أطلقت روسيا، يوم 24 شباط/ فبراير 2022، هجومًا عسكريًّا شاملًا ضد أوكرانيا بعد إبداء الأخيرة أنها ستمضي قُدمًا في محاولاتها الانضمام إلى منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والاتحاد الأوروبي. ورغم أن دول الخليج العربية ليست طرفًا في هذه الأزمة، فإن الأضواء تركزت عليها بصورة خاصة، لفهم مواقفها منها، خاصة أن لهذه المواقف تأثيرًا كبيرًا في تحديد مسار الصراع بين روسيا والغرب نتيجة امتلاكها احتياطات كبيرة من الطاقة.
ونظرًا إلى أهمية الموضوع وتداعياته الكبيرة المتوقعة على منطقة الخليج العربي، يعقد منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية دورته التاسعة بعنوان "انعكاسات أزمة أوكرانيا والتنافس الإقليمي والدولي على مستقبل الأمن والطاقة في الخليج"، وذلك يومَي 22-23 تشرين الأول/ أكتوبر 2022.
تشير الورقة المرجعية لدورة المنتدى هذا العام إلى أن منطقة الخليج العربي كانت من بين المناطق الأكثر تأثرًا بالأزمة الأوكرانية في ثلاثة مجالات رئيسة هي الطاقة والأمن والغذاء؛ إذ أدّت الأزمة إلى اضطراب في أسواق النفط والغاز العالمية، وأثارت مخاوف مرتبطة باستمرارية الإمدادات، وهو أمرٌ جعل دول الخليج العربية في قلب الأزمة. من جهة ثانية، كشفت الأزمة عن توترات كامنة في علاقات التحالف التقليدية التي تربط بعض دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالولايات المتحدة؛ إذ حاولت أكثر دول الخليج تبني موقف محايد في الأزمة بين روسيا والتحالف الغربي، في حين انتظرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي منها موقفًا أكثر تعاطفًا مع أوكرانيا. وفي الأثناء، أخذت إيران تُقدّم نفسها بوصفها حلًّا ممكنًا لأيّ نقصٍ محتمل في إمدادات الطاقة العالمية؛ ما زاد من حجم الضغوط على دول الخليج العربية بشأن تحديد موقفٍ أكثر وضوحًا في الأزمة الأوكرانية. وكان للأزمة أيضًا تداعيات مهمة على الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون، متمثلة في ارتفاع تكلفة الغذاء التي سببتها القفزة الكبيرة في أسعار الحبوب وغيرها من المنتجات الزراعية.
* الورقة المرجعية للدورة
** كتيب المنتدى