بدون عنوان

صدر حديثًا عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتابان جديدان هما "المسألة الطائفيّة والأقلّيات" لبرهان غليون، و التّرجمة العربيّة الكاملة لكتاب "غزّة: حافظوا على إنسانيّتكم" الذي وضعه المناضل الأمميّ الإيطاليّ "فيتوريو أريغوني" باللّغة الإيطاليّة. ويأتي إصدار هذين الكتابين بعد أن دشّن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات مؤخّرا باكورة كتبه.  

وفيما يلي عرض مختصر لتلك الكتب، وتفاصيل عن كيفية الحصول عليها

 

برهان غليون

المسألة الطائفيّة والأقلّيات



صدر حديثًا عن المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السّياسات كتاب لبرهان غليون عنوانه "المسألة الطائفيّة ومشكلة الأقلّيات". وكان الكتاب صدر أوّل مرّة، عن دار الطّليعة في بيروت سنة 1979، وهذه هي الطّبعة الثّالثة تصدر مزوّدة بمقدّمة جديدة كتبها المؤلّف خصّيصًا لهذه الطّبعة. والفكرة الرّئيسة في هذا الكتاب هي فصل المسألة الطائفيّة عن المسألة الدينيّة، وربطها بالعلاقات الاجتماعيّة والسياسيّة ولا سيّما ببنية السّلطة، ونقض المقولة الشّائعة عن أنّ التعدديّة المذهبيّة والأثنيّة هي إحدى علل المجتمعات العربيّة، بدلًا من أن يكون هذا التعدّد ثروة روحيّة وفكريّة.

يتناول الكاتب مسألة "الفتنة النّائمة"، وكيف استخدمتها النّظم السياسيّة العربيّة، واستغلّتها إلى أبعد حدّ، في فرض دكتاتوريّتها وحرمان الشّعوب العربيّة من الحريّات السياسيّة. ورأى المؤلّف أنّ النّزاعات الطائفيّة ليست ناجمة عن التعدديّة الدينيّة، بل عن غياب دولة المواطَنَة المتساوية، أو الدّولة - الأمّة التي تتجاوز الرّوابط الأهليّة الدينيّة والأثنيّة، إلى رابطة الوطنيّة. وفي سبيل برهان النّتائج التي توصّل إليها تناول الكاتب مفهوم الأقلّية والأغلبيّة فأوضح الفارق بين الأغلبيّة الاجتماعيّة والأغلبيّة السياسيّة، ثمّ تطرّق إلى مشاريع توزيع السّلطة، وعقد مقارنة وافية بين التّحديث في أوروبا والتّحديث في الشّرق، ثمّ تحوّل إلى مفهوم "النّزاع الطائفيّ"، وتساءل: هل هناك حلّ لمشكلة الأقلّيات؟ وفي ختام الكتاب عاد المؤلّف إلى المفاهيم العامّة التي تساعد على دراسة "المجتمع الطائفيّ" كمفهوم الأمّة والجماعة، ومفهوم "الثّقافة العليا والإجماع الثقافيّ" علاوةً على مفهوم "الدّولة والإجماع السياسيّ"، ليخلص إلى نتيجة أساسيّة هي أنّ قضيّة الأقلّيات الثقافيّة والجنسيّة والدينيّة لا يمكن فهمها إلا في سياق الانتقال من الإجماع القوميّ التقليديّ المبنيّ على الإجماع الثقافيّ ووحدة العقيدة، إلى الإجماع القوميّ القائم على وحدة السّلطة وعلى الإرادة العامّة.

 

أريغوني: حافظوا على إنسانيّتكم



أصدر المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السّياسات التّرجمة العربيّة الكاملة لكتاب "غزّة: حافظوا على إنسانيّتكم" الذي وضعه المناضل الأمميّ الإيطاليّ "فيتوريو أريغوني" باللّغة الإيطاليّة، ثمّ سرعان ما تُرجم إلى لغات أوروبيّة عدّة بسبب الشّحنة الإنسانيّة الكبيرة التي احتوتها نصوص الكتاب، وبسبب المشاهدات المؤلمة التي وردت في صفحاته.

 ترجم الكتاب عن الإنكليزيّة مالك ونوس، وقدّم له المؤرّخ الإسرائيليّ المعادي للصّهيونيّة إيلان بابيه الذي كشف في تقديمه كيف أنّ إسرائيل شادت في سنة 2004 نموذجًا محاكيًا لمدينة عربيّة في صحراء النّقب، ذات حجم يساوي حجم مدينة حقيقيّة، ثمّ عمدت إلى إطلاق أسماء محدّدة على الشّوارع والمباني والمساجد، وجعلت للسيّارات أرقامًا. وفي سنة 2006 صارت هذه المدينة مماثلة تمامًا لمدينة غزّة، وجرى تدريب الجنود على القتال فيها، أي أنّ إسرائيل كانت تعدّ للقتال في غزّة حتّى قبل أن تنسحب منها في سنة 2005. ووصف إيلان بابيه هذا الكتاب بأنّه يفتح نافذة صغيرة للعقول المغلقة التي تدعم إسرائيل من دون قيدٍ أو شرط.

 أمّا فيتوريو أريغوني الذي اغتالته إحدى المجموعات السلفيّة المتطرّفة في غزّة في نيسان/أبريل 2011، فقد عمل في حركة التّضامن العالميّة مع الشّعب الفلسطينيّ في قطاع غزّة منذ سنة 2008، وشاهد بأمّ عينه وقائع العدوان الإسرائيليّ على غزّة (2008 - 2009)، وسجّل ذلك كلّه في هذا الكتاب الذي يتألّف من 22 تقريرًا أرسلها تباعًا إلى جريدة "إلمانيفستو" الإيطاليّة ونشرها على مدوّنته Guerrilla Radio في الوقت نفسه. ويقول أريغوني عن هذه المقالات إنّها "ذات أوراق مؤذية، وملطّخة بالدّماء، ومشبعة بالفوسفور الأبيض". ولأنّ الضحيّة الأولى لأيّ حرب هي الحقيقة، فقد رأى أريغوني أنّ من واجبه، كإنسان رأى ما رأى، توثيق الحقيقة ونشرها حتّى لا تغتالها إسرائيل. وهذا الكتاب هو وثيقة حقيقيّة صادمة حقًّا، وتكمن أهميّته في كونه رواية إنسانيّة كتبها شاهد على واحدة من أبشع الحروب التي شنّتها إسرائيل على شعبٍ أعزل.

 

عزمي بشارة

في الثورة والقابليَّة للثورة



صدر حديثًا عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتيّب للدكتور عزمي بشارة بعنوان "في الثورة والقابلية للثورة". وهذه الدراسة تنتمي إلى ميدان الفكر السياسي الذي يهدف إلى صوغ نظرية نقديَّة تتصدّى لتعريف مصطلح الثّورة تعريفًا علميًّا معاصرًا، وتأصيله في الفكر العربي. ولهذه الغاية عاد الكاتب إلى كلمة "ثورة" كما وردت في المصادر التاريخية العربية، فلاحظ أنّ العرب لم يستخدموا كلمة "ثورة" بالمعنى الذي تحمله هذه الكلمة في عصرنا الرّاهن، بل استخدموا كلمات من قبيل "خروج" و"فتنة"، فكان يُقال "خروج القرامطة" أو "فتنة الزّنج". ويلفت الكاتب إلى أنّ الخروج على الجماعة أمر مذموم، أمّا الخروج على السّلطان ففيه آراء. والخروج يعني الخروج لطلب الحقّ. وفي هذا الحقل من الفكر التاريخيّ - السياسيّ يعرض الكاتب لآراء ابن خلدون والماوردي وابن تيمية وأبو مجاهد البصري وغيرهم.

يقدّم الكاتب هنا بحثًا معمّقًا في القضايا التي شغلت جانبًا مهمًّا من الفكر العربي، قديمه وحديثه، مثل الخروج والتغلب ومصدر الشرعية، وأثارت نقاشًا في تمثّلات هذه المفاهيم في العصر الحديث. وفي هذا السياق يضع تخومًا مرسومة بدقة بين مصطلحي "الثورة" و"الإصلاح"، ويحاول اكتشاف ما هو مشترك بينهما وما هو مفترق بحسب ما كشفت عنه التجربة الأوروبية في الإصلاح والثورة، ولا سيَّما في الثورتين الفرنسية والروسية، لينتقل إلى معالجة قضيَّتي الحرية والثورة بالتحديد، وكيف تطور معنى الحرية من نقيض الرق أو العبودية إلى أن استقرَّ هذا المعنى على مضمونه السياسي المعاصر.

إنّه مرجع مهم للباحث والمثقف والناشط السياسي ورجل الإعلام، وحتى صاحب القرار السياسي، الذين بات فهم الثورات العربية والقابلية للثورات، بدوافعها ومصائرها، أمرًا ضروريًا لهم كالخبز اليومي.

 

عزمي بشارة

هل من مسألة قبطية في مصر؟




صدر حديثًا عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتيّب للدكتور عزمي بشارة عنوانه "هل من مسألة قبطية في مصر؟". وهو عبارة عن بحث في التاريخ المصري المعاصر، ودراسة لبعض الأحداث المصرية الجارية اليوم. ويتساءل المؤلف: هل ثمة ما يمكن وصفه بـِ "المسألة القبطية" في مصر في ضوء بقاء الشعور بالغبن لدى فئات مهمة من الأقباط، وفي ضوء وعود الثورة المصرية التي اندلعت في 25 كانون الثاني/ يناير 2011، والآمال التي تطلَّع إليها المصريون ولا سيَّما مسألة صوغ العلاقة بين مسلمي مصر وأقباطها في إطار هوية وطنية مشتركة. وتناول المؤلف تاريخ الأقباط المصريين منذ عهد محمد علي حتى اليوم، علاوة على أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية خلال الحقب المختلفة، ثم سلَّط الضوء على الإطار القانوني وقضايا الأحوال الشخصية للأقباط، وعلاقتهم بالسلفيين في سياق خطاب سلفي متشدِّد كشفت عنه مجريات الثورة المصرية، ولا سيَّما في حقل الفتاوى التكفيرية. وتخلص الدراسة إلى الاستنتاج أن في مصر مسألة قبطية حقًّا، ولا بدَّ من معالجتها خلافًا للكلام الرائج عن أن هذه المسألة هي نتاج لمؤامرة خارجية أو لانعزالية كنسية تفاقمت بعد حادثة إحراق كنيسة قرية صول المصرية. ومهما يكن الأمر، فالدراسة ترى أن مفتاح التعامل مع هذا الملف هو المواطنة المتساوية، والديمقراطية هي الإطار الملائم لهذه المقاربة.

 

 

العرب وإيران:

مراجعة في التاريخ والسياسة


 

صدر حديثًا عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتاب بعنوان "العرب وإيران: مراجعة في التاريخ والسياسة". ويكتسب هذا الكتاب أهمية خاصة؛ فهو من المؤلفات القليلة التي تعالج هذا الموضوع بشمولية ونقدية منذ أن اقتحمت إيران الحياة السياسية العربية بعد انتصار الثورة الإيرانية في سنة 1979، وخصوصًا منذ سقوط بغداد في 9/4/2003 حيث ازداد حضورها في السياسات العربية. وكانت العلاقات العربيَّة - الإيرانيَّة، وما زالت، شائكة جدًا ومتسربلة بالريبة، وتتداخل فيها سطوة التاريخ بالعقائد وبالمصالح المتنافرة. وهذا الكتاب يحاول أن يدرس هذه العلاقات في سياق تاريخي وسياسي معًا، ويتضمن وجهات نظر متعددة، وآراءً مختلفة.

ساهم في الكتاب الذي حرره كل من الدكتور عزمي بشارة والدكتور محجوب الزويري، باحثون وخبراء عرب من مشارب فكريَّة وسياسيَّة متعددة، ومن مشرق العالم العربي ومغربه، وهو يتضمن أحد عشر فصلاً هي على التوالي: إيران والعرب: ملاحظات عامة (عزمي بشارة)؛ العرب وإيران بين الذاكرة والتاريخ (وجيه كوثراني)؛ إيران والعرب في ظلال الدين والسياسة (محجوب الزويري)؛ الأوهام والحقائق في العلاقات العربية - الإيرانية (محمد حامد الأحمري)؛ العرب وإيران: مصالح مشتركة وعلاقات غير مستقرة (طلال عتريسي)؛ إيران والمقاومة: تحولات السياسة والمجتمع (فاطمة الصمادي)؛ النفوذ الإيراني في العراق: التحديات والأبعاد (عبد الوهاب القصاب)؛ العلاقات العربيَّة - الإيرانية: السوريَّة نموذجًا (موسى الغريري)؛ المغرب العربي وإيران (الحسين الزاوي)؛ العلاقة المغربيَّة - الإيرانيَّة: عوامل التقارب وآفاق المستقبل (عبد العلي حامي الدين)؛ العلاقات المغاربيَّة - الإيرانيَّة (الطاهر عمارة الأدغم). ويشكل مجموع هذه الفصول كتابًا متكاملاً لا غنى عنه في أي بحث عن العرب وإيران، ومرجعًا مهمًّا في فهم تشابكات العلاقات العربيَّة - الإيرانيَّة. والجدير ذكره أن فصول هذا الكتاب كُتبت قُبيل اندلاع الثورات العربية الأخيرة.