شهد الموقف الأميركي من العدوان الذي أطلقته إسرائيل على إيران، في 13 حزيران/ يونيو 2025، تقلبات وتصريحات متضاربة خلال الأيام القليلة الماضية، وعكس وجود تناقضات واختلافات داخل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب. ففي حين حاولت وزارة الخارجية الأميركية النأي بنفسها، أثارت مباركة ترمب للعدوان الإسرائيلي، وتأكيده معرفته بموعده مسبقًا، أسئلة كثيرة عن حقيقة الموقف الأميركي ومستقبل المفاوضات النووية الأميركية - الإيرانية، خصوصًا أن العدوان جاء قبل يومين فقط من جولة سادسة من المفاوضات كانت مجدولة بين الطرفين في عُمان. وأثارت تهديدات ترمب المتتالية لإيران بدمار هائل، إن لم توقّع اتفاقًا نوويًّا قريبًا، أسئلةً عن دوره في العدوان الإسرائيلي على إيران، لاسيما بعد قراره مغادرة قمة الدول الصناعية السبع الكبرى في كندا، قبل انتهاء أعمالها، ورفضه توقيع بيانها الختامي الذي يدعو إيران وإسرائيل إلى خفض التصعيد. إضافة إلى أن تعزيز وجود الحشود الأميركية في المنطقة، زاد من احتمال انخراطه في هذه الحرب.
أولًا: الموقف الأميركي
نفت واشنطن مشاركتها في العدوان الإسرائيلي على إيران، وقالت إن الهجوم "إجراء إسرائيلي أحادي ضد إيران". وحذر وزير الخارجية ماركو روبيو إيران من استهداف "المصالح أو الأفراد الأميركيين"[1]. إلا أن ترمب لم يلبث أن ناقض، جزئيًّا، بيان وزير خارجيته، حينما بارك هذا العدوان، ووصفه بـ "الممتاز" و"الناجح للغاية"، متوعدًا إيران بمزيد من الهجمات والدمار، إن لم توقّع اتفاقًا نوويًّا مع بلاده[2]. وذهب أبعد من ذلك، حينما قال إن الولايات المتحدة الأميركية قد تتدخل في الهجوم ضد إيران[3].
من الواضح أن ترمب يحاول توظيف العدوان الإسرائيلي على إيران أداةَ ضغط عليها في المفاوضات النووية. ويرى أنه قد منحها "60 يومًا (للتوصل إلى اتفاق) ولم تلتزم بها". لكن مع ذلك، اعتبر أن أمامها فرصة ثانية[4]. وألمح أيضًا إلى أن اغتيال إسرائيل لمن أسماهم "بعض المتشددين الإيرانيين" - يقصد القيادات العسكرية الإيرانية - قد يكون دافعًا لطهران لمحاولة التوصل إلى اتفاق، أو مواجهة حقيقة أن "الولايات المتحدة تصنع أفضل المعدات العسكرية وأكثرها فتكًا في العالم، وأن إسرائيل تملك الكثير منها، وستحصل على المزيد في المستقبل، وهي تعرف كيف تستخدمها". في هذا السياق، أثير السؤال: أكانت إدارة ترمب متواطئة في تضليل إيران وخداعها في سبيل طمأنتها حول عدم وجود نية بمهاجمتها، أم أن إسرائيل قد فرضت أمرًا واقعًا عليها (أي إدارة ترمب)؟
يسوق أصحاب الرأي الأول، ومنهم مسؤولون إيرانيون، عددًا من المؤشرات التي تسند رأيهم، وأولها تشديد واشنطن على عقد الجولة السادسة من المفاوضات بين الطرفين في عُمان، وتواتر تصريحاتٍ لمسؤولين أميركيين، بمن فيهم ترمب، تبدي تفاؤلها بإمكانية تحقيق اختراق في المفاوضات. ويرى أصحاب هذا الرأي أن ترمب مارس الخداع عبر زعمه أنه يعارض هجومًا إسرائيليًّا؛ "مما دفع الجميع إلى الاعتقاد أنه في حال وقوع هجوم فإنه سيكون بعد الجولة السادسة من المفاوضات"، وليس قبلها[5]. وكان علي شمخاني (الذي اغتيل في اليوم الأول من الهجوم الإسرائيلي)، كبير مستشاري المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي، صرح في نهاية أيار/ مايو 2025، أن طهران مستعدة لقبول اتفاقٍ مشروط مع واشنطن. وقبل يومين فقط من العدوان الإسرائيلي، كتب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، على وسائل التواصل الاجتماعي، أن محادثاته مع المبعوث الخاص لـترمب، ستيف ويتكوف، ستستمر[6].
وصرّح ترمب غير مرّة، بما في ذلك قبل يوم واحد من بدء الهجوم، أنه لا يريد عملًا عسكريًّا ضد إيران؛ لأن هذا "سيقوّض" المفاوضات النووية الجارية معها[7]. وقبل ساعات من بدء الهجوم، قال: "لا أريد أن أقول إن الهجوم سيكون وشيكًا، ولكنه أمر وارد جدًا"[8]. ويبدو أن المعلومات التي كانت تروج عن وجود خلافات بين ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حول ملف المفاوضات النووية مع إيران لم تكن أكثر من "ستارٍ دخانيٍّ" لإعطاء طهران شعورًا بالأمان وزيادة فرص نجاح هجوم إسرائيليٍّ مفاجئٍ عليها[9]. وهذا ما دفع مسؤولين إيرانيين إلى اتهام واشنطن بخداعهم.
وفي المقابل، يستند أصحاب الرأي الثاني إلى أن البيت الأبيض ينفي دعم ترمب لهجوم إسرائيلي مباغت على إيران، بينما لا تزال المحادثات النووية قائمة، وإن ظل الإسرائيليون يعتقدون دائمًا أنه على الرغم من معارضته الخيار العسكري، وتفضيله مسارًا دبلوماسيًّا مع إيران، فإنه سيدعم في نهاية المطاف قرار إسرائيل بالعدوان على إيران، وهو ما حصل[10]. ويشير هؤلاء إلى أن قرار وزارة الدفاع البدء بإجلاءٍ طوعيٍّ للموظفين غير الأساسيين في المنطقة، قبل يومين من العدوان، يدل على أن إدارة ترمب لم تكن جاهزة؛ إذ إن مدة يومين غير كافية "لإبعاد الناس عن الخطر"[11].
يتفق أصحاب الرأيين السابقين على أن تل أبيب أبلغت واشنطن بنيّتها شنَّ الهجوم على إيران، وتلقت منها ضوءًا أخضر. ومن الواضح للجميع أن التعاون الاستخباري قائم، وربما ثمة تعاون في التصدي للصواريخ الإيرانية. ويشير استخدام ترمب "الفيتو" ضد خطة إسرائيلية لاغتيال خامنئي، إلى أن ثمَّة خطوطًا حمراء لا تزال واشنطن تلتزم بها، حتى الآن[12]. ويدور نقاش حادّ داخل إدارة ترمب حول إن كان ينبغي للولايات المتحدة الانضمام إلى الهجوم الإسرائيلي للقضاء على البرنامج النووي الإيراني، ما لم تستهدف إيران المصالح الأميركية أولًا في المنطقة[13]. ويضغط نتنياهو على ترمب من أجل استخدام القاذفات الأميركية الكبيرة كـ "بي-2" و"بي-52" القادرة على حمل قنابل خارقة للتحصينات، والتي لا تملكها إسرائيل، لتدمير موقع فوردو الإيراني لتخصيب اليورانيوم المدفون في أعماق الجبال. وتقدّر إسرائيل أنه إذا ظل هذا الموقع قيد التشغيل بعد انتهاء العملية العسكرية، فإنها ستكون قد فشلت في تحقيق هدفها المتمثل في "القضاء" على البرنامج النووي الإيراني. ومع ذلك، ثمّة تلميحات أميركية إلى أن ترمب يبقي هذا الاحتمال قائمًا، إلا إذا كانت إيران مستعدة "للتفاوض على حل سلمي للصراع [...] (عبر) التخلي عن برنامجها النووي"[14]، أو ما يسميه هو الاستسلام غير المشروط.
ثانيًا: تعزيز الوجود العسكري الأميركي في المنطقة
مع انطلاق العدوان الإسرائيلي على إيران، سرَّعت واشنطن من تحويل موارد وأصول عسكرية إضافية إلى المنطقة. ففي 13 حزيران/ يونيو، أمرت وزارة الدفاع الأميركية مدمرتين، هما "يو إس إس أرلي بيرك" و"يو إس إس سوليفان"، بالتوجّه إلى شرق البحر الأبيض المتوسط. وتشارك هاتان المدمرتان حاليًّا في اعتراض الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة الإيرانية التي تطلقها إيران انتقامًا من الهجمات الإسرائيلية عليها. وأمرت وزارة الدفاع الأميركية مدمرة ثالثة، هي "يو إس إس توماس هودنر"، بالانضمام إلى المدمرتين السابقتين[15]. ونشرت واشنطن مقاتلات أميركية إضافية في المنطقة لحماية جنودها وقواعدها العسكرية.
وفي 16 حزيران/ يونيو، أُعيد توجيه حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" من بحر الصين الجنوبي إلى الشرق الأوسط، لتنضمّ إلى حاملة الطائرات "يو إس إس كارل فينسون" في بحر العرب[16]. وغادرت العشرات من طائرات التزويد بالوقود التابعة للقوات الجوية قواعدها الأميركية هذا الأسبوع في عملية انتشار جديدة إلى أوروبا، في إجراء وقائي لدعم أي عمليات في الشرق الأوسط. وكانت واشنطن أرسلت، في عام 2024، عدة بطاريات دفاع جوي من طراز باتريوت إلى الشرق الأوسط، بما في ذلك اثنتان سُحبتا من منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2024، نشرت الولايات المتحدة أيضًا بطارية دفاع جوي أرض - جو (ثاد)، إلى جانب حوالى 100 جندي، في إسرائيل للمساعدة في اعتراض الصواريخ التي تطلقها إيران ووكلاؤها[17].
ويوجد حاليًا حوالى 40 ألف جندي أميركي في منطقة الشرق الأوسط. وجدّدت واشنطن في الآونة الأخيرة مخزونات صواريخ بطاريات القبة الحديدية الإسرائيلية المضادة للطائرات، استعدادًا لهجوم إيراني مضاد في حال وقوعه. ونشرت في الأسابيع الأخيرة قاذفات "بي-52" في قاعدتها الجوية في جزيرة دييغو غارسيا النائية في المحيط الهندي، حيث تتمركز أيضًا العديد من قاذفات "بي-2" منذ أواخر آذار/ مارس 2025. وفي حال اختارت الولايات المتحدة الانضمام إلى العدوان على إيران، فإن هذه القاعدة ستكون بمنزلة نقطة انطلاق للغارات الجوية ضدها[18].
ثالثًا: حسابات إدارة ترمب المعقدة
أمام تصاعد وتيرة هذه الحرب، تجد إدارة ترمب نفسها أمام خيارات ثلاثة صعبة، هي:
- الضغط من أجل التوصل إلى حلٍّ دبلوماسي مع إيران حول برنامجها النووي[19]. لكنّ نجاح هذا الخيار يواجه عقبات كثيرة، منها التوصل إلى توافق إسرائيلي - إيراني على وقف إطلاق النار؛ وهو أمر غير مرجّح مع إصرار إسرائيل على تحقيق أهدافها من هذا العدوان، والتي حددها نتنياهو في ثلاثة: تدمير البرنامج النووي الإيراني، وتفكيك برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية، وإنهاء "محور المقاومة" الإيراني في المنطقة[20]. وهو يعتقد أن هزيمة كهذه إذا لحقت بإيران، فسوف تكون كفيلة بإسقاط النظام وهو أحد أهدافه الذي يصرح به من حين لآخر. وتريد واشنطن من إيران وقف تخصيب اليورانيوم وتفكيك العديد من منشآتها النووية، وهي أمور لا تزال الأخيرة ترفضها. ومع ذلك، فإن ثمّة احتمالًا بأن تحاول إيران البحث عن تسوية مع ترمب، بسبب حجم الضربات الإسرائيلية، وخوفًا من دخول الولايات المتحدة الحرب ضدها. لكن هل تستطيع الوثوق به؟ وهل يحتمل النظام تقديم التنازلات التي يطلبها؟
- الانضمام إلى الحرب؛ وهو الأمر الذي يضغط نتنياهو من أجل تحقيقه، لكي يصبح تدمير منشأة فوردو النووية ممكنًا[21]. لكنّ دخول الولايات المتحدة الحرب قد يدفع إيران إلى استهداف القواعد العسكرية الأميركية المنتشرة في المنطقة، فضلًا عن إمكانية تحرك وكلاء إيران فيها. حينها، سيجد ترمب نفسه في خضم حرب واسعة في الشرق الأوسط، بما يعنيه ذلك من استنزاف لرئاسته، وهو الذي وعد خلال مراسم تأديته اليمين الدستورية لولايته الثانية، في كانون الثاني/ يناير 2025، بأنه سيسعى جاهدًا "لوقف جميع الحروب"، وترك إرث "صانع سلام"[22]. ثمّ إن من شأن تورطه في حرب جديدة في الشرق الأوسط أن يحدث شرخًا داخل قاعدته الانتخابية وتيار "أميركا أولًا"، الذي يطالبه أنصاره بالوفاء بوعوده وعدم السماح لإسرائيل بجرِّ الولايات المتحدة إلى حرب لا مصلحة لها فيها[23].
- أن يترك إسرائيل تخوض حربها بنفسها، مع بقاء الإسناد الدفاعي لها، من حيث مساعدتها في اعتراض الصواريخ والمسيرات الإيرانية، وتبادل المعلومات الاستخباراتية معها، والاستمرار في تزويدها بالأسلحة والذخائر[24]. لكن هذا الخيار سيكون مكلفًا لواشنطن، وإمكانية الحسم فيه صعبة، كما أنه يترك إمكانية التصعيد في المنطقة التي قد تنجر إليها واشنطن قائمة.
من غير الواضح أي سبيل سيختار ترمب للتعامل مع الأزمة التي أشعلتها إسرائيل بمهاجمتها إيران، خاصة في ظل تضارب تصريحاته، وغياب استراتيجية متماسكة لإدارته. فقد دعا في 17 حزيران/ يونيو، مثلًا، خلال مشاركته في قمة مجموعة السبع في كندا، جميع سكان العاصمة الإيرانية طهران إلى "الإخلاء فورًا". وبعد وقت قصير، أعلن البيت الأبيض أن ترمب سيغادر قمة مجموعة السبع في كندا قبل يوم مما كان مقررًا "بسبب الأحداث في الشرق الأوسط". ودعا ترمب مجلس الأمن القومي إلى الاجتماع في غرفة العمليات Situation Room في البيت الأبيض[25]. ومع ذلك، نفى الناطق باسم البيت الأبيض أن يكون ترمب يقصد من ذلك الانخراط في الحرب. وفي الوقت نفسه، تتحدث مصادر أميركية عن جهود لعقد لقاء، خلال أيام، بين ويتكوف وعراقجي، بهدف مناقشة "مقترح الفرصة الأخيرة" الذي سيقدمه ترمب لإيران، وفي حال رفضه فإنه قد يلجأ إلى الخيار العسكري للقضاء على البرنامج النووي الإيراني[26].
خاتمة
يعتقد ترمب أن الهجوم العسكري الإسرائيلي على إيران ربما يعزز فرص التوصل إلى اتفاق نووي معها بشروطه، التي تتلخص في وقف كامل للتخصيب[27]. وهو يسعى لإعادة إيران إلى طاولة المفاوضات، ولكن في موقف ضعف. إلا أن الأمور تعقدت؛ فنتنياهو وسّع نطاق الحرب وأهدافها إلى ما هو أبعد من ذلك كثيرًا، وهو يحاول جرّ واشنطن إلى الحرب في ظل هذه الشروط، وبعد أن وضع هدفه، وهو تدمير مفاعل فوردو لوقف تخصيب اليورانيوم.
[1] Andrew Roth, “Trump Scrambles to Claim Credit for Israel’s Iran Attack he Publicly Opposed,”
The Guardian, 13/6/2025, accessed on 19/6/2025, at:
https://acr.ps/1L9zSde
[2] Steve Holland, “'We Knew Everything,' Trump Tells Reuters about Israel's Strikes on Iran,”
Reuters, 13/6/2025, accessed on 19/6/2025, at:
https://acr.ps/1L9zRzH
[3] Tara Suter, “Trump: ‘It’s Possible’ US Becomes Involved in Israel-Iran Conflict,”
TheHill, 15/6/2025, accessed on 19/6/2025, at:
https://acr.ps/1L9zRx9
[4] Jonathan Karl, “Trump tells ABC Israel Strikes on Iran 'Excellent' and Warns 'More to Come',”
ABCNews, 13/6/2025, accessed on 19/6/2025, at:
https://acr.ps/1L9zRRn
[5] Ali Harb, “‘Drop Israel’: How Military Escalation with Iran Divides Trump’s Base,”
Aljazeera, 14/6/2025, accessed on 19/6/2025, at:
https://acr.ps/1L9zRp5
[6] Michael Doran, “The Ultimate Deception: How Trump and Bibi Outfoxed Iran,” Hudson Institute, 13/6/2025, accessed on 19/6/2025, at:
https://acr.ps/1L9zSic
[7] Barak Ravid, “Trump to Axios: Israel's Attack could Help me Make Deal with Iran,”
Axios, 13/6/2025, accessed on 19/6/2025, at:
https://acr.ps/1L9zRQV
[8] “‘We Knew Everything,’ Trump Says as U.S. Shifts Military Resources after Israel Hits Iran,”
TheDallas Morning News, 13/6/2025, accessed on 19/6/2025, at:
https://acr.ps/1L9zRu9
[9] Ravid.
[10] Tyler Pager & Luke Broadwater, “Republicans Are Divided Over Iran. Will Trump Pick a Side?”
The New York Times, 13/6/2025, accessed on 19/6/2025, at:
https://acr.ps/1L9zSgp
[11] Roth.
[12] Steve Holland, “Trump Vetoed Israeli Plan to Kill Iran's Supreme Leader, US Officials Say,”
Reuters, 15/6/2025, accessed on 19/6/2025, at:
https://acr.ps/1L9zRuK
[13] Barak Ravid, “Scoop: U.S. Tells Allies it Won't Join War Unless Iran Targets Americans,”
Axios, 16/6/2025, accessed on 19/6/2025, at:
https://acr.ps/1L9zRzp
[14] Barak Ravid, “Israel Urges U.S. to Join War with Iran to Eliminate Nuclear Program,”
Axios, 14/6/025, accessed on 19/6/2025, at:
https://acr.ps/1L9zSp6
[15] Konstantin Toropin & Rebecca Kheel, “Military Moves Ships, Aircraft to Middle East as Senator Seeks to Stop US Action Against Iran,”
Military.com, 16/6/2025, accessed on 19/6/2025, at:
https://acr.ps/1L9zSg5
[16] Ibid.
[17] Paul McLeary, “US Builds up Military Presence in Middle East,”
Politico, 16/6/2025, accessed on 19/6/2025, at: https://acr.ps/1L9zRIL
[18] Roth.
[19] “Trump’s Three Excruciating Choices on Iran,”
Economist, 15/6/2025, accessed on 19/6/2025, at:
https://acr.ps/1L9zS7S
[20] “Netanyahu Says There will not be a ‘Second Holocaust,’ Says we Have to ‘Act Now’ on Iran,”
FoxNews, 15/6/2025, accessed on 19/6/2025, at:
https://acr.ps/1L9zRF3
[21] “Trump’s Three Excruciating Choices on Iran.”
[22] Harb.
[23] Pager & Broadwater.
[24] “Trump’s Three Excruciating Choices on Iran.”
[25] Barak Ravid & Marc Caputo, “Trump Team Proposes Iran Talks this Week on Nuclear Deal, Ceasefire,”
Axios, 17/6/2025, accessed on 19/6/2025, at:
https://acr.ps/1L9zSbW
[26] Amichai Stein, “Trump Expected to Offer Iran 'last-chance' Proposal, US and European Sources tell 'Post',”
The Jerusalem Post, 17/6/2025, accessed on 19/6/2025, at:
https://acr.ps/1L9zRrT
[27] Alec Schemmel, “Trump Believes Israel's Strike on Iran could Improve Chances for Nuclear Deal: Report,”
Fox News, 13/6/2025, accessed on 19/6/2025, at:
https://acr.ps/1L9zRDk