بدون عنوان

الاجتماع الثالث للمجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي

عقد المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي للّغة العربيَّة اجتماعه الثالث يومَي الخميس والجمعة الموافق لـ 15 و16 أيار / مايو 2014 في الدوحة، بحضور مدير عام المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الدكتور عزمي بشارة، وعلى جدول أعماله: النسخة الثالثة من بيبليوغرافيا المرحلة الأولى الممتدّة حتى نهاية القرن الثاني للهجرة، والمدوّنة اللغوية، والمدخل المعجمي، وبعض القضايا التنظيمية.

افتتح الدكتور رمزي بعلبكي، رئيس المجلس العلمي، الاجتماع بكلمة ترحيبية، شكَر فيها الأعضاء على حضورهم واهتمامهم، وأثنى على الدعم والعناية اللذيْن يخصّ بهما الدكتور عزمي بشارة معجم الدوحة التاريخي للّغة العربية، منوّهًا بالتنسيق والتواصل الدائمَين بين الهيئة التنفيذية والمجلس العلمي. وتناول الكلمة الدكتور عزمي بشارة الذي أشار إلى أنّ المشروع أصبح يشعّ وتتّسع دائرة جاذبيته؛ إذ ثمّة إدراك عربي واسع لأهميته وتقديرٌ لجرأة من أخذوا على عاتقهم القيام به. ودعا إلى وضع آلية لإضافة أعضاء جدد للمجلس العلمي؛ حتى يتسنّى القيام بالمهامّ العلمية التي يقتضيها المشروع. ودعا أيضًا إلى الاستفادة من الكفاءات العلمية من خارج المجلس العلمي، مؤكّدًا أنّ المرحلة المقبلة ستشهد تكليف عددٍ من الخبراء في بعض البلدان العربية للمساهمة في إنجاز المشروع في إطار المعالجة المعجمية، مبشّرًا الحاضرين بتقدّم العمل في المشروع على المستويين المؤسسسي والعلمي.

من اليمين: رمزي بعلبكي (رئيس المجلس العلمي للمعجم)، عزمي بشارة (مدير عام المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات)، عز الدين البوشيخي (المدير التنفيذي للمعجم)

ثمّ ذكَّر الدكتور عبد السلام المسدّي، أمين سرّ المجلس العلمي، الحاضرين بجدول الأعمال. وتلا عليهم محضر الاجتماع الثاني؛  فأقرّهما المجلس بعد الاستماع إلى الملاحظات والاقتراحات التي أدلى بها بعض الأعضاء.

بعد ذلك، قدّم الدكتور عزّ الدين البوشيخي، المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي للّغة العربية، عرضًا مجملًا تضمّن ما جرى إنجازه، ومن أهمّه:

  • إعداد النسخة الثالثة من بيبليوغرافيا المرحلة الأولى شاملة الشعر والكتب والمصنّفات والخطب والمحاورات والرسائل والتوقيعات والوصايا والأمثال والحكم، موثّقةً ومرتّبةً ترتيبًا تاريخيًّا. وقد روعي في إعدادها ملاحظات السادة أعضاء المجلس العلمي، وما أسفر عنه عمل الدكتور حسان الطيان من تحديد أفضل نسخة من الدواوين الشعرية المطبوعة، وعمل الدكتور إبراهيم بن مراد من تحديد وفيات بعض الشعراء مجهولي تاريخ الوفاة.
  • إعداد المدوّنة اللغوية للمرحلة الأولى في نسختها الثالثة، بناءً على ما جدّ في البيبليوغرافيا من وثائقَ وتوثيق.
  • إعداد برنامج حاسوبي للمعالجة المعجمية، يتيح للمُعالج كلّ إمكانات بناء المداخل المعجمية للألفاظ والمصطلحات الواردة في المدوّنة اللغوية، وتحديد معانيها استنادًا إلى سياقاتها، واختيار شواهدها مع تحديد المستعمل والمصدر.
  • تجريب برنامج حاسوبي (معالج الفروع) يتيح ربط الجذور بمشتقاتها انطلاقًا من المدوّنة اللغوية، والعمل على تطويره لتلبية حاجات المعجم.

تلا ذلك عرضٌ مفصّل عن بيبليوغرافيا المرحلة الأولى في نسختها الثالثة، قدّمه الدكتور رشيد بلحبيب، نائب المدير التنفيذي، استعرض فيه المراحل التي مرّ بها إعداد البيبليوغرافيا حتّى صورتها الحاليّة، ودقّق في عناصر المنهجية المعتمدة، بخاصة في إعداد الوثائق النثرية، وبيّن الأسلوب المتّبع في الاستفادة من ملاحظات السادة أعضاء المجلس العلمي الواردة بشأنها.

وتبعه عرض نموذج عملي تجريبي لمادّة (قضى)، قدّمه الدكتور محمد العبيدي، نائب المدير التنفيذي، تحدّث فيه عن أهمية المعالجة المعجمية، وخطواتها، واستعرض المداخل المتعلقة بجذر (قضى)، ثمّ تتبّع تطوّرها التاريخي، واستخلص أهمّ القضايا والإشكالات التي تعترض المعالجة المعجمية، ومن أهمّها التعريف والترتيب، واقترح الصور الممكنة لترتيب مداخل المعجم.

وقد أفضت المناقشات إلى عددٍ من القرارات العلمية التي شملت صورة المدخل المعجمي، وترتيب مكوّناته الداخلية، وضوابط التعريف، والشواهد اللغوية، وكيفية ترتيب المداخل في المعجم. وأوصى المجلس بتأليف لجنة خاصة بالتأثيل. كما اتّفق على موعد اجتماع المجلس العلمي الرابع، والموضوع العامّ لجدول أعماله. وأشاد المجلس بالعمل الجادّ والدؤوب الذي تقوم به الهيئة التنفيذية، وبما أنجزته في هذه المدة القصيرة، بعد مرور عامٍ كامل تقريبًا على إطلاق مشروع معجم الدوحة التاريخي للّغة العربية يوم 25 أيار / مايو من السنة الماضية.