تُشّكل الثورة اليمنية ظاهرةً بارزةً في الربيع العربي مما يجعل دراستها وتحليلها والتعرف على تداعياتها المستقبلية أمرًا مهمًّا على صعيد البحث العلمي، بهدف استنباط الدروس والعبر الفاعلة على واقع ومستقبل اليمن اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا وقانونيًا. خاصة وأن الثورة قد أفرزت لاعبين جددًا في الساحة، وظهر فاعلون غير رسميين ذوي دور في المشهد السياسي إلى جانب الاعبين التقليدين في الداخل والخارج . ولأن الواقع اليمني بمكوناته الحداثيّة لم يترسخ بعد، حيث أن مفاعيل البنى التقليديّة لا تزال حاضرة في الدولة والمجتمع، ولأن إمكانات اليمن المادية تم إهدارها من خلال نظام شكّل وجوده عدوانًا على المجتمع فإن البناء السياسي والاقتصادي القادم يتطلب رؤية استراتيجية لترتيب النظام الحاكم وفلسفته السياسيّة في إطار بناء دولة مدنية ديمقراطية في اليمن.

وعليه، عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ندوة فكرية علمية بعنوان " الثورة اليمنية: الخلفية التاريخية- الخصوصية - الآفاق"، يومي 18 و19 شباط/ فبراير 2012. ضمّت نخبة من الأكاديميين والمختصين والباحثين والخبراء بالشؤون اليمنية.

وقد تضمّنت الندوة أربعة محاور، تُقدم فيها أوراق بحثية حول المسار والحضور التاريخي لليمن، ونشوء الدولة الحديثة ودور الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني في التغيير، والوضع الاقتصادي، والعوامل المؤثرة في الثورة من القبلية والمرأة والشباب. كما بحثت الندوة في مستقبل المجتمع والنظام السياسي اليمني.

اختُتمت أعمال الندوة بجلسة مائدة مستديرة يُناقش المشاركون فيها "مستقبل اليمن وتداعيات ما بعد الثورة".