مشكلة الفاعل - البنية في نظرية العلاقات الدولية
دراسات 16 سبتمبر ، 2025

مشكلة الفاعل - البنية في نظرية العلاقات الدولية

ألكسندر ونت

عالمُ سياسةٍ أميركي، وأحد أبرز منظّري البنائية في العلاقات الدولية؛ يشغل كرسي رالف د. مرشون للأمن الدولي وأستاذًا للعلوم السياسية في جامعة ولاية أوهايو بالولايات المتحدة الأميركية. وُلد عام 1958 في ماينز، بألمانيا الغربية، وحصل على البكالوريوس من كلية ماكالستر (1982) والدكتوراه من جامعة مينيسوتا (1989) في الولايات المتحدة. درّس في ييل (1989–1997)، ودارتموث (1997–1999)، وجامعة شيكاغو (1999–2004)، ثمّ التحق بجامعة ولاية أوهايو عام 2004. تُعدّ مقولته الشهيرة "الفوضى هي ما تصنعه الدول منها" (International Organization, 1992)، وكتابه Social Theory of International Politics (Cambridge University Press, 1999)، من أبرز مؤلَّفاته التي رسّخت مكانته، والتي أطلقت البنائية بوصفها تيارًا مؤثّرًا في هذا المجال. حصل، مع مارثا فينيمور، على جائزة يوهان سكيت في العلوم السياسية لعام 2023، تقديرًا لإسهامهما في تطوير المنظور البنائي.​

​​​​​​​ يمثل هذا النص إحدى المواد الأساسية التي أسهمت في بلورة النظرية البنائية في حقل العلاقات الدولية. وتنبع أهميته من كونه يعالج إحدى المعضلات الرئيسة في الحقل، وهي جدلية العلاقة بين الفاعل والبنية، ويكشف عن أوجه القصور في التفسيرات التي قدّمتها النظريات البنيوية السائدة (الواقعية الجديدة ونظرية النظام - العالم)، وأخفقت في إدراك طبيعة التشكيل المتبادل بين الفاعلين وبنى النظام، واختزلت النظام الدولي إما إلى قيود مفروضة على الفاعلين، أو بُنى مولِّدة للأنماط السلوكية. غير أنّ أستاذ العلوم السياسية الأميركي ألكسندر ونت قدّم، من خلال توظيف مقاربة "التشكيل البنيوي" المستعارة من علم الاجتماع، منظورًا موسعًا، أبرز الطابع التكويني المتبادل لكلٍّ من الفاعلين والبنى، وتفادى اختزال بنى النظام إلى الفاعلين من الدول (على نحو ما تفعل الواقعية الجديدة)، أو تجسيدها في نظرية النظام - العالم. ومن ثم، تتولى البنائية البحث في خصائص الفاعلين من الدول واستعداداتهم وبنى النظام التي تحتضنهم، على حد سواء؛ لتسهم في إعادة صياغة النقاش النظري في حقل العلاقات الدولية بما يفتح آفاقًا واسعة لفهم الديناميات الدولية، ويؤسس لأجندة بحثية جديدة تجمع بين التحليل الفلسفي – العلمي والتحليل السياسي – التاريخي. ‎​​

​​ ​
ترجمة: أحمد قاسم حسين

باحث أول ​في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ومدير تحرير دورية "سياسات عربية"، ومدير تحرير الكتاب السنوي "استشراف للدراسات المستقبلية". ​

​​​​

* هذه الترجمة منشورة في العدد 72 (كانون الثاني/ يناير 2025) من دورية "سياسات عربية" (الصفحات 103-130)وهي دورية محكّمة للعلوم السياسية والعلاقات الدولية، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد الدوحة للدراسات العليا كل شهرين.

** تجدون في موقع دورية "سياسات عربية" جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.