بدون عنوان

تعززت قائمة إصدارات المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بكتابين جديدين، يرفعان مجموع ما أصدره منذ بداية العام 2012 إلى 32 كتابًا.

يقدم الكتاب الجديد الأول خلاصة جهد فريق البحث في المركز بشأن المسألة الكردية في سورية، وعنوانه: مسألة أكراد سورية: الواقع، التاريخ، الأسطرة (191 صفحة من القطع الصغير)، وأشرف عليه الدكتور عزمي بشارة وساهم في كتابته الباحثان محمد جمال باروت، وحمزة المصطفى.

يتحدّث هذا الكتاب عن تاريخ الأكراد في سورية، وعن نشوء مجتمعٍ محليٍّ كرديٍّ في منطقة الجزيرة السوريّة منذ عام 1925. كما يعرض أحوال الأكراد في سورية اليوم، ولا سيّما الحركات السياسيّة التي نشأت في أوساطهم، ومدى مشاركتها في الثورة السوريّة، ومقدار تحفّظها عن المشاركة في الوقت نفسه. وتخلص هذه الدراسة إلى استنتاج أنّ الحديث عن مجتمعٍ كرديٍّ متواصلٍ جغرافيًّا وبشريًّا، غير دقيق؛ ومثال ذلك ما يُطلق عليه بعض الأكراد "كردستان الغربيّة" على غرار "كردستان العراق". ولا يسمح هذا الأمر بأيّ حلٍّ للمسألة الكرديّة في سورية خارج الإطار الوطنيِّ السوريّ، خلافًا لبعض الأطروحات مثل "كردستان الكبرى"، أو حقّ الشعب الكرديّ الذي يعيش على أرضه التاريخيّة في تقرير مصيره. ويرى الكتاب أنّ سورية التي تمرّ بمرحلة تحوّلٍ تاريخيّة، ربّما تمنح الأكراد فرصةً حقيقيّةً لإنتاج حلٍّ ديمقراطيٍّ للمسألة الكرديّة على قاعدة وحدة الدولة وهويّتها العربيّة، والمواطنة المتساوية لجميع مواطنيها. فسورية التي يمثّل العرب فيها أكثر من تسعين في المئة من السكان، لا تتعارض هويّتها العربيّة مع حقّ غير العرب في التمتّع بحقوق المواطنة كاملة.

أما الكتاب الجديد الثاني فهو للباحث علي إبراهيم درويش، وعنوانه: السياسة والدين في مرحلة تأسيس الدولة الصفويّة (495 صفحة من القطع الكبير). يندرج هذا الكتاب في إطار البحوث التاريخيّة عن الأحداث التي ما زالت وقائعها ماثلةً في الحاضر ومؤثِّرةً في حوادثه. وهو مكرّسٌ لدراسة علاقة "الشاهات" برجال الدين في الدولة الصفويّة: هل كانت علاقةً استتباعيّةً أم علاقةً ندِّيّة؟ ويتساءل الكتاب عن مواقف العلماء، هل كانت موحّدةً أم متعدّدة؟ وترتسم هذه الأسئلة وغيرها عبر مراجعة تاريخ الدولة الصفويّة، لكنّها تصبح أكثر إلحاحًا بعد انتصار الثورة الإسلاميّة في إيران سنة 1979، ورواج عقيدة "ولاية الفقيه"، جرّاء ذلك.

يتحدّث إبراهيم درويش عن الجغرافيا السياسيّة للعالم الإسلاميّ قبل قيام الدولة الصفويّة، ثمّ يعرض للحركة الصفويّة وتأسيسها دولةً أنشأت بدورها علاقاتٍ متفاعلةً مع العثمانيّين والمماليك والأوروبيّين. كما يركّز على مسألة الصفويِّين والدين من خلال دراسته التصوُّف، والتشيُّع، والتوظيف الأيديولوجيّ للأفكار الدينيّة، كي يصل إلى الأسباب الجوهريّة لاعتناق الصفويّين المذهب الإماميّ. ويتحدّث الكتاب بالتفصيل عن دور الفقيه في الدولة الجديدة، وعلاقة الفقهاء بالحاكم، وصراعاتهم معه كذلك.