بدون عنوان

شارك الأستاذ زهير حامدي، الباحث بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات،  في ندوة "أمن الطاقة" المنظمة من طرف معهد قطر لأبحاث البيئة والطاقة التابع لمؤسسة قطر للتربية والعلوم، بالتعاون مع المجلس البريطاني في الدوحة، وذلك في الفترة من  1 إلى 15 نوفمبر2011، بورقة  حول:   

"العقبات و الفرص المحتملة لانتقال منظومة الطاقة في دول مجلس التعاون الخليجي إلى منظومة مستدامة، متنوعة و ناجعة".

وأشار الباحث في ورقته إلى أنه ونظراً للتحديّات والمخاوف المرتبطة بقضايا التغيُّر المناخي وأثرها على أمن الطاقة وما تحدثه من تقلبات في أسواقها، دخلت منظومة الطاقة للاقتصاد العالمي في المراحل المبكرة من الانتقال التدريجي و المستمر، نحو منظومة طاقة أكثر استدامةً وأكثر تنوعاً في مصادرها. وأضاف

إنّ اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي معنية مباشرةً بهذا التحول الهام في منظومة الطاقة العالمية،  ذلك لأنّها من أهم مراكز إنتاج النفط  والغاز في العالم، ولأنها تعتمد من جهة على هذه المحروقات لسببين: أوّلهما، راجع إلى كونها المصدر الرئيسي للدخل في هذه الدول، حيث تمثل، في المتوسط، أكثر من 40% من ناتجها المحلي، و حوالي 70% من مدخولها من العملة الصعب. وأما الثاني، فهو أنّ النفط و الغاز يمثلان المصدرين الوحيدين للطاقة في دول مجلس التعاون الخليجي. وبالتالي، تعتبر هذه المحروقات  العنصر الرئيسي للاقتصاد السياسي لهذه الدول، بل أساس عقدها الاجتماعي  كذلك.

واستعرض دراسات تعتبر أن  دول مجلس التعاون الخليجي تعد من بين الدول الـ 25  الأكثر انبعاثا لغاز ثاني أكسيد الكربون للفرد في العالم؛ ولهذا السبب، فهي تحت ضغط متزايد لتخفيض انبعاثاتها، من خلال ترشيد استهلاك الطاقة، والتحول نحو منظومة طاقة أكثر نجاعة. وقال في هذا الصدد، إنّ مستقبل منظومة الطاقة في دول مجلس التعاون الخليجي، مرتبط بقدرتها على التكيّف مع هذا الواقع العالمي الجديد. وأكد الباحث أن هذه الورقة تعد محاولة لتقديم إجابة عن هذه المسألة، بالنظر للعقبات و الفرص المحتملة في عملية تحول منظومة الطاقة في الخليج،  إلى منظومة أكثر استدامة من خلال تنويع مصادرها.. بإدخال طاقات متجددة في المزيج المستخدم، و تحسين مستوى كفاءة منظومة الطاقة، وذلك في إطار نظرية الدولة الرِّيعِيَّة.