بدون عنوان

استضاف برنامج السيمنار الأسبوعي الذي عقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، يوم الأربعاء 5 أيار/ مايو 2017، الدكتور عبد الحكيم حنيني، الباحث الفلسطيني في العلاقات الدولية والشؤون الإسرائيلية، والحاصل على شهادة الدكتوراه في السياسة والعلاقات الدولية من الجامعة الوطنية الماليزية بداية عام 2017. وقد تناول موضوع السيمنار "منهجية حماس في العلاقات الخارجية: سورية نموذجًا"، وبحث في العلاقة بين حركة حماس وسورية خلال الفترة 2000-2015.

انطلق الباحث في دراسته من علاقة حماس بمحيطها الإقليمي والدولي، والبحث في المعوقات التي واجهت الحركة في إدارة شؤونها الخارجية، مركِّزًا في الأساس على دراسة علاقة الحركة بسورية. وقد أشار الباحث في بداية العرض إلى أنّ اللبنة الأولى التي أسست علاقة حماس بالنظام السوري كانت في عام 1991، وقد أطلق عليها اسم مرحلة "الخوف والتردد"، ودار فيها جدل واسع بين قيادات الحركة حول الشروع في تأسيس مثل هذه العلاقة أو عدمه. ثمّ أخذت العلاقة منحىً جديدًا في عقب المؤتمر الثاني لدعم الانتفاضة الفلسطينية في طهران عام 1991، والذي شكل نقطةً مهمة في بناء علاقة جدية بين الحركة والنظام السوري. وتلا ذلك لقاءُ قادةٍ سياسيين في الحركة مع النظام السوري؛ أدّت في النهاية إلى فتح مكتب للحركة في دمشق. ويرى الباحث أنّ شكل العلاقة بدأ يأخذ حالة من القبول بعد زيارة الشيخ أحمد ياسين عام 1998، والتي شكلت نقلةً نوعية في العلاقة بحماس، من خلال إصدار حافظ الأسد قرارًا يقضي بفتح الأبواب لنشاطات الحركة، قبل أن تنتقل قيادة الحركة بأكملها للعيش بدمشق، فضلًا عمّا بعد انتقالها.

عبد الحكيم حنيني

كما تطرق الدكتور حنيني في عرضه إلى الأسباب الكامنة وراء اختيار الحركة لسورية تحديدًا، وذكر منها خصوصًا الأزمة مع الأردن. وفي المقابل، طرح الباحث مجموعةً من الأسباب التي دفعت النظام إلى القبول بالحركة، وما رآه في وجودها في سورية مصلحةً وطنية؛ في لمقاومة بعد الخلاف مع عرفات، وتوقيعه اتفاقيات أوسلو عام 1993، وسعي النظام لامتلاك أوراق قوية في الموضوع الفلسطيني في  مواجهة المعسكر الذي سمي بـ "الموقف العربي المعتدل".

وأشار الباحث إلى حالة الرضا الشعبي في سورية على الحركة التي بدأت تباشر نشاطًا إعلاميًا وسياسيًا في سورية، لتأخذ العلاقة منحىً قاد إلى القطيعة الكاملة مع النظام السوري، على خلفية اندلاع الثورة السورية عام 2011. وقد تناول الدكتور حنيني أسباب الخلاف بين الحركة والنظام مع بدء الثورة السورية، من خلال طرح حجة الحركة في الخروج من سورية، وحجج النظام في موقفها ضد الحركة بعد الأحداث الأخيرة، معتمدًا على سلسلة من المقابلات أجراها مع بعض القادة السياسيين في الحركة.

وفي الختام، دار نقاش ثريّ بين الباحث والحضور، عرّج على مجموع القضايا المنهجية والتحليلية في موضوع البحث.