العنوان هنا
دراسات 07 سبتمبر ، 2011

الردة وحرية الاعتقاد، رؤية إسلامية جديدة

الكلمات المفتاحية

تعد مسألة الردّة وحرية الاعتقاد من المسائل التي "لم يحسم العقل المسلم المعاصر" رأيه فيها بعدُ. وهي، فوق ذلك، قضية لخطورتها وأهميتها ومحوريتها في حياة البشر اجتماعياً وسياسياً وقانونياً، تشغل الفلاسفة والمفكّرين والسياسيين والفقهاء والقانونيين وعلماء الاجتماع، على امتداد دار الإسلام، بل والعالم . ومن أجل ذلك، كان هذا البحث التأصيلي التجديدي الفكري الفقهي الفلسفي المركّز، والمُستهدي في ذات الوقت بكتاب الله وسنّة رسوله (ص)؛ على اعتبار أنّ التفلسف في ديننا فريضة، والتدين فلسفة.

ولقد اتّضح جلياً -لأول مرة، وهي من الأمور التي تفرّد بها البحث- أنَّ "لا إكراه في الدين" قاعدة شرعية وعقلية كلية قطعية لا يجوز القول بما يضادها أو يصادمها كلياً أو جزئياً، ابتداءً أو إبقاءً؛ فالإكراه لا يُنتج ديناً، وإنما نفاقاً وكذباً وخداعاً. والإكراه سوس ينخر العقائد، إذ القهر على الاقتناع بمبدأ، ابتداءً أو إبقاءً، يدفع البشر إلى النفاق.

واتّضح كذلك، أنّ فكرة الردّة في عهد الرسول(ص) كانت مُقترنةً -اقتراناً ميكانيكياً- بعداوة الإسلام وحربه، فالمرتدّ لم يكن يلزم بيته أو يحرص على سلامة مجتمعه، بل كان ينضمّ إلى أعداء الإسلام. وبناءً على هذا، فإنّ الأمر بقتل المرتد نابع من قتاله في صفوف الأعداء، لا من ردّته عن الإسلام. ومن ثمّ، فإنزال العقوبة بعد إحاطتنا بملابسات فرضها، يجب أن يكون -وفقط- على المرتد المحارب أو الخائن للبلاد؛ والاختلاف - بمجرده- إنما هو قضاء الله الذي لا يُرد.