بدون عنوان

صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات العدد الرابع والعشرون (ربيع 2018) من دورية "عمران" للعلوم الاجتماعية، وقد تضمّن ثلاث دراسات متنوعة وخمس مراجعات كتب في مختلف الحقول الاجتماعية. وتناول هذا العدد قراءات اجتماعية نقدية اهتمت بتاريخ العراق، واللاجئات السوريات في تونس، ومؤسسة فقهاء الشرط في المغرب، كما راجع هذا العدد التقرير الدولي لعدم المساواة ومجموعة من الكتب؛ أبرزها كتاب ميشال فوكو، الصادر حديثًا بعد عقود من وفاته.

وقد تصدّر بابَ دراسات مقالةٌ في التاريخ والشؤون الدولية للباحثة دينا رزق خوري، الأستاذة بجامعة جورج واشنطن، بعنوان "تاريخ العراق ومجتمعه بين حنّا بطاطو وعلي الوردي". وقدّمت الباحثة تاريخ العراق من وجهتَي نظر كلٍّ من حنا بطاطو وعلي الوردي، مؤكدةً أنّ كلتا القراءتين ساهمت في صياغة وعينا التاريخيّ عن واقع العراق وتفاعلاته الاجتماعيّة والثقافية والتاريخية. ورأت خوري أن بطاطو استخدم التحليل الطبقي الماركسي في تتبُّعه تطوُّرَ المجتمع العراقي، أما الوردي فقد فهمه بوصفه صراعًا مستمرًّا بين الحضارة والبداوة، بين ثقافة الحياة الحضرية المستقرة والولاءات القديمة للقبيلة والطائفة.

أما الأستاذة المساعدة في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا في جامعة تونس المنار سمية عبد اللطيف، فقد ركّزت على الظروف الاجتماعية والثقافية التي تعيشها اللاجئات السوريات في تونس. وأكدت عبد اللطيف في دراستها، "اللاجئات السوريات في تونس: تجربة الهجرة القسرية وصعوبة الاستقرار"، أن تجربة الهجرة القسرية التي تعرّضت لها اللاجئات السوريات قد غيّرت من مستوى العلاقة بين الزوج والزوجة على المستوى العائلي؛ ففي حين ظلت سوق العمل التونسية شبه مغلقة أمام الرجال اللاجئين لأسباب قانونية واقتصادية، أهَّلت بعض المهارات الحرفية الخاصة اللاجئات السوريات للعمل بالقطاعات غير المهيكلة، وساعدتهن قدراتهن على التدبير والتكيف مع الوضعيات القصوى، وعلى اكتساب موقع أفضل، مقابل هشاشة موقع الرجل.

وفي دراسته "الإصلاح الديني اليوم في القرى المغربية: ’المخزن‘ و’فقهاء الشرط‘ في تيزنيت"، قدّم الباحث المغربي عبد الرحمان فضلي مداخلة أنثروبولوجية تناولت تطوّر وضعية "الفقهاء المشارطين" الذين تعرضوا في العقد الماضي لمحاولات متزايدة لاحتوائهم من طرف الدولة المغربية. وقد أكد فضلي أنّ حالة فقهاء الشرط توضح الجهود الذي تبذلها الدولة المغربية للهيمنة على الحقل الديني المغربي في محاولة لسحب البساط من تحت أقدام الإسلام السياسي. وقد قدّمت "عمران" في هذا العدد ترجمةً مهمة لمقالة المؤرخ الهنديّ راناجيت غُهَا بعنوان "زمن المهاجر"، الذي درس علاقة الهجرة بالهوية وفقدان الماضي، وما يسبب انعدام اليقين ورغبة المهاجر في أن يكافح لإيجاد مستقبل وهوية أخرى.

وقدّم محمد بكّاي مراجعةً مهمة للجزء الرابع من كتاب ميشال فوكو "تاريخ الجنسانية: اعترافات البدن". وقد تناول العدد أيضًا نقاشًا لتقرير عدم المساواة الصادر عام 2018، وعرضًا لكتب مختلفة تناولت جوانب مختلفة في مصر والجزائر والعراق، في حين خُتم العدد بتقريرٍ عن ندوة "سوسيولوجيا التحولات في العالم العربي" التي عقدها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في بيروت.

تضمن العدد لوحات للفنان التشكيلي العراقي سنان حسين، وهو فنان تتميز أعماله بمعالجة ماهية النفس البشرية، والعلاقات الاجتماعية، وتشيّؤ الإنسان.


* تجدون في موقع دورية "عمران" دراسات ومراجعات مختارة متاحة للتنزيل من العدد الجديد (24) والعددين (23) و(22)، كما يمكنكم شراء باقي محتويات هذه الأعداد الثلاثة، فيما تتوافر محتويات الأعداد السابقة جميعها مفتوحة ومتاحة للتنزيل.