مؤرخ وأكاديمي لبناني، أستاذ في معهد الدوحة للدراسات العليا. شغل منصب مدير فرع لبنان والمدير العلمي للإصدارات في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ورئيس لجنة الجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية. عمل سابقًا مديرًا للدراسات في مركز دراسات الوحدة العربية، ورئيس تحرير مجلة "منبر الحوار" في بيروت، وأستاذًا في الجامعة اللبنانية. حاصل على الدكتوراه من جامعة السوربون في باريس. تشمل بحوثه وكتبه الكثيرة دراسات التاريخ الاجتماعي، وعلم الاجتماع التاريخي، ومنهجية البحث التاريخي، وتاريخ الأفكار. من مؤلفاته: بلاد الشام: السكان، الاقتصاد والسياسة الفرنسية في مطلع القرن العشرين (1980)؛ السلطة والمجتمع والعمل السياسي من تاريخ الولاية العثمانية في بلاد الشام (1988)؛ الفقيه والسلطان (1989)؛ الذاكرة والتاريخ (2000)؛ هويات فائضة.. مواطنة منقوصة (2004)؛ بين فقه الإصلاح الشيعي وولاية الفقيه: الدولة والمواطن (2007)؛ تاريخ التأريخ (2012).
تتناول هذه الدراسة وثيقة "الخلافة وسلطة الأمة" على نحو تُُقرأ فيه بوصفها دراسة تاريخية وفقهية وقانونية؛ وذلك انطلاقًًا من فرضية أنها شكّّلت التمهيد النظري والأيديولوجي لإلغاء الخلافة، بعد توقيع معاهدة لوزان. وتستند الدراسة في ذلك إلى السياق التاريخي لدعوة "تفريق السلطنة عن الخلافة" من خلال تلك الوثيقة وأهمّّ ما تضمّّنته من أفكار، وتداعيات "التفريق"، ثم "الإلغاء"، على الفكر العربي الإسلامي من خلال نموذجين، هما: محمد رشيد رضا وعلي عبد الرازق. وتخلص إلى أن ردّّات الفعل السياسية والأيديولوجية والدينية وإنْْ تركّّزت لاحقًًا في قرار إلغاء الخلافة، فإنّّ دور وثيقة "الخلافة" الضمني المحوري، بوصفه بردايمًًا بحثيًًّا، لدى المفكرين والباحثين والفقهاء في العالم الإسلامي كان بيّّنًًا، وذا تأثير مهمّّ في إثارة نقاشات بينهم.