آفاق الانتقال الديمقراطي في روسيا

دراسة نقدية في البنى والتحديات
05 نوفمبر،2015
المؤلفون

صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب: آفاق الانتقال الديمقراطي في روسيا، دراسة نقدية في البنى والتحديات، للكاتب جلال خشيب، ويقع الكتاب في 128 صفحة من القطع المتوسط. تركّز هذه الدراسة على الشق المتعلق بالتغيرات الطارئة التي شهدتها الحياة السياسية الروسية على المستوى الداخلي، محاولة تتبّع مسار التحوّل الديمقراطي البطيء الذي تشهده روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.

وتكمن أهمية هذه الدراسة وأهدافها في قصد الباحث إيجاد مقاربة تفسيرية، تشرح أسباب الاستعصاء الديمقراطي في دولة تمتلك من المقوّمات ما يضعها في مصاف القوى الدولية التعديلية المؤثّرة في بنية النظام الدولي. لذا يلجأ الكاتب إلى أطر نظرية، وهو ما يميّز هذه الدراسة، من شأنها أن تُسهّل عملية تحليل النظام السياسي الروسي والعلاقات بين الأطراف المكوّنة له، لتضعنا أمام الصورة الكلّية للفواعل المساهمة في اتخاذ القرار السياسي، وكذلك حدود تأثير هذه الفواعل في عملية التحوّل الديمقراطي المنشود.

تتكوّن هذه الدراسة من ثلاثة فصول متكاملة الوظيفة: الأول تشخيصي بامتياز، تُناقش فيه ثلاثة مباحث: البيئة الداخلية التي تشكّل مناخ النظام السياسي الروسي، مع إبراز أهمية روسيا الحديثة موقعًا وتاريخًا واقتصادًا؛ ثمّ يُلقى الضوءُ على البنية المؤسساتية التي يرتكز عليها النظام السياسي الروسي لتوضيح طبيعة نظام الحكم والعلاقة المعقّدة بين السُلطات؛ لينتهي الفصل بتقديم صورة مُجملة عن خريطة الأحزاب السياسية التي تزخر بها الحياة السياسية الروسية، موضّحًا علاقتها بالسلطة السياسية ومدى مساهمتها في تشكيل نمطية الحياة السياسية في روسيا.

ويناقش الفصل الثاني تطوّر الحياة السياسية في روسيا وطبيعة القوى المؤثّرة فيها. لذا يمكن القول إنّه فصل استقرائي يسلّط فيه الضوء على مراحل التطوّر التاريخي - السياسي على الساحة السياسية الداخلية في روسيا الحديثة. ويتطرّق المؤلّف في هذا الفصل إلى تبوّؤ فلاديمير بوتين سدّة الحكم، بوصفه علامة فاصلة في التاريخ السياسي الحديث لهذه الدولة، لما أحدثه هذا الزعيم من إصلاحات هيكلية على المستويين الداخلي والخارجي. وينتهي هذا الفصل عند آخر مبحث له في تحديد معالم القوى السياسية وغير السياسية الأخرى، باستثناء الأحزاب السياسية، ذات التأثير والنفوذ في الحياة السياسية الروسية الراهنة.

ويُختتم الكتاب بالفصل الثالث الذي يمكن أن نعدّه فصلًا تحليليًا ونظريًا، وهو يعالج رهانات الانتقال الديمقراطي في روسيا وتحدّياته، ويركّز على مفهوم الثقافة السياسية من حيث هو عامل محدّد في التفسير. وبعد أن حدّد ملامح الديمقراطية الروسية الخاصة والدور الذي تؤدّيه النخب في رسم هذه المعالم، ينتهي هذا الفصل بمحاولة استشراف بسيط للشكل الذي سيصطبغ به النظام السياسي الروسي في المستقبل القريب والمتوسط بناءً على المعطيات التاريخية، وكذلك الرهانات المعاصرة التي تتكشّف عنها الساحة السياسية الروسية اليوم.

اقــرأ أيضًــا

فعاليات