قُبيل أن يُشرف عقدٌ على الاكتمال منذ ثورات عام 2011، ذلك الحدث الذي مثّل تحولًا بارزًا في تاريخ المنطقة الاجتماعي والسياسي، اندلعت موجة جديدة في عدد من البلدان العربية، لتعلن استمرار التطلعات الشعبية إلى التغيير رغم ما ألمّ بالموجة الأولى من تحديات وتراجعات. وبالفعل أسفرت ثورتان شعبيتان في السودان والجزائر عن تغييرٍ لم يكن متوقعًا في ظل هيمنة الأنظمة الحاكمة وتشبثها بمواقعها، إذ أُطيح الرئيس عمر البشير في 11 نيسان/ أبريل 2019، تحت وقْع تظاهرات جماهيرية جارفة، وبالمثل، أسفرت الموجة الاحتجاجية العاتية في الجزائر عن الدفع بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى إنهاء عهدته بصفته رئيسًا للجمهورية في 2 نيسان/ أبريل 2019. ومنذ تلك التطورات، يشهد السودان والجزائر عملية انتقال سياسي صعبة، تستهدف الانتقال إلى النظام الديمقراطي القائم على التعددية السياسية وحكم القانون والمواطنة وحماية الحريات المدنية والسياسية، إلا أنّ مسار الانتقال في البلدين يواجه العديد من العقبات والتحديات.
واستنادًا إلى ما تقدَّم، يخصص المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات المؤتمر السنوي العاشر لقضايا الديمقراطية والتحول الديمقراطي لدراسة هاتين الحالتين بوصفهما تشهدان بالفعل عملية انتقال سياسي في ظل سياقات ضاغطة، داخلية وخارجية. ويعقد المركز العربي هذا المؤتمر تحت عنوان "الموجة الثانية من الانتفاضات العربية: تجربتا السودان والجزائر"، خلال الفترة 9-12 تشرين الأول/ أكتوبر 2021.
المرفقات: