الوعي السياسي في المجتمع اليمني

صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب الوعي السياسي في المجتمع اليمني، للكاتب عبد الكريم غانم، ويقع في 384 صفحة من القطع الكبير. وهذا الكتاب دراسة معمّقة تسعى إلى إبراز أثر العوامل الاجتماعية في بلورة الوعي السياسي في المجتمع اليمني.

تسعى هذه الدراسة، والتي جاءت موزّعة على خمسة فصول رئيسة، إلى إبراز تأثير العوامل الاجتماعية في بلورة الوعي السياسي في المجتمع اليمني، والكشف عن آليات تحقيقه، من خلال دراسة الوعي السياسي دراسة بنيوية للكشف عن الأبعاد المختلفة التي تتدخل في تحديده وبلورته.

وقد تضمّن الفصل الأول مفاهيم الوعي السياسي وأبعاده، ابتداءً بتقديم الإطار المنهجي والمنطلقات النظرية التي استُند إليها وتحديد المفاهيم الرئيسة وتحليل دلالاتها، ليتسنى لنا في المبحث الثاني تقديم رؤية سوسيولوجية تتناول التحديد الاجتماعي للوعي السياسي، انطلاقًا من تحليل الوعي إلى مكوناته الرئيسة على المستويين النظري والواقعي.

وتناول الفصل الثاني مسألة ضرورة الوقوف على طبيعة المحددات الاجتماعية للوعي السياسي في المجتمع العربي، لربط المؤثّرات التي تتدخّل في تشكُّل الوعي السياسي في اليمن بالنسيج الثقافي والأبعاد الخارجية من خلال التحليل البنيوي، ابتداءً بمعرفة مدى تأثير البنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في عملية تشكّل الوعي السياسي في المجتمع العربي، وصولًا إلى دراسة مستوى تطوّر الوعي السياسي في المجتمع اليمني.

أمّا في الفصل الثالث فقد سُلّط الضوء على طبيعة البنى الاجتماعية التي رافقت تشكّل الوعي السياسي في المجتمع اليمني، انطلاقًا من الحدث الثوري وإفرازاته التي ارتبطت، بصورة أو بأخرى، بمسار تطوّر الوعي السياسي في المجتمع اليمني، وما رافق مرحلتي التشطير والوحدة من نقاط مضيئة أو منعطفات تراجع وانحسار، وتحليل مستوى تطوّر الثقافة السياسية للأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني في اليمن، للكشف عن مدى تأثير قوى المجتمع المدني وفاعليتها في رفع درجة الوعي السياسي. كونها الشريحة الاجتماعية الأكثر ارتباطًا بالمصادر الحديثة للوعي السياسي.

كما جاء الفصل الرابع دراسة ميدانية لتحليل عوامل الوعي السياسي وخصائصه لدى عيّنة من طلاب جامعة صنعاء وطالباتها، وقياس مستوى الوعي السياسي لدى طلاب جامعة صنعاء بأبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وطبيعة التحديات التي يواجهها المجتمع، ومستوى الطموحات الاجتماعية لطلاب الجامعة، وصولًا إلى استخلاص آلية ارتباط البنى الاجتماعية السائدة بعملية تشكّل الوعي السياسي.

وينتهي الكتاب بالفصل الخامس الذي تضمَّن دراسة مستوى التحوّل في الوعي السياسي لطلاب جامعة صنعاء بعد الثورات العربية (2011)، وعلى وجه الخصوص الثورة اليمنية التي شارك فيها الشباب، مقارنةً بنتائج دراسة مماثلة أجراها الباحث في عام 2004، للكشف عن أهمّ التحوّلات والثّوابت في الوعي السياسي لدى طلاب جامعة صنعاء، كما تضمَّن هذا الفصل أيضًا مناقشة النتائج في ضوء الأهداف والتساؤلات التي تقدّمت بها هذه الدراسة، بغية الكشف عن العوامل الاجتماعية المرتبطة بعملية تبلور الوعي السياسي في المجتمع اليمني، للخروج برؤية سوسيولوجية.

اقــرأ أيضًــا

فعاليات