بدون عنوان

المحاضرة الافتتاحية
المحاضرة الافتتاحية
سعيد خطيب زاده
سعيد خطيب زاده
مهران كامرافا
مهران كامرافا
جلسة: نماذج الردع الإيرانية ومراجعات الأمن القومي
جلسة: نماذج الردع الإيرانية ومراجعات الأمن القومي
عائشة البصري مترئسة الجلسة الأولى
عائشة البصري مترئسة الجلسة الأولى
محمد صيام
محمد صيام
سعيد شكوهي
سعيد شكوهي
حميدرضا عزيزي
حميدرضا عزيزي
جلسة: النزعة العابرة للحدود والمسألة النووية في الاستراتيجية الأمنية الإيرانية
جلسة: النزعة العابرة للحدود والمسألة النووية في الاستراتيجية الأمنية الإيرانية
آيات حمدان مترئسة الجلسة الثانية
آيات حمدان مترئسة الجلسة الثانية
عادل الحواتمة
عادل الحواتمة
عبد الرسول ديفسالار
عبد الرسول ديفسالار
روح الأمين سعيدي
روح الأمين سعيدي
محمد أمين أحمدي
محمد أمين أحمدي
جلسة: العقيدة الاستراتيجية الإيرانية بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023
جلسة: العقيدة الاستراتيجية الإيرانية بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023
عبد الفتاح ماضي مترئسا الجلسة الثالثة
عبد الفتاح ماضي مترئسا الجلسة الثالثة
مريم هاشمي نجاد
مريم هاشمي نجاد
زكية يزدانشناس
زكية يزدانشناس
رضا اختياري أميري
رضا اختياري أميري
عباس مالكي
عباس مالكي

​انطلقت يوم الأربعاء 17 أيلول/ سبتمبر 2025 أعمال الدورة الخامسة من المؤتمر السنوي لوحدة الدراسات الإيرانية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بعنوان "إيران والمشهد الاستراتيجي المتغيّر في الشرق الأوسط". وتستمر أعماله على مدى يومين، بمشاركة باحثين وخبراء من مختلف أنحاء العالم في فضاء أك​اديمي يتيح مناقشة أبعاد السياسة الخارجية والأمنية الإيرانية وعلاقتها بمحيطها المباشر وبمنطقة الشرق الأوسط.

افتتح مهران كامرافا، أستاذ الشؤون الحكومية في جامعة جورجتاون في قطر ومدير وحدة الدراسات الإيرانية، أعمال المؤتمر بكلمة ترحيبية بالحضور والباحثين المشاركين. ثم قدّم الدكتور سعيد خطيب زاده، نائب وزير الخارجية الإيراني ورئيس معهد الدراسات السياسية والدولية المحاضرة الرئيسة بعنوان "المنظور الإيراني حول الظروف الأمنية في المنطقة"، التي أشار فيها إلى أنّ إسرائيل استهدفت عددًا من القادة العسكريين الإيرانيين عند منتصف الليل، غير أنّ هذه الهجمات "فشلت في شلّ" القوات المسلحة الإيرانية، بينما أكّدت أنّ طهران واجهت إسرائيل وردّت عليها، في خطوة غير مسبوقة. وشدّد على أنّ المنطقة تمرّ بمرحلة انتقالية تستدعي تحرّكًا جماعيًا، مضيفًا: "لا أريد أن أثير الذعر، لكن ما يحدث يثير القلق". وتناول أزمة الثقة بين إيران والعالم العربي منذ الثورة الإسلامية، موضحًا أنّ الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها سعَوا إلى "أمننة صورة إيران وتشويهها"، ومشيرًا إلى أنّ الدولة الوحيدة التي هاجمت إيران كانت العراق، على الرغم من أغلبيتها الشيعية. وأضاف: "التاريخ لن يطاردنا، بل علينا أن نبني الثقة على أساس الحقائق من أجل المستقبل"، محذّرًا في الوقت نفسه من "الحملة النشطة لتشويه صورة إيران" في الإعلام، والتي تهدف إلى صرف الأنظار عن الاحتلال الإسرائيلي والقضية الفلسطينية.

عُقدت الجلسة الأولى بعنوان "نماذج الردع الإيرانية ومراجعات الأمن القومي" وأدارتها عائشة البصري. وقدّم فيها حميد رضا عزيزي ورقته بعنوان "انهيار ’الدفاع الأمامي‘: إعادة النظر في عقيدة الأمن القومي الإيراني بعد حرب الاثني عشر يومًا"، حيث تناول انهيار "الدفاع الأمامي" الإيراني في أعقاب التصعيد الإقليمي في المدة 2023-2025، الذي بلغ ذروته في حرب حزيران/ يونيو 2025 مع إسرائيل. وأوضح أنّ هذه العقيدة تفككت بعدما تبيّن قصور الاستراتيجية الإيرانية في الردع، سواء عبر العمق الاستراتيجي أو الردع بالوكالة أو القدرات العسكرية الهجينة، عند خوض مواجهة مباشرة، وأكّد أنّ عقيدة الردع المستقبلية لإيران تتطلب ما هو أبعد من تعديلات تدريجية، بل تستلزم إعادة تعريف لمفهوم إسقاط القوة ومعالجة الثغرات الأمنية والاقتصادية وغيرها.

وقدّم سعيد شكوهي ورقة بعنوان "الشيفرة التشغيلية: إطار لفهم منظور طهران للاضطرابات في الشرق الأوسط"، بيّن فيها أنّ سلوك السياسة الخارجية الإيرانية ظلّ على الدوام تحديًا تحليليًا، خصوصًا في ظل الاضطرابات الإقليمية الأخيرة وما أعقب الهجوم المفاجئ الذي شنّته إسرائيل في 13 حزيران/ يونيو. وخلص إلى أنّ السياسة الخارجية الإيرانية يوجّهها مزيج من القناعات الماورائية، والمواجهة ذات الطابع الأخلاقي، والحسابات الاستراتيجية، والالتزامات الأيديولوجية.

وعرض محمد صيام الورقة الثالثة بعنوان "حدود الردع بالوكالة: الردّ الاستراتيجي الإيراني على المواجهة الإقليمية الإسرائيلية بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023"، حيث ركّز على الموقف الاستراتيجي والنفوذ الإقليمي لإيران عقب الهجوم الذي شنّته حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على إسرائيل، في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وأكّد أنّ الاستراتيجية الإقليمية لطهران شهدت تراجعًا غير مسبوق في المدة 2023-2025، نتيجة تحييد أبرز وكلائها، وتدمير أصول استراتيجية رئيسة، ما وضع قدرتها على ردع إسرائيل موضع تساؤل.

أمّا الجلسة الثانية فكانت بعنوان "النزعة العابرة للحدود والمسألة النووية في الاستراتيجية الأمنية الإيرانية"، وأدارتها آيات حمدان. وقدّم عبد الرسول ديفسالار ورقته بعنوان "فشل الكمون النووي الزائد بوصفه أنموذج ردع: حالة إيران"، حيث رأى أنّ إيران، نظرًا إلى ضعف قدراتها العسكرية التقليدية، تحتاج إلى سنوات طويلة لتتجاوز التحديات المعقدة المتمثلة في دمج رأس نووي ضمن قواتها العسكرية، وتطوير عقيدة نووية متكاملة. وفي الورقة الثانية، بعنوان "إيران والهيمنة الإقليمية: دور العناصر الفكرية والمادية ومساعي تحقيقها عبر البوابة النووية والوكلاء"، تناول عادل الحواتمة دور العناصر المادية والفكرية في صياغة هويّة إيران ومصالحها الوطنية، وخلص إلى أنّ العناصر الفكرية، وفي هذه الحالة الخطاب السردي الإيراني، تمارس تأثيرًا أكبر من العوامل المادية، مثل الاعتماد على الوكلاء الإقليميين أو البرنامج النووي، في مساعي إيران لتحقيق الهيمنة في الشرق الأوسط. واختتم محمد أمين أحمدي وروح الأمين سعيدي أعمال هذه الجلسة بورقة مشتركة بعنوان "استراتيجية إيران في تحقيق التوازن بينها وبين إسرائيل بعد حرب غزة"، حيث أشارا إلى أنّ إضعاف تحالفات إيران قد أضعف موقعها الإقليمي، وتساءلا: كيف يمكن هذه الظروف أن تدفع طهران إلى استعادة التوازن عبر استثمارات كبيرة في قدراتها العسكرية الذاتية، لا سيما من خلال تطوير تقنياتها الصاروخية وإمكانية إجراء تعديلات على عقيدتها النووية؟

ثم اختُتمت أعمال اليوم الأول بجلسة ثالثة، بعنوان "العقيدة الاستراتيجية الإيرانية بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023"، أدارها عبد الفتاح ماضي، واستُهلت بعرضٍ مشترك لعباس مالكي ومريم هاشمي نجاد بعنوان "الحسابات الاستراتيجية الإيرانية بعد حرب غزة عام 2023: بين الردع والتحالفات الأمنية الإقليمية"، حيث بيّن الباحثان أنّ سياسة الردع القائمة على التحالفات أصبحت محدودة باعتبارها استراتيجية للوقاية من الصراع، في حين يظلّ الردع السيادي، على الرغم من مخاطره التصعيدية، الأكثر اعتمادًا لدى طهران. وقدّم رضا اختياري أميري ورقته بعنوان "النظام الجديد لمرحلة ما بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 والتحوّل في السياسة الأمنية الإيرانية"، حيث أوضح أنّ الاستراتيجية الأمنية الإيرانية، بعد تراجع قوة شبكة حلفائها من غير الدول وتغيّر موازين القوى في المنطقة عقب حرب غزة، أصبحت تقوم على مزيج من استراتيجيات الموازنة الداخلية والخارجية. وفي ختام الجلسة، عرضت زكية يزدانشناس ورقتها بعنوان "استراتيجية إيران القائمة على الردع بعد أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ومركّب الأمن الإقليمي في الخليج"، وأوضحت أنّ نموذج الردع بالإنكار، القائم على استراتيجية الدفاع المتقدّم والمدعوم بمحور المقاومة، انهار نتيجة تفكك شبكة الوكلاء الإقليميين لإيران.

تُعقد جلسات اليوم الثاني، والأخير، يوم الخميس 18 أيلول/ سبتمبر 2025، حيث سيواصل المؤتمر استضافة خبراء في الشأن الإيراني لمناقشة المجازر الإسرائيلية التي أدّت إلى سلسلة من الأحداث في المنطقة، بما في ذلك حرب الاثني عشر يومًا التي اندلعت عقب الهجوم الإسرائيلي على إيران في 13 حزيران/ يونيو 2025. وسيتناول سياسات طهران الخارجية والأمنية وتكيّفها مع الديناميات الإقليمية المتغيّرة. وسيسلط الضوء على شبكة تحالفات إيران من الفاعلين غير الدولتيين، وتأثير السياسات الإسرائيلية في فلسطين وما بعدها في هذه التحالفات. وسيطرح قضايا تتعلق بموقع إيران الإقليمي المتطور في ضوء الحرب الإسرائيلية على غزة، وعلاقاتها مع الفاعلين غير الدولتيين في المنطقة، والتغيّر في موقع "محور المقاومة"، ودلالات برنامج إيران للصواريخ الباليستية، وعلاقاتها بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.