بدون عنوان

مؤتمر برشلون - جانب من الجلسة الافتتاحية للمؤتمر

عكف المشاركون في مؤتمر دولي نظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في برشلونة بالاشتراك مع المعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط، على دراسة تجارب دولية في الانتقال الديمقراطي وعلاقتها بالتحوّلات الجارية في العالم العربي.

وقد حاول المؤتمر الذي عقد بعنوان "التحولات العربية من منظور مقارن: بناء أنظمة ديمقراطية في ضوء التجارب الدولية"، واستمر ثلاثة أيام (17 – 19 تشرين الثاني / نوفمبر 2014)، إيضاح التحديات المشتركة الكامنة في الانتقال الديمقراطي من دون ادعاء اختزالها إلى نموذج متكامل ينبغي التزام مساراته لنجاح أي تحوّل ديمقراطي.

تمحور عمل المؤتمر حول ستة معالم جوهرية للانتقال الديمقراطي، هي: صوغ دستور جديد؛ والعملية الانتخابية والأحزاب السياسية؛ والعدالة الانتقالية وحقوق الإنسان؛ والمساواة الاقتصادية الاجتماعية؛ والمنافسات السياسية وسياسات الهوية؛ والجهات الفاعلة الخارجية التي تؤثّر في عمليات الانتقال الديمقراطي.

وجرى نقاش الأحداث الأخيرة في العالم العربي وتجاربه، بما فيها تلك التي جرت في العراق، واليمن، وسورية، ومصر، وليبيا، وتونس، والمغرب. وعُرضت أيضًا الميزات الخاصة لعمليات الانتقال الديمقراطي في إسبانيا، والبوسنة والهرسك، وإندونيسيا، وبولندا، وتركيا، وجنوب أفريقيا، مع تركيز خاص على كيفية تأثير مسار تلك الحالات لاحقًا في الوقائع الاجتماعية والسياسية الراهنة.

وكانت من بين التحليلات الأبرز التي يمكن الاستفادة منها في الواقع العربي، تلك المتعلقة بالإصلاح العسكري في إسبانيا أثناء فترتي الانتقال والتثبيت، والأخرى التي توضّح كيف رسّخت عملية العدالة الانتقالية في يوغسلافيا السابقة الانقسامات الإثنية والقومية، وكذا التجارب المتناقضة لدور العامل الخارجي في الانتقال الديمقراطي في أوروبا الشرقية وفي العالم العربي؛ فقد سُندت في الحالة الأولى عبر حوافز من المجتمع الدولي (ولاسيما من الاتحاد الأوروبي)، في حين لم تشهد تجربة الانتقال الديمقراطي في العالم العربي مثل هذا التشجيع، بل قوبلت بمواقف غامضة.

وقد شارك في المؤتمر نخبة من الباحثين المتخصصين من العالم العربي ومن خارجه، ومن بينهم: كارين أبراهامز (مرصد منطقة غوتنغ، جنوب أفريقيا)، وأحمد إيفين (جامعة سابانجي، تركيا)، وإدريس لاغرني (جامعة القاضي عياض، مراكش)، ومهدي مبروك (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، تونس)، ومارينا أوتاوي (مركز وودرو ولسون، الولايات المتحدة الأميركية)، وتشارلز باول (معهد الكانو الملكي، إسبانيا)، ونارسيس سيرا (معهد برشلونة للدراسات الدولية، إسبانيا)، وعادل الشرجبي (جامعة صنعاء، اليمن).