العنوان هنا
دراسات 05 سبتمبر ، 2012

التّمظهر السياسيّ للموت في السّودان قراءة في الأقدار والمصائر

حسام الدّين عبد القادر صالح

صحفيّ سودانيّ، وكاتب للقصّة والرّواية، مهتمّ بالإعلام التنمويّ، وباحث في الفكر السياسيّ وشؤون الحركات الإسلاميّة. حصل على بكالوريوس إدارة الأعمال من مدرسة العلوم الإداريّة في جامعة الخرطوم في عام 2005، عضو اتّحاد الصحفيّين السودانيّين، عمل مديرًا للتّحرير ومحرّرًا عامًّا في عددٍ من صحف الخرطوم، ويشرف على إدارة مركز عيان للخدمات الصحفيّة، عمل لفترة مراسلًا لموقع إسلام أون لاين من الخرطوم، كما عمل محرّرًا في موقع (الإسلاميّون- بوّابة الطّرق الصوفيّة والحركات الإسلاميّة)، عمل صحفيًّا وباحثًا في منتدى النّهضة والتّواصل الحضاريّ في الخرطوم، ونشر العديد من القصص القصيرة والأقاصيص في أكثر من صحيفة ومجلّة، صدرت له في القاهرة مجموعة قصصيّة بعنوان: (المتدحرجون من الخرطوم)، وله تحت الطّبع مجموعة قصصيّة بعنوان: (عويل لطيف)، ورواية بعنوان: (زيدان الزقزاق).

ملخص

أبعد من العرض السرديّ لأدبيّات فلسفة "الموت"، وهو الموضوع الذي شغل الفلاسفة ولا يزال، تقدّم هذه الدراسة سبرًا لأغوار "الموت" في السّياق السودانيّ المعاصر في رمزيّته وخاصّةً في ارتباطه بالسّياسة والتاريخ السياسيّ لهذا البلد الذي يتمظهر فيه الموت بصوره المتعدّدة الحسيّة والرمزيّة وبأسبابه المختلفة.

تطرح هذه الورقة سؤالها الجوهريّ على النّحو التالي: على الرّغم من أنّ الموت بلا شكّ ظاهرة اجتماعيّة، لكن بماذا سنخرج إن تناولنا مظهره السياسيّ؟ وتقدّم إجابات عن هذا السّؤال بالعودة إلى تأثير الموت السياسيّ (بموت الزعيم السياسيّ ذاته أو نهايته السياسيّة من دون موته البيولوجيّ) في مسارات الأحداث التي عاشها السّودان وأبرزها "الحرب" التي ما إن تضع أوزارها حتّى تعود لتندلع من جديد ولا يخمد جمرها حتّى تستعر مرّةً أخرى في دورة يحتلّ الموت فيها مواضع التّمفصل، وفي موت جون قرنق أو خليل إبراهيم نماذج عن ذلك. ويبلغ الموت حدّ التحكّم في صناعة السّلام، إذ من غريب الوقائع أنّ العديد من المفاوضين الحكوميّين يختطفهم الموت وهم في المرحلة الأخيرة من المفاوضات مع الحركات التي حملت السّلاح ضدّ حكم السودان المركزيّ، وقبل التوصّل إلى توقيع اتفاقيّات السّلام.