السلام والمجتمع الديمقراطي

12 مايو،2016

في فصله الأول لماذا الاحترام والتفاهم مهمان؟، يرى التقرير أن احترام الناس لا يتطلب بالضرورة قبول وجهات نظرهم، ولا إجماعًا على الآراء الموضوعية، بل يستدعي فهم وجهات النظر وسبب اعتمادها، وتقدير الاهتمام المشترك الذي تبديه المجموعات المتنوعة في مسيرة تطوير الأهداف المشتركة، وإيجاد أرضية مشتركة كالسلام والرفاه، ومن هنا جاءت المسارات المدنية للسلام. الاحترام والتفاهم مرتبطان وثيقًا بحقوق الإنسان التي يعبَّر عنها بالحريات الأربع العظيمة (حرية من الجوع والمرض والجهل والخوف)، وربما يضاف إليها الحرية من النزاع العنيف. ويؤكد هذا الفصل أهمية ارتباط الاحترام والتفاهم الآن، في ظل الحرب على الارهاب. 
في الفصل الثاني طبيعة العنف وتغذيته، يعرّف التقرير طبيعة العنف بأنه الشكل الأكثر وضوحًا لعدم الاحترام، والمؤشر المجتمعي لتحطم الاحترام والتفاهم، مع ضرورة التمييز بين عنف منفّذ في مسار الجريمة العادية لكسب شخصي وعنف سياسي، والتمييز أيضًا بين عنف جسدي وعنف لا يتضمن اتصالًا جسديًا لكن ربما تكون له تأثيرات نفسية. كما ينبغي تمييز أنواع العنف هذه من العنف المتصل بالإرهاب. كما يتناول هذا الفصل عوامل تغذية هذا العنف النفسية والمادية وسياسات الهوية وتشويهها والمعتقد الديني والهوية.
يفسر الفصل الثالث الفقر واللامساواة والإذلال علاقة الفقر واللامساواة بالعنف مع التأكيد أن الفقر نادرًا ما يكون المسؤول الوحيد عن عنف الجماعات، ومسوغات التدخل من خلال سياسة عامة مستنيرة تصحح سوء الاستخدام الحالي للعمل، ومولّدات العنف المختلفة أي العوامل الحاضرة عند حدوث النزاع العنيف، وارتباط الإذلال بالعنف وغياب الاحترام.
يتناول الفصل الرابع التاريخ والظُلامة والنزاع آليات تشابك التاريخ والظلامة، فالاستعمار والعبودية مثلًا تركتا تراكمًا من الظلامة محتملة الاشتعال. كما تناول سرعة انتشار روايات المظالم خصوصًا أن طريقة رواية التظلمات للمجتمع وللآخرين، وإعادة إنتاجها لاحقًا في الكتب المدرسية عاملان مهمان في الحفاظ على النزاعات وفي تصعيدها، بما فيها النزاعات العنيفة. أما المصالحة فهي مفتاح الشفاء، ويرى التقرير أن النساء يقُدنها. 
في الفصل الخامس، المشاركة السياسية، تحليل للمعيقات التي تواجهها الدول في ضمان أن يشعر سكانها كلهم – لا النخب وحدها والذين يشغلون الوظائف العامة –بأنهم معنيون بما أطلق عليه "حكم بالنقاش"، وتأكيد على الطريقة المثلى للمشاركة السياسة في الحوار والادماج، وعلى أهمية التواصل وأساليب الاستشارة خصوصًا لإشراك النساء وانخراط الفئات الشابة، ودور المجتمع المدني، وأهمية توليد الشعور بالانتماء، وتبديد مخاطر عملية بناء الثقة في ظروف النزاع، وتعزيز الممارسة الديمقراطية.
يعرض الفصل السادس دور الاعلام والتواصل التأثير الذي يتركه الاعلام، خصوصًا أنه يطرح قضايا قيمة كالفساد. كما أن الإعلام الجديد يعمل على تشكيل وجهات النظر بطريقة أكثر مباشرة. ولا شك في أن الاعلام قادر على أن يبتكر لنفسه دورًا في تعطيل النزاعات، علمًا أن الإنترنت ربما يُستخدم لإثارة عنف المجموعة. كما أن أخذ الصالح بجريرة الطالح مشكلة يجب التوعية عليها، والاستناد في الوقت نفسه إلى دور بنّاء يؤديه الإعلام والحوار العام.
الفئات الشابة والتربية هو عنوان الفصل السابع، وفيه أن الفئات الشابة ورثة عالم متغير، وعليها ألا تكون متلقية سلبية. ومع الدعم الملائم وتوافر الإرادة السياسية، يمكنها أن تكون قوة ناشطة وإيجابية للتنمية، شريطة التزامها أجندة الاحترام والتفاهم. كما أن تمكين الشباب ممكن في الدول المختلفة، من خلال ما يسمى برلمانات الشباب، إلى جانب الرياضة والتعليم اللذين يؤديان دورين محوريين في هذه المسألة. 
يطلب الفصل الثامن، تعددية الأطراف والنظام العالمي، أن تتعامل الدول الأكثر فقرًا بتفاهم واحترام مع الدول المتقدمة، فبعض قادة الدول الفقيرة يرفضون الجهد الذي يبذله قادة جدد في الدول المتقدمة اقتصاديًا من أجل تغيير العلاقات بين الدول وتحسينها، منطلقين من ثأر مستمر من ارتكابات تاريخية قديمة. كما يشدد على ضرورة تطبيق الاحترام والتفاهم على قضايا الظلم والنظام الدولي، وتجنب ازدواجية المعايير، ورفع الظلم إذ يقلل من قيمة الاحترام والتفاهم.
يقدم الفصل التاسع، الطريق إلى الأمام، سبعة استنتاجات لكل ما سبق تناوله، وملاحظات ختامية تتناول مسائل العنف الموجه والاحترام والتفاهم والمواقف العدائية والنزاعات ومسائل الهويات الجماعية، ومسائل الهويات الجماعية، وتوصيات تركز على استخدام تعددية الأطراف والحوار والاعتراف بالكرامة المتبادلة وتطوير خطوات ملموسة تأخذها الحكومات الأعضاء في الكومنولث في الحسبان. أما كلمة الختام في الكتاب فهي ترجمة للمقدمة الأصلية بقلم أمارتيا سن.

اقــرأ أيضًــا

فعاليات