بدون عنوان

نظّم المركز العربي - فرع واشنطن، بمساعدة المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، جلسة بحثية ضمن أعمال المؤتمر السنوي الذي تعقده جمعية دراسات الشرق الأوسط، وذلك في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017. كانت الجلسة بعنوان "البحث في الرأي العام العربي: التحديات والآفاق". حضر المؤتمر السنوي للمنتدى وشارك في جلساته نحو 2000 باحث من المهتمين بشؤون الشرق الأوسط والعالم العربي، من مختلف أنحاء العالم، علمًا أن المنتدى يضم 3000 عضو من الأفراد، و60 مؤسسة عضوًا، علاوةً على شراكات مع 39 مؤسسة أخرى.

ركز المشاركون في الجلسة على الطرح النقدي والمنهجي لقضايا الرأي العام العربي، وذلك من خلال معالجة الإشكاليات المتعلقة بهذا الموضوع؛ من حيث التصورات والتحديات التي تواجه دراسة الرأي العام العربي، والحلول الممكنة لهذه الصعوبات. وكانت الجلسة أوّل تجربة أكاديمية للخوض في قضايا الرأي العام العربي، مع التطرق إلى تحديات جمع البيانات وتحليلها وتفسيرها، والتحديات المنهجية لدراسة الرأي العام في المنطقة العربية.

افتتحت الجلسة الدكتورة تمارا خروب، وهي المدير التنفيذي المساعد ومحلل أول في المركز العربي - فرع واشنطن. وشددت خروب على أهمية أبحاث الرأي العام العربي المتعلقة برسالة المركز العربي - فرع واشنطن، في إبداء وجهة النظر العربية المبنية على المعطيات العلمية لصانعي القرار في الولايات المتحدة. وفي هذا الشأن، ركز المسح الأخير للمركز العربي - فرع واشنطن على انطباعات الرأي العام العربي حول الرئيس دونالد ترامب، لا سيما سياساته وأولوياته فيما يخص الشرق الأوسط.

ذكرت خروب أنّ البحوث لا تزال "قليلة العدد، وتعاني عدم التجانس في المنهجية، ولا تأخذ الفروق بين بلدان المنطقة في الحسبان، كما أن تفسير البيانات وشرحها لا يزالان غير وافيَين"، على الرغم من التوسع الشاسع في مسوحات الرأي العام في المنطقة العربية، التي يقوم بها الأكاديميون والشركات الخاصة إلى جانب الهيئات الحكومية، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر. ولمّحت خروب إلى أن المركز العربي - فرع واشنطن عمل على عقد هذه الجلسة، لأنه "لا يزال هناك جدل حادّ حول صلاحية مسوحات الرأي العام العربي وأهميتها وتفسيرها". وأكدت خروب أن مجال الرأي العام العربي لا يزال ينقصه الفهم، ويستحق مزيدًا من اهتمام الأكاديميين المختصين بشؤون الشرق الأوسط.

شارك في الجلسة بعض الباحثين المختصين بشؤون الرأي العام في المنطقة العربية؛ وناقشت الورقة التي قدمها من المركز العربي الدكتور محمد المصري والدكتورة دانا الكرد الصعوبات التي واجهتهما في المؤشر العربي الذي يعمل عليه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وقدّما نماذج ومؤشرات جديدة طوراها للتغلب على التحديات التي واجهاها. والمؤشر العربي مشروع انطلق منذ عام 2011، وهو أوسع مسح للرأي العام العربي من حيث أعداد المستجيبين، وتتعلق أسئلته بوجهات نظر المستجيبين في مواضيع سياسية واجتماعية وثقافية، كما أنه ينطلق من المنطقة العربية ويعكس أولويات المجتمعات العربية وهمومها.

كما شارك في الجلسة مجموعة تضم جستن جنجلر (جامعة قطر)، ومارك تسلر (جامعة مشيغن - الولايات المتحدة)، وجونثان فورني (شركة فورسيه للاستشارات). وقدّم هؤلاء دراسة حول الانطباعات المحلية في منطقة الشرق الأوسط ومساعدتها في إنجاز مسوحات الرأي. وشارك أيضًا رسل لوكاس (جامعة مشيغن الولاية) بورقة تناولت التصورات المتنافسة في قطر فيما يخص الرأي العام. وشارك صبري جفتجي (جامعة كانساس الولاية)، بالتعاون مع مايكل وثرك (جامعة كانساس)، وعمار شمايلة (جامعة لويفيل)، بورقة عن القيود التي تواجه دراسة بيانات الرأي العام العربي، وقدّموا نموذجًا حول دراسة التدين والخيارات العامة بشأن طبيعة النظام.

بعد انتهاء الجلسة، عقّبت أماني جمال، عضو هيئة التدريس في جامعة برنستون وعضو الهيئة الاستشارية للمركز العربي - فرع واشنطن. ولاقت الجلسة إقبالًا واسعًا واستحسانًا من الجمهور.