عنوان الكتاب: بوح الذاكرة وإشهاد الوثيقة: من مذكرات امبارك بودرقة (عباس).
تقديم وحوار: الطيب بياض.
سنة الإصدار: 2020.
عدد الصفحات: 414 صفحة.
تعدّ ذاكرة الفاعل السياسي من أكثر الذاكرات إثارةً للجدل والنقاش، فالأمر لا يتعلق بذاكرة انطباعية تعبّر عن هواجسها وهمومها في عوالم خاصة بها، بل يتعلق بأحداث تعني فاعلين آخرين بالضرورة، يمكن أن تستحضرهم الذاكرة بالسلب أو بالإيجاب. وهو ما يجعل بوح الذاكرة موضع اتهام فوري بالانتصار للذات وتغييب الموضوعية، وإنتاج الحقائق التي تتحكم فيها الخلفيات السياسية والشخصية أكثر مما يتحكم فيها الواقع الحقيقي، على نحوٍ قد يورطها بقصد أو من دونه في تزوير التاريخ. ويبقى العنصر الحاسم هو منهجية التعامل مع الإنتاج الذاكراتي وأدوات ضبطه، واستخلاص ما هو موضوعي بعيدًا عن محاذير الذاتية التي تطرحها الذاكرة في هذا الصدد. وهذا ما يضع المؤرخ أمام أكثر امتحانات كتابة التاريخ صعوبة؛ لأنه يصبح مهددًا بالانسياق وراء انفعالات الذاكرة المنتصرة لنفسها ومواقف صاحبها، ما قد يضفي الصدقية على معطيات بعيدة عن الموضوعية، قريبة من نزوات الذاكرة ورغباتها.
*هذه المراجعة منشورة في العدد 22 من
دورية "
أسطور" (شباط/ فبراير 2025)، وهي
دورية محكّمة للدراسات التاريخية المتخصصة، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد الدوحة للدراسات العليا كل ستة أشهر.
** تجدون في موقع دورية "أسطور" جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.