بدون عنوان

للحصول على المجلة، أو مقالات مفردة منها، أو الاشتراك السنوي، زر المتجر الإلكتروني لكتب ومجلات المركز.

صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات العدد الخامس عشر (شتاء 2016) من المجلة العلمية المحكّمة "عمران" للعلوم الاجتماعية والإنسانية. وشمل العدد (208 صفحات) ملفًا ثريًا بعنوان "راهن القبيلة في الوطن العربي"، ودراسة معمقة عن العلاقة بين الجامعة والمواطنة والديمقراطية للدكتور عزمي بشارة.

وقد ضم ملف "راهن القبيلة في الوطن العربي" عدة دراسات تعدّ دفعة أولى من الأوراق التي تناولت قدمها باحثون من مختلف الأقطار العربية استجابة لدعوة أطلقتها المجلة للمساهمة في دراسة الموضوع، وستخصص "عمران" في وقت لاحق عددًا إضافيًا لاستكمال النقاش.

يستعرض ريتشارد تابر في الدراسة الأول "القبليّة: مفارقة تاريخية في القرن الحادي والعشرين؟" التغييرات التي حصلت للقبيلة في العالم العربي، ويحاول الإجابة على تساؤلات من قبيل: هل قبائل اليوم هي المجموعات نفسها التي كانت سابقا؟ ألم تتغير القبائل أيضًا بفعل التغيرات الثورية في تكنولوجيا الاتصالات والصناعات العسكرية، وفي طبيعة الاقتصاد والسياسة والمجتمع في العالم منذ منتصف عشرينيات القرن العشرين؟ وكيف كان مسمّى "قبيلة" يُطلَق باستمرار على أنواع مختلفة كثيرًا من فئات اجتماعية تعيش في دول مختلفة تمامًا. ونقرأ كذلك مقال "في القبيلة: واقع متعدد الأبعاد" لمحمد الطوزي، الذي يحاول إبراز راهنية القبيلة في الواقع المغاربي الحديث، ثم تقديم عرض تحليلي ونقدي للنظريات التي أفرزتها الأنثروبولوجيا وعلم السياسة بشأن المجتمع القبلي (الانقسامية ونظرية اللُّف) وامتداداتها لقراءة النسق السياسي المغاربي. ويقدَّم في الأخير اقتراح مقاربة من أجل تعريف الظاهرة القبلية ودراستها اليوم.

يتناول بحث "القبيلة كأفق سياسي في الجزائر" ليزيد بن هونات مفارقة مثيرة: لا توجد اليوم في الجزائر قبائل، بالمفهوم الكلاسيكي للكلمة؛ فقد تلاشت منذ فترة تحت ضربات السياسة الاستعمارية وسياسة الدولة الوطنية المستقلة؛ والجزائريون يتوقون اليوم إلى إعادة بناء الدولة على قواعد مؤسساتية صلبة وإلى تحقيق الديمقراطية بوسائل العصر. هناك في الوقت ذاته حضور قوي للقبيلة في المخيال السياسي الجزائري يجعل منها أفقًا سياسيًا غامضًا لا يتحقق في الواقع.

تطرح ورقة "القبيلة والمفاهيم السياسية في المجتمع الخليجي المعاصر: المجتمع الكويتي مثالًا" ليعقوب يوسف الكندري تساؤلًا عامًا مفاده: هل يمكن أن نقرأ الظواهر السياسية في المجتمع الخليجي بشكل عام، والمجتمع الكويتي بشكل خاص، من دون الحاجة إلى النظر إلى القبيلة والمفاهيم القبلية التي تُعتبر جزءًا من ثقافة المجتمع؟ وهل لا يزال الفكر القبلي موجودًا في المجتمع المعاصر؟ وما مدى تأثيره في الحياة الاجتماعية على وجه العموم، وفي بعض الجوانب السياسية على وجه الخصوص؟ ثم تحاول الورقة، ومن خلال الاعتماد على دراسة ميدانية استُخدم الاستبيان أداةً فيها، الكشف عن أوجه الاختاف والفوارق بين المنحدرين من الأصول القبلية والمنحدرين من الجذور الحضرية في بعض المفاهيم السياسية داخل المجتمع المعاصر. وركزت الورقة على مجموعة من المفاهيم السياسية للكشف عن قضايا ترتبط بالمواطَنة السياسية، ومفاهيم الولاء والانتماء، والاتجاه نحو مؤسسات المجتمع المدني، والمفاهيم المتعلقة بالديمقراطية.

سعت دراسة "القبائل والقبلية والهوية السياسية في سورية المعاصرة" لداون تشاتي إلى تقصي التغيرات التي طرأت على الأسئلة الجوهرية والمفاهيمية المتعلقة بالقبلية والقبائل في الشرق الأوسط، وتحديد مرونة صوغ المفاهيم المحلية والوطنية والدولية، والمواقف والممارسات تجاه القبائل مفاهيمَ وواقعًا ملموسًا. فيما يتناول تحليل "القبائل العراقية في أرض الجهاد" لهشام داود الظاهرة القبلية في العراق، هذا البلد الذي يجمع بين مظاهر الانقسام السياسي وضعف الدولة والجهادية المتطرفة والحرب الطائفية والتدخل الإقليمي الدولي.

يتناول بحث "نحو استعادة المشاهدة من دون حجاب القبيلة" للمولدي الأحمر، وهو منسق الملف الخاص بالقبيلة، مسألة استخدام القبيلة بوصفها مفهومًا وفرضيةَ بحث في الدراسات الأنثروبولوجية والسوسيولوجية التي اشتغلت على الحالة العربية. والمفارقة التي ينطلق منها هي أن معظم هذه الدراسات تستخدم كلمة القبيلة من دون الاستناد إلى مفهوم علمي يحدد مضمونها، ويرى أن فرضية القبيلة في حد ذاتها أصبحت في كثير من الحالات بمنزلة "هابيتوس معرفي" يوجّه المشاهدة والتحليل، خاصة في دراسة الظواهر السياسية، ومنها تحديدًا "الربيع العربي"، من دون التأثر بالقيمة المنهجية للتحولات الاجتماعية الجارية في المنطقة منذ أكثر من قرن من الزمن.

ويمتد موضوع القبيلة إلى الأركان القارة من مجلة عمران في العدد 15، إذ ضم في باب الترجمة ترجمة مقالة "القبائل والكيانات الإثنية والدول" لموريس غودولييه، ويختتم العدد أوراقه بببليوغرافيا إرشادية مختصرة بشأن القبيلة في البلاد العربية.

بعيدا عن موضوع القبيلة، يضم العدد 15 من "عمران" تحليلا معمقا يقدمه الدكتور عزمي بشارة في دراسة بعنوان "جدل الجامعة والمواطَنة والديمقراطية"، يفحص فيها العلاقة بين التعليم الجامعي والثقافة المساندة للديمقراطية، على الرغم من صعوبة إيجاد علاقة مباشرة بينهما، خاصة إذا فُحصت كمتغيرات وحيدة. وموضوع البحث ليس العلاقة بين متغيرين هما نسبة عدد المتعلمين ودرجات تحصيل هم العلمي من جهة، واحتمال نشوء الديمقراطية وثباتها إذا نشأت من جهة أخرى، بل هو الثقافة السياسية للمتعلمين وقيمهم.

وفي باب المراجعات، ضم العدد مراجعة رشيد جرموني التي حملت عنوان تكريم: في وداع أيقونة السوسيولوجيا المغربية فاطمة المرنيسي، ومراجعة أحمد جاسم الحسين لكتاب فانون: المخيلة ما بعد الكولونيالية، ومراجعة حميد الهاشمي: البحث العربي ومجتمع المعرفة: رؤية نقدية جديدة. ومراجعة مصطفى أيت خراوش: المدخل الأخلاقي في الدفاع عن الرأسمالية.


 

* للحصول على أعداد المجلة (نسخ ورقية أو إلكترونية) أو مقالات مفردة منها، أو الاشتراك السنوي فيها، زر المتجر الإلكتروني لكتب ومجلات المركز.