة (المملكة المتّحدة؛ والولايات المتّحدة الأميركيّة، وسنغافورة؛ وكوريا)، وإعمال بعض أدوات الإدارة الإستراتيجيّة في تطوير ملامح الرّؤية المستقبليّة.

وصاغت الورقة البحثيّة رؤيةً مستقبليّة لمنظومة إدارة قيادات الخدمة المدنيّة، تقوم على: "تأسيس قيادة تنفيذيّة -احترافيّة وابتكاريّة- في الخدمة المدنيّة، تكون مستعدّة لإدارة التّغيير، وقادرة على تلبية احتياجات المجتمع وطموحاته؛ بما يضمن تقديم خدمة عامّة تنافسيّة على المستوى الدّوليّ". وتقترح الورقة مجموعة من قيم العمل المشتركة، بهدف تأصيلها في الخدمة المدنيّة، وتحديد الملامح الرّئيسة لتطوير منظومتها الإداريّة، بما في ذلك استحداث بعض الكيانات التنفيذيّة، وتطوير ترتيبات الاختيار والتّعيين استنادًا إلى مبدأ الجدارة، وإدارة المواهب القياديّة، وتقويم أداء كبار الموظّفين التنفيذيّين.

جاءت هذه الورقة لترسم ملامح عامّة لإدارة كبار موظّفي الخدمة المدنيّة، وتطرح توجّهات يمكن الاستئناس بها في صياغة رؤى التّطوير القُطريّة على مستوى البلدان العربيّة، مع الأخذ بعين الاعتبار حالة خصوصيات كلّ بلد على حدة. وتُعدّ الأطروحات التي صاغتها الورقة نواةَ مشروعٍ بحثيّ، لتحليل واقع نظم الخدمة المدنيّة في الأقطار العربيّة، مع استعمال أدوات التّحليل الكيفيّ والإدارة الإستراتيجيّة في ذلك. وفي سياقٍ متّصل برزت الحاجة الملحّة لتبنّي مشروع بحث يقوم على إصدار مجموعة من المؤشّرات المركّبة، وتطويرها لقياس منظومة الخدمة المدنيّة، وأداء القيادات التنفيذيّة في البلدان العربيّة؛ مع الاستئناس بالتّجارب والمناهج الدّوليّة لتوفير مقاييس معياريّة للمقارنات العربيّة والدّوليّة.